ماذا يحدث في غزّة؟

إعداد: سليم النجار- وداد أبوشنب
مقدِّمة”

مفردة “السؤال” وحدها تحيل إلى الحرية المطلقة في تقليب الأفكار على وجوهها، ربّما هدمها من الأساس والبناء على أنقاضها، كما أنَّها من أسس مواجهة المجازر وحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والضّفّة، من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي٠
في هذا الملف نلتقي بعدد من الكُتّاب العرب الذين يُقدِّمون لنا رؤاهم حول ماذا يحدث في غزّة؟
وما يستدعي الدرس والتمحيص والنقاش والجدال والنقد، لأنّ الأشياء تحيا بالدرس وإعادة الفهم، وتموت بالحفظ والتلقين٠
الصحفية ميسون كحيل من غزة/فلسطين تكتب لنا من زاويتها “ماذا يحدث غزة”؟

تهجير وإبادة ورسالة أخيرة للعالم
ميسون كحيل

رغم النزوح الإجباري المؤقّت (إذا كان فعلاً مؤقتا) ورغم تعدّد المشاهد المؤلمة المتنوّعة، ورغم الانقطاع عن معرفة ما حدث لكثير من الأصدقاء والأحباب في ظلّ هذا الوضع الذي يشبه العيش في أعماق البحر بلا نفس ولا هواء وكلّ ما حولك ضبابي لا ترى جيّدا ولا تعرف متى يأتيك القرش ليلتهمك. فهذه الحرب التي تمّ فرضها علينا عنوانها العلني من خلال الأحداث يدلّ على الإبادة وعنوانها المخفي ليس أكثر من كرسي تريد كلّ الأطراف المحافظة عليه حتّى لو كان الثمن هذا الكم الكبير من الشهداء والأطفال الذين لم تسنح لهم فرصة استكمال حياتهم والذهاب إلى المدارس واللعب مع أصدقائهم من الأطفال ولا في البحث عن المستقبل والأحلام.. ورغم المأساة التي نعيشها في قطاع غزّة من التشتّت والضياع والعطش والجوع ومواجهة عمليات القتل الممنهجة فإنّ المرء قد يرى في الأفق نوعا من الأمل لكنّه وفي أبسط صورة قد يكون الأمل المستحيل لأن التفكير بين في من هو داخل دائرة النار والقتل والقصف يختلف تماما عن من هو خارج هذه الدائرة وقد نتّفق مع من أراد إغلاق المعابر والحدود أمام التهجير القسري للمواطنين وفي نفس الوقت لا نتّفق معهم في اتّخاذ قرار ترك الشعب الفلسطيني في غزّة من مواجهة الموت دون محاولات إنقاذ أو تدخّلات عملية على الأرض لتخفيف كارثة يتعرّضون لها لم يكن لها مثيل. ولا يكفي العمل في المجال السياسي والدبلوماسي بينما الطرف المعتدي يستخدم كلّ الطرق والسبل العسكرية والإجرامية لقتل أكبر عدد ممكن من الناس وتدمير عالي للبنية التحتية للقطاع ومقومات الحياة ومعظم المباني التي كانت تأوي الناس من أصحابها وكأن الهدف المطلوب رفض معلن للتهجير القسري لتمرير التهجير الطوعي الاختياري بسبب عدم وجود وتوفر إمكانيات ممكنة لاستمرار الحياة!
لقد بات واضحا أن هناك أمورا وإجراءاتٍ لم تعلن لكنّها ضمن مخطط التهجير يمكن أن يطلق عليه تهجير أخلاقي حسب رؤية المخطِّطِين من أصحاب الأخلاق السيِّئة أصلا فلا حياة صحية أو تعليمية أو سكنية بما فيها انقطاع المياه والكهرباء والتشتّت البدني والذهني والأسري الذين أصابوا الناس جميعا.
وهم يشاهدون الإبادة التي تمارَس ضدّهم وضدّ كلّ من هو من أهل قطاع غزّة بينما الأشقّاء رغم الجهد والعمل المبذول من طرفهم فإنّه ليس إلا صراخ دون صوت!
كاتم الصوت: لن يكون كلّ الأشقاء سعداء ما لم تنتصر إسرائيل. وجزء قليل سيكون سعيدا بانتصار المقاومة.
كلام في سرّك: اقتربت النهايات واقترب معها نهاية عددٍ من السياسيين والزعماء فبعد الحرب سيغيب عددٌ منهم للأبد منهم نتنياهو وبايدن والبقية لديكم. وعسى ألّا نغيب نحن!!
رسالة: إن كنتم صادقين لقرّرتم العودة إلى اللاءات الثلاثة لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض وإلغاء كامل لكافة الاتّفاقات إلى حين إعلان إسرائيل موافقتها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية. أحتفظ بالأسماء.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!