نفاق
قرأت خبر وفاة الأخ الأصغر لصديقي في الفيسبوك . كنت منشغلا بمهام كثيرة ؛ فتجاهلت الخبر وتكاسلت عن الذهاب لتعزيته كواجب محتوم بين الأصدقاء. حين قابلته مصادفة بعد أسبوع ، أخذته بالأحضان وسألته عن أخباره. أنبأني بموت أخيه . ألبست وجهي أمارات الدهشة ، ورسمت عليه ملامح الحزن وكأنني سمعت الخبر لتوي ،واحتضنته معزياً ، وأظننني قد أتقنت الدور .
ربط الأحزمة
كان يتحدث إلينا عبر شاشة التلفاز، ويطلب منا أن نربط الأحزمة حول بطوننا فالبلاد تمر بأزمة اقتصادية حادة. كان كرشه يتقدمه، وكان وجهه ممتلئا بخدين متوردين ، وكنا نشاهده بأجساد عجفاء ووجوه بأخاديد.
عجت مائدة عشائه بما لذ وطاب من الطعام ، وتقاسمنا الرغيف والفول بالكاد.
صلاة تايوان
علا صوت المؤذن المقيم لصلاة الفجر . كان الجو باردا بتأثير المكيف الذي عادت له الكهرباء قبل ساعة. غالبَ نعاسه وقام للصلاة . قرر أن يصليها في البيت كي لايضيع الساعة المتبقية قبل انقطاع الكهرباء. يعلم أن الصلاة في المسجد أفضل من صلاة الفرد ، لكنها على العموم صلاة مقبولة . أكمل الركعتين على عجل وأندس تحت اللحاف. تذكر أنه صلى دون وضوء ، وتذكر أن الكهرباء ستنقطع . شد اللحاف وأقنع نفسه أن صلاته مقبولة.