لأديب المغربي
الدكتور محمد جستي Mohammed Jesti
الشواهد الجامعية والاكاديمية:
– دكتوراه في العلاقات الدولية (تخصص الدراسات الاستراتيجية)
– الشهادة العليا في تدقيق الحسابات ( المعهد العالي للإدارة – كلية إدارة الأعمال الفرنسية)
– ماستر ( اللوجيستيك والادارة)
– الشهادة العليا في التدبير التقني
الشواهد الخاصة:
– شهادة دكتوراه شرفية في الاعلام والصحافة
– شهادة دكتوراه شرفية في الأدب من جامعة هارفر
– 18 شهادة دكتوراه فخرية وشرفية في مختلف التخصصات
الصفات:
– رئيس الأكاديمية الدولية للكتاب والمفكرين المثقفين العرب
– رئيس الأكاديمية العربية للثقافة الأدبية والفلسفة
– أمين عام الإتحاد الدولي للكتاب العرب
– سفير سلام دولي
الوسام الملكي:
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة
نشرت له العديد من المجلات والمواقع الألكترونية ..
كان لنا معه هذا الحوار الماتع القيم ..
**حدثنا عن الشاعر الإنسان وكيف كانت بدايته مع الشعر والأدب ؟
– محمد جستي كإنسان هو رب أسرة له إبن وإبنة يحترم الآخر يتجاوب مع الرأي والرأي الآخر، يحب ويتعاطف مع الجميع في إطار الشفافية ،الثقة،الصدق ،الإخلاص والأمانة.
– الشعر كأداة للتواصل هو إلهاما وموهبة كما أن الكتابة هي أذواق ومبادئ، كلاهما أخلاق وقيم ومسؤولية لهما ارتباطا وثيقا بشخصية الشاعر .
إذ كانت بدايتي في الكتابة منذ طفولتي في السن التاسع من عمري كتقليد لبعض الكتاب والشعراء كنجيب محفوظ وأدونيس و طه حسين وعباس محمود العقاد، و كذا كتابة مجموعة من المقالات تم نشرها بالمجلات المدرسية آنذاك إضافة إلى المشاركة في المسابقات الثقافية.
** داخل كل شاعر طفل ما، ينصت لسكتاته وحركاته هل طفلك الساكن في أعماقك مشاغب أم مدلل ؟
– طفلي مشاغب فيما لا يطاق من مضايقات مما يمس بحرية الانسان واستغلاله واحتقاره و كذا الممارسات التعسفية اللاقانونية التي تستعبده، هذا يقلقني كثيرا.
**يقول الشاعر لويس أراغون ” لولا الشعر لأصبنا جميعا بالسكتة القلبية” أليس العالم بدون شعر خواء ؟
– مقولة نسبية وليست مطلقة في مجملها، لأن الشعر أصبح الآن يخدم أجندات وإيديولوجيات أفقدت البوح الشعري مصداقيته كما هو الشأن بالنسبة للسلطة الرابعة.
لكن لا زال العالم يزخر بثلة من الشعراء المتمرسين الذين يؤدون الرسالة الشعرية بأمانة وصدق وإحساس قوي وجودة عالية، ينعمون بصدى عالمي معترفا به،منهم العرب والعجم على حد سواء.
** القصيدة رسالة مفتوحة للعالم ماذا كانت رسالتك من خلال قصائدك ؟
– رسائلي من رحم الشعر الملتزم جميعها تتحدث عن معانات الإنسان في مواجهة الحياة و الإشارة إلى المنهج الصحيح من أجل الاستمرارية في العيش الكريم،كما تعكس الوجه الحقيقي لمن يدبر الشأن العام من منعدمي الضمير.
** يقول مالارميه ” القصيدة سر ” هل لقصائدك أسرارها الخاصة؟.
– طبعا عموم القصائد أسرارا ، لهذا ،لا تخلو أشعاري من أسرار تجسد الحقيقة الغابرة انطلاقا من الاحساس الصادق تزامنا مع الأحداث، لأن جوهر القصيدة ينقسم إلى جزئين:
* المعنى القريب أي الواضح هو ما يركز عليه القارئ كنبذة أولى عند القراءة.
* المعنى البعيد أو المرموز أي ما وراء الستار ، لا يعلم كنهه إلا الشاعر رغم قراءات النقاد والمهتمين بالجنس الشعري.
** تتغذى القصيدة من الأمكنة هل بمقدور الشاعر ترويض المكان باللغة وإبداع قصيدة بأي مكان ؟
– مبدئيا يعتبر الشاعر ابن بيئته يعيش أفراحها واحزانها ومشاكلها، كما أن حربائيته في الترحال بين الامكنة ترقى بتنوع ابداعاته وصقل مواهبه و تغذية تجاربه. هذا ما يمكنه من الإلمام الشامل بخبايا الصنعة الشعرية وضوابطها العروضية.
** هل القصيدة قلعة الشاعر الدائمة التي يحتمي فيها وبها من عواصف الحزن والإغتراب والشجن أم نافذة يطل منها على أشيائه السرية والعاطفية ؟
– القصيدة ليست دائما قلعة يحتمي فيها الشاعر لأن من المحتمل أن تعكس مرحلة عابرة في لحظة قصيرة في زمن معين، كقصائد الغزل ( العشق والانفصال)، الرثاء (الموت والنسيان)، المدح(التكسبي )
إذ من الممكن أن تكون القصيدة نافذة يطل منها الشاعر عما يخالجه من أسرار عاطفية مترابطة الاحداث بصدق في بناء عش شرعي ومتكامل الأركان.
** هل القصيدة تحكي أسرارنا ؟
– يجوز الوجهان ، القصيدة تحكي الأسرار والعكس صحيح، حسب الظروف وعلاقتها بالشاعر كجزء من السر المدفون في تحمله المسؤولية في نشر غسيله.
**هل تفوقت القصيدة النثرية بسهولة ترجمتها إلى لغات عن القصيدة العمودية ؟
– تفوق القصيدة النثرية يبرز في لغة الضاد الأصل ،الرمز والايحاء بقواعدها العروضية ومكوناتها البديعية، كما هو الشأن بالنسبة للقصيدة العمودية ، أما الترجمة فلم تحقق أية نتائج تذكر ولم تفلح في إيصال المعنى الحقيقي للقصيدة النثرية للقارئ الغربي، لأن الكلمات باللغة العربية لها معاني ودلالات ومرادفات ومشتقات لا توجد في باقي اللغات.
** قراءة الإبداع بمختلف أجناسه على الشبكة العنكبوتية ؟ هل عوضت عن حميمية ودفء ومتعة الكتاب الورقي
-بما ان الإبداع تجديد معقلن وهاجس يجمع بين الواقع والخيال في تجانس وتناغم حسي حضوري ،فتبقى قراءته على الشبكة العنكبوتية لا تفي بالغاية المنشودة كبنية ابداعية صرفة.
إذ لا يمكن أن تعوض دفء ومتعة الكتاب والخلوة بين صفحاته ،لأن قراءة هذا الأخير موسومة بالمكان والحالة النفسية للقارئ ومدى رغبته في التصفح بإمعان وتدقيق، بالإضافة إلى التوقيت الزمني المناسب ونوعية المؤلف من حيث الجودة والأهمية .
** عملية إختيار عناوين الدواوين والقصائد صعبة .. كيف تختار عناوين قصائدك ؟
– صعوبة اختيار العناوين بالنسبة للدواوين لها ارتباطا بحيرة الشاعر في إنصاف القصائد الجامعة لديوانه الشعري حسب جودتها واختلاف مضامينها،
أما بالنسبة للقصيدة لا تخلو من صعوبة، لكنها أقل حدة بكثير من الديوان.
فاختياري لعناوين القصائد يأتي قبل نسج القصيدة لكي أحاول ضبظ التوجه السليم والالتزام بسياق العنوان لأشعر بنشوة العمل وأسعد القارئ بجودته في إطار الضوابط المحكمة.
** حدثنا عن قصيدة أوفكرة عذبتك كثيرا قبل ولادتها الأخيرة وكيف كان صداها ؟
– صراحة لم أعش هذا المشهد في مساري الأدبي قط.
**يرى بعض النقاد ان الشاعر إذا أضاف إلى شاعريته وأدبه روح الفلسفة وحكمتها يكون أقرب إلى تصوير خلجات النفس البشرية والتعبير عن أحاسيسها بدقة ما رأيك بذلك ؟
– في الحقيقة يكون أعقد مما يتصور ،لأن الشعر هو موهبة واحساس وذوق وإلهام ، فإذا أضيفت إليه الحكمة كفلسفة يصبح منطقا يخاطب العقل أكثر من العاطفة حيث تنسلخ أبجدية الشعر من قالبها الأصلي ،لكن تبقى الرسالة أقوى وأدق في المزج والتجانس إذا كان الشاعر ملما بأصول الأدب والفلسفة .
**هل تخدم المهرجانات الشعرية الأدب ام أنها مجرد لقاء بين الأحبة والأصدقاء من جغرافيات متعددة ؟
– المهرجانات الشعرية العربية هي جزء من الخطط المدبرة التي يبدو في ظاهرها خدمة الأدب العربي ،لكن في أغلبها هي بمثابة لقاءات الأحبة والأصدقاء.
فلماذا ؟
لأنها تستدعي دائما نفس الوجوه نفس الشخصيات المعروفة ،كما أنها لا تعمل على تلاقح الحضارات العربية المتنوعة في الاستفادة من المرجعيات التاريخية بإدراج وبرمجة محاضرات وندوات فكرية تدعم خطوات المهرجانات الشعرية من غرض تعميم الفائدة.
** هل تفيد العزلة لولادة الإبداع ؟
– في غالب الأحيان يخلق الابداع من العزلة النشيطة في اتصال غير مباشر مع العالم الخارجي من أجل عدم فقدان الخط الرابط البنيوي لميلاد الابداع الناجح.
** النقد يهدف لإضاءة العمل الإبداعي .. ما رأيك بالنقد ؟ ما رأيك بالألقاب التي يطلقها البعض على شاعر ما ؟
– مبدئيا، أفتخر بالنقد البناء كجزء من المنظومة الأدبية باعتباره منهجا يعمل على دراسة نقدية مستفيضة لا تقبل التأويل في استقراء لحركية النص وهرميته في تشكيل الصورة وتفكيك