إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
” مقدِّمة”
مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
أ.د. علي مفلح محافظة من الأردن يكتب لنا من زاويتها “ماذا يحدث غزة”؟
غزّة أولًا والأردن ثانيًا
أ.د. علي مفلح محافظة/الأردن
1- تهجير اليهود إلى فلسطين ونشأة الصهيونية:
من المعروف أن فكرة تجميع يهود العالم في فلسطين فكرة مسيحية بروتستانتية أنجليكانية، ظهرت في القرن السادس عشر الميلادي، من أجل تسريع عودة المسيح إلى الأرض في فلسطين وتحويل اليهود إلى المسيحية تمهيدًا لاعتناق البشرية بأسرها الديانة المسيحية، وفقًا لمعتقدات هذه الطائفة الدينية.
وتكرّرت الدعوة إلى تهجير يهود أوروبا إلى فلسطين في القرن السابع عشر في هولندا على يد بعض المسؤولين ورجال الدين من أتباع المذهب الكالفني الذين طلبوا من أوليفر كرمويل Oliver Cromwell الثائر البريطاني تحقيق ذلك. وظهرت دعوات ونداءات مسيحية أوروبية إلى تجميع يهود أوروبا على يد البروتستانت ونابليون بونابرت Napoleon Bonaparte قبيل غزوه لمصر سنة 1798. وكانت مواقف يهود أوروبا والعالم ترفض هذه الدعوات والنداءات.
وتغير الموقف اليهودي في القرن التاسع عشر مع ظهور المشكلة اليهودية والعداء لليهود في أوروبا (اللاسامية). وظهرت جمعيات “محبة صهيون” في أوروبا الشرقية وروسيا القيصرية في الأربعينات من القرن المذكور التي دعت اليهود إلى الهجرة إلى فلسطين والعالم الجديد هربًا من ملاحقة السلطات لهم. ومع تأليف الصحفي النمساوي اليهودي تيودور هرتسل Theodor Herzl كتابه “دولة اليهود Der Juden Staat” سنة 1896 في أعقاب مشاهدته لإعادة محاكمة العقيد اليهودي في الجيش الفرنسي ألفرد دريفوس Alfred Dreyfus الذي اتهم بتسريب معلومات عن الجيش الفرنسي إلى الألمان في الحرب الألمانية- الفرنسية سنة 1894، وموقف الفرنسيين المعادي لليهود في هذه المحاكمة. رأى هرتسل في كتابه هذا أن حل المشكلة اليهودية في أوروبا هي في إقامة دولة لهم في أي مكان في العالم إذا تعذر إقامتها في فلسطين. ولقيت دعوته هذه استجابة لدى بعض يهود أوروبا الذين عقدوا أول مؤتمر لهم في مدينة بازل السويسرية سنة 1897. وقرروا فيه العمل على تهجير يهود العالم إلى فلسطين تمهيدًا لإقامة دولتهم فيها. ونشأت منذئذ الحركة الصهيونية التي انتخبت لجنة تنفيذية لها، وأقامت هيئاتها ومؤسساتها المختلفة في السنوات التي سبقت إعلان الحرب العالمية الأولى.
واستجابت الدول الاستعمارية الأوروبية لمطالب الحركة الصهيونية. وغدت هذه المطالب جزءًا مهمًا من خططها الاستعمارية في المشرق العربي بإبرام اتفاقية سايكس- بيكو Sykes- Picot Agreement سنة 1916 بين فرنسا وبريطانيا لاقتسام الهلال الخصيب بينهما وتجزئته إلى كيانات سياسية عديدة، وبصدور تصريح آرثر جيمس بلفور Arthur James Balfour وزير خارجية بريطانيا سنة 1917، المتضمن تعهد الحكومة البريطانية بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين التي كانت جزءًا من الدولة العثمانية ولا سلطة لبريطانيا عليها.
ولما التقى المنتصرون في الحرب العالمية الأولى في باريس وضاحيتها فرساي في سنتي 1919 و1920، اعتبروا الحركة الصهيونية التي حصلت على موافقة فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية على ما جاء في تصريح بلفور، من القوى الحليفة المنتصرة، ورحبت بوفد يمثلها في المؤتمر. طالب الوفد الصهيوني في هذا المؤتمر بأن يشمل الوطن القومي اليهودي شرقي الأردن وفلسطين وأجزاء من جنوبي لبنان وهضبة الجولان. واعترف الحلفاء بما جاء في تصريح بلفور الذي حدده رئيس وزراء بريطانيا بونار لو Bonar Law في مجلس اللوردات البريطاني في كانون الأول 1920 بفلسطين التاريخية المعروفة غربي نهر الأردن والممتدة من دان إلى بئر السبع.
