..
ما كادتْ أنْ تأتي سيارةُ الصفيح التي انتظرها طويلا حتى تسلَّقها من الخلف..ارتمى في أحد .زواياها وقد هدَّه التَّعب ببطنٍ خاوٍ وأوصال مُنهكة.. تجْلسُ قِبالته امرأةٌ مُمتلئةُ الجسد في الأربعين من عُمرها، تضمُ طفلا بين يديها..أخذتْ السيارة تتحرك بهديرها الصاخب المعتاد..الصغيريتململ في حِجر أمه..تسمرتْ عيناه..تحركتْ شفتاه..بلعَ رِيقه مرتين وهو يرى الطفل مُتشبثا بصدْر أمه..قالتْ وهي ترْمقه بنظرةٍ سريعة:
تبدو جائعا..
أومأ برأسه أنه كذلك..
بعد مُضي ما يقرب الساعة ، ترجَّل من السيارة بعد أن وجد مجانا ما يُسكتْ به جوعه إلى حِين.