عدّلت وضعية الطرحة بيدٍ مرتبكة، تأملت وجهها، لعل المجهود الذي بذل هذه المرة يؤتي أُكله، جلسة تنظيف البشرة، لمسات المكياج الخفيفة، أحمر شفاه بلون الزهر، كل شيء على أكمل وجه، لكن ثمة شيء ناقص، في الأعماق، تكشفه النظرة. غادرت المرآة بقلب راجف، وأنفاس مضطربة، وخطوات مترددة، قلقة، إنها المرة الرابعة، التي تذهب فيها إلى غرفة الاستقبال، لتجلس في أقرب مكان ممكن يختصر خطواتها المتعثرة، المرتعشة، أقرب مكان لكتف أبيها، يحميها من تلك النظرة، عيناها نحو الأرض. مكسورة، متأملة، راجية، أن يصدر حكما بصلاحيتها لتكون عروسا !