ممرات سرية/بقلم:خالد النهيدي

كان المبنى مُحاط بكل معاني الخوف والكبرياء والرهبة ؛ وخطوات العسكر في حركة مستمرة وكأنك في خلية نحل مما يزيد المكان وقار وهيبة ممرات سرية تكاد تلمحها بحذر وتوجس مساجين يتوافدون ومشتبه بهم في غرف الانتظار ينتظرون دورهم للتحقيق معهم كان يوم مشهود له في النفس رهبة محفور في قاموس الذاكرة وغير قابل للنسيان ؛ دخل ذوا القامة والطول المتوسط صاحب البشرة البيضاء والشارب الكث ؛ إلى إدارة البحث الجنائي بخطى ثابتة كلها سكينة ووقار وربأطاه جأش تخطى اسوار الرعب والخوف كعابر سبيل لا ينوي عل شيء ولم يدر في خلدة أي شيء ؛ وكأننا نشاهد مقطع من فيلم سينمائي اكشن مليء بالأحداث المثيرة والغير قابلة للتصديق أو قصة من زمن الأساطير تتناقلها الأجيال دخل الشاب العشريني غرفة التحقيق وكان الضابط الصارم المُهاب في وسط مجموعة من العسكر في غرفة التحقيق فجأة وبعد لحظات معدودة كان الضرب يُسمع في جميع انحاء المبنى وكأنك في ساحة مواجهة حامية الوطيس ؛ بين أفراد حارة وحارة أخُرى عركة من عركات عالم السيوف والسنجات والسلاسل والخناجر المشحوذة بكل طعنات الألم لم يتجرا احد من العسكر عل إقتحام غُرفة التحقيق بدون أمر من الضابط المُحقق تهامس العسكر في الخارج يبدوا ان أمُه قد دعت عليه يالة من عاق تلفظ آخر يالة من مسكين ولكن لماذا ؟ لا يأخذوه الى غرف الترهيب والتأديب يبدوا أن سوء حظة اوقعة في شر أعماله تلفظ اخر يا ترا ما قضيته ياله من مسكين تجمع العسكر تجمع غير معهود تمتم احدهم يال حظه العاثر؛ تجرا احدهم لإقتحام غرفة التحقيق ليتبين ما الأمر انذهل رأ مالم يكن في الحسبان بلا وعي منه تدخل في العراك اشتد الموقف وزاد ضراوة تدخل العسكر بهستيريا وجنون كان الضابط المحقق غارقاً في دمه ” وآلة خرم الاوراق ملقاة بجانبه ” وهي شاهد اثبات عل مسرح البطولة عفواً اعتذر عن زلة لساني المقصودة ؛ كانت شاهد اثبات عل مدى تهور وطيش شجاعنا المغوار والدماء تسيل استغرب الجنود ما لذي حصل هل انقلبت موازين الكون ؟ وهم يسحلون الشاب قوي الشكيمة بهي الطلعة بطل المواجهة الأول عبر ممرات سرية وسردايب مظلمة ليواجه مصيره المجهول بعد ان أوجعوه ضرباً واوجعهم كان التهامس مسموع والإعجاب واضح بين أفراد العسكر والجنود كان متهم في قضية محددة ما دخل أمُه في التحقيق كي يشتمها الضابط المحقق !!؟ تسرع كثيراً وحصل مالم يكن في الحسبان يبدوا أن ذنوب أحد المُتهمين الذي قام او أمر بتعذيبهم أصابته باللعنة كثرت الحمحمة حول البطل المسحول بين ايديهم كان يوم مشهود محفور على تضاريس الزمن وفي خبايا الذاكرة تداوله الألسن وغير قابل للنسيان .

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!