الليلُ يتلو قصائدَ عن غربة الفجرِ ساعة الذهول يشرخُ جدارَ الصمتِ دونَ أنْ يتصدعَ فيثيرُ شتات الكَلِم ، كيفَ أواري هذا الهزيعَ المتجذرَ في أعماقي !؟ فينسلُ نهراً يئِنّ وحشرجةً من حزنها أخاديد تخرقُ هامَ الغسقِ في سماء الدُجى فتصيب رأسَ المعنى بمقتلٍ تعبثُ بجسدٍ مضرّجٍ يدنو فيلهبُ الجمرَ ويهبُ لونَهُ القاني لخيوطِ الصبحِ كلّما شعّ طرفٌ تداعتْ لهُ ذراتُ الترابِ واستحالتْ بوارق من ضوئِها تشتعلُ المثاباتُ علىٰ حوافِّ الغيمِ تنسكبُ علىٰ نهرِ السبات تحدثُ بلبلةً تحصدُ عاصفةً هوجاءَ جزاءَ ما زرعتْهُ الريحُ تفتحُ أبواباً لتغتالَ الشمسَ من كوةِ الليلِ العريان ِتزيدُ في اللهثِ تملأ الفراغَ بالنبضات تقطعُ لسانَ النهارِ وترشفُ قطراتِ الندى من شفاهِهِ الذابلةِ حتىٰ تنسلخ من قيدها يتنفسُ الصدى المكبوتُ من مخبئهِ وتنزّ أجنّّةُ الصبحِ من تشققاتهِ العتيدة .