2- مخلفات الحرب العالمية الأولى وتوابع الانتداب البريطاني:
كان من نتائج الحرب العالمية الأولى التي تحالف فيها عرب المشرق مع بريطانيا احتلال بريطانيا لفلسطين (1917- 1922) وفرض انتدابها عليها بين سنتي 1922 و1948، وامتد الانتداب البريطاني إلى شرقي الأردن بين سنتي 1922 و1946.
في الثلاثينات من القرن العشرين ظهرت الحركة الصهيونية التحريفية على يد الزعيم الصهيوني زئيف جابوتنسكي Ze’ev Jabotinski الذي رأى أن الصهيونية ليست عودة اليهود إلى وطنهم الروحي ولكنها غرس للحضارة الغربية في الشرق وفرع لها. وهي حليف للاستعمار الغربي. وطالب بأن تشمل الدولة اليهودية ضفتي نهر الأردن الغربية والشرقية. وانفصلت هذه الحركة الصهيونية التصحيحية (التحريفية) عن الوكالة اليهودية. وهي الحركة التي نشأ منها حزب حيروت والليكود فيما بعد.
ومن الجدير بالذكر أن بريطانيا قد فتحت أبواب فلسطين لهجرة اليهود إليها بين سنتي 1917 و1948. وساهمت مساهمة فعالة في تجميع (650) ألف يهودي طوال هذه المدة الزمنية بهم قررت الأمم المتحدة إقامة دولة إسرائيل سنة 1947 بضغوط من الحكومة الأمريكية على دول العالم آنذاك.
ولا بد من التذكير بأن الغرب بدوله وقياداته السياسية ظل يعتبر العرب المسلمين خطرًا عليه منذ خروج العرب من إسبانيا والبرتغال في نهاية القرن الخامس عشر الميلادي. ولم يتوقف الغرب عن هجماته المتوالية على الأقطار العربية في شمال أفريقيا طوال ثلاثة قرون من الزمن انتهت بسيطرة فرنسا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا على هذه الأقطار. ولم يتخلَّ قادة الغرب عن هذا الشعور بالخطر العربي الإسلامي عليه، حتى بعد هيمنته التامة على جميع الأقطار العربية بعد الحرب العالمية الأولى وإخضاعهم لمختلف أشكال الهيمنة من احتلال عسكري وحماية وضم وانتداب. ناهيكم عن عمله المتواصل على تجهيل العرب وتمزيق مجتمعاتهم، وإثارة الفتن والخلافات بينهم، وتشويه هويتهم العربية الإسلامية وإضعافهم واستغلال ثرواتهم الطبيعية، والحيلولة دون تعاونهم والإبقاء على تجزئتهم السياسية وتخلفهم.
1- تقرير بانرمان بزراعة كيان غريب في الأمة العربية لتفكيكها:
لم يكن قيام دولة إسرائيل تحقيقًا لحلم صهيوني فحسب وإنما كان مشروعًا استراتيجيًا استعماريًا كبيرًا لبريطانيا ولخليفتها الولايات المتحدة الأمريكية. ولو عدنا إلى عام 1907، أي قبل صدور تصريح بلفور بعشر سنوات لوجدنا تقرير بانرمان الذي ظل مكتومًا لسنين طويلة. فقد وضع السير هنري كامبل- بانرمان Sir Henry Campbell- Bannerman رئيس وزراء بريطانيا هذا التقرير الذي يتضمن الاعتراف بأن العرب يسيطرون على أراضٍ واسعة وغنية بالموارد الظاهرة والخفية تقع على ملتقى طرق التجارة العالمية، ويؤلفون خطرًا على أوروبا، وعقبة أمام توسعها. وبلادهم مهد الحضارات والديانات الإنسانية، وشعوبهم الذين يوحدهم الإيمان الديني واللغة والتاريخ والآمال المشتركة ولا تفصل بين أقطارهم حواجز طبيعية تعزل بعضها عن البعض الآخر. وإذا أتيحت الفرص لتوحيد هذه الأمة في دولة واحدة فإن مصير العالم سيكون بين يديها، وسيكون باستطاعتها أن تعزل أوروبا عن بقية العالم. وانتهى بانرمان في تقريره إلى القول إن النظرة الجدية إلى الأمور تقتضي زراعة كيان غريب في قلب هذه الأمة العربية للحيلولة دون وحدتها وإنهاك قواها في حروب لا نهاية لها. وبذلك تحقق للغرب أهدافه. وكان اتفاق سايكس- بيكو وتصريح بلفور تنفيذًا لما جاء في تقرير بانرمان هذا.
قامت إسرائيل بفضل الدعم الغربي وكان لا بد من حمايتها. فقد اجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية في لندن في أيار 1950، أي بعد قيام إسرائيل بعامين وقرروا الاعتراف بإسرائيل في حدودها الجديدة التي ضمت (22) في المئة من أراضي فلسطين على ما جاء في قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين العرب واليهود في تشرين الثاني 1947. وقرروا أيضًا إنشاء لجنة لمراقبة تزويد الدول العربية بالأسلحة الغربية، على أن يكون لدى إسرائيل من الأسلحة والقوات العسكرية المدربة ما يفوق ما لدى جميع الدول العربية من السلاح وما يمكنها من هزيمة جيوشها مجتمعة. واستمر التقيد بهذه القرارات طوال فترة الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفياتي بين سنتي 1947 و1991.
2-المؤامرة وفكرة الخطر الإسلامي:
وظلت إسرائيل طوال هذه الفترة عاملًا فعالًا في جميع الحروب والمنازعات في منطقة الشرق الأوسط، ومثالًا ساطعًا على انتصار الاستعمار. ولم تتوان عن الاستمرار في عمليات الاحتلال والضم والتوسع حتى أصبحت تضم فلسطين كلها ومرتفعات الجولان وتشرف على شبه جزيرة سيناء.
مع انهيار الاتحاد السوفياتي في بداية التسعينات من القرن الماضي ظهر المحافظون الجدد في الإدارة الأمريكية الذي أشاعوا فكرتين هما الخطر الإسلامي أو المؤامرة الإسلامية على الغرب وصدام الحضارات. وكان أبرز منظريهم ليو شتراوس Leo Strauss وبرنارد لويس Bernard Lewis الذي يرى أن الشعوب المسلمة تمتد في شكل حزام من آسيا الوسطى إلى إيران وأفغانستان وباكستان والبلاد العربية في آسيا وأفريقيا سماه “الحزام الأخضر”. وهو، في نظره، حزام خطير جدًا، وبالتالي عدو مميت. ولا بد من بناء الحواجز بين هذه الشعوب والدول المسلمة، وتفكيك منظمة الدول المصدرة للنفط. أما الدول المسلمة في الحزام الأخضر فلا بد من إضعافها من خلال تفكيكها وخلق كيانات مذهبية وإثنية ونشر التوترات بين دولها، والقضاء على أنظمة الحكم العلمانية والوطنية فيها، وخلق حروب أهلية فيها، وبين دولها.
نشر برنارد لويس مقالًا في مجلة Atlantic Monthly في أيلول 1990 بعنوان “جذور غضب المسلم The Roots of Muslim Rage” ثم أصدر كتابه “الإسلام والغرب Islam and the West” سنة 1993. وفيهما عرض آراءه السابقة الذكر. وتلاهما في هذا الصدد سامويل هنتنغتون Samel Huntington صاحب نظرية صدام الحضارات بعد زوال الاتحاد السوفياتي. وهو يرى أن الصدام الراهن هو بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة اليهودية- المسيحية الغربية. ودخل الفكر السياسي مصطلح “محور الخير ومحور الشر”، وظهر في هذه الساحة من جديد هنري كيسنجر Henry Kissinger وزبيغنيو برزنيسكي Zbigniew Brzezinski مستشاري الأمن القومي الأمريكي السابقين.
بدأ تنفيذ الخطة الأمريكية التدميرية في بداية الثمانينات من القرن العشرين في أفغانستان لإخراج القوات السوفياتية منها. وبعد أن تحقق لها ذلك بدأ خلافها مع طالبان الذي أفضى إلى أحداث الحادي عشر من أيلول سنة 2001 في الولايات المتحدة وإعلان الحرب على الإرهاب الإسلامي. احتلت القوات الأمريكية المتحدة أفغانستان في العام نفسه، واحتلت العراق سنة 2003، واحتلت شمال سوريا سنة 2011. وسارعت دول الخليج إلى استقدام القوات الأمريكية والفرنسية لحمايتها من الخطر الإيراني. وأصبحت الأوضاع الإقليمية مهيأة لحل جذري للقضية الفلسطينية على حساب شعب فلسطين.
3-طوفان الأقصى:
بدأت الولايات المتحدة بالتمهيد لهذا الحل من خلال ممارسة ضغوطها على دول الخليج العربية للتطبيع مع إسرائيل بعد أن أصبح العراق وسوريا غير قادرين على مجابهة المخطط الأمريكي والتصدي له. ونجحت إلى حد بعيد في مسعاها ولم يبق أمامها سوى المملكة العربية السعودية والكويت. ومارست إسرائيل كل ما لديها من قوة لإخضاع الشعب الفلسطيني تمهيدًا لإجباره على مغادرة مدنه وقراه بدءًا من الضفة الغربية. غير أن هجوم حركة المقاومة الإسلامية حماس في 7 تشرين الأول على المستوطنات الإسرائيلية في “غلاف غزة” وقتل نحو 1400 جندي وضابط إسرائيلي بما عرف بعملية “طوفان الأقصى” وأسر نحو (250) من ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي والمستوطنين أثار الذعر في إسرائيل ولدى حكومتها وقيادة جيشها، وأذهل الرئيس الأمريكي جو بايدن Joe Biden الذي جاء مسرعًا إلى تل أبيب لدعم ومساندة حليفته إسرائيل. وسارع رؤساء وزارات بريطانيا وإيطاليا وألمانيا ورئيس جمهورية فرنسا إلى الوصول إلى إسرائيل والإعراب عن دعمهم الكامل لها. ولم يترددوا في إرسال أساطيلهم الحربية إلى البحر المتوسط وتقديم الأسلحة للجيش الإسرائيلي للفتك بالشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والضفة الغربية. وأرسلت الولايات المتحدة ما يربو على ألفي خبير عسكري لمساعدة الجيش الإسرائيلي في مهمته هذه. ناهيكم عن وضع أقمارها الاصطناعية في خدمة هذا الجيش. واستمر القصف الجوي على قطاع غزة شهرًا ونيّف وما زال. وتجاوز عدد الشهداء في القطاع تسعة آلاف شهيد وزاد عدد المصابين على عشرات الآلاف. وعلى الرغم من مساعي الدول العربية والإسلامية والصديقة لإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لوقف القتال، فقد فشلت في مساعيها بسبب معارضة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا لذلك واستعمالها حق الفيتو في إسقاط كل مشروع قرار ينص على وقف القتال.
هذا الموقف الغربي المؤيد للفتك بالشعب الفلسطيني قد استدعى لدى كل عربي ومسلم في ذاكرته الحروب الصليبية، وتأكد لديه الهدف من إقامة دولة إسرائيل في قلب الوطن العربي كقاعدة عسكرية متقدمة للدول الغربية، وتبين له مدى الحقد والكراهية لدى حكومات الغرب نحو العرب والمسلمين. كما تبين لكل عربي عاقل نجاح الخطط الاستعمارية في إضعاف دولنا وتفكيك مجتمعاتنا، وتمزيق نسيجنا الاجتماعي وعجزنا عن فعل أي شيء في مواجهة الأخطار التي تواجنا وإمكانية التصدي لها.
لم يكتف جو بايدن بمساندة إسرائيل وجيشها، وإنما بلغت به الوقاحة أن يطلب من عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر أن ينقل أهالي قطاع غزة إلى شبه جزيرة سيناء، وأن يطلب من ملك الأردن عبدالله الثاني بن الحسين السماح للفلسطينيين الذين ستهجرهم وتطردهم إسرائيل من ديارهم لدخول الأردن والإقامة الدائمة فيه. وبذلك تحل القضية الفلسطينية بصورة نهائية بتشريد الفلسطينيين وحلول اليهود محلهم. وربما كان قبول الأردن لمئات الألوف من الإخوة العراقيين والسوريين الإقامة على أرضه، قد شجع الرئيس الأمريكي على تقديم طلبه.
واضح تمامًا أن طرد الفلسطينيين من ديارهم هو الحل الجذري للصراع العربي- الإسرائيلي حسب وجهة النظر الأمريكية والأوروبية. وأن الدول الغربية قد هيأت الأوضاع الداخلية في جميع الدول العربية لقبول هذا الحل لعجزها عن رفضه أو مقاومته. وإذا لم تغير مصر والأردن من سياساتهما الحالية، والبدء بالاستعداد للتصدي لهذا الحل الغربي، فالخطر قادم. وأرى أن الأردن سيواجه ضغوطًا أمريكية وإسرائيلية، لن يتمكن من دفعها إذا ظل على وضعه الحالي. إن الخطر القادم يستدعي تماسك المجتمع، وتشكيل لجان للمقاومة الشعبية في كل حي وقرية عمادها الضباط والجنود المتقاعدين بحيث يؤلفون جيشًا شعبيًا قادرًا على مواجهة العدوان الإسرائيلي القادم. ولا بد من العودة إلى خدمة العلم ليتمكن شبابنا من الدفاع عن وطنهم وأهلهم. ولا بدّ من تسليح جيشنا بأحدث الأسلحة لتمكينه من صد العدوان القادم. ويستحق جيشنا كل الدعم والمساندة الشعبية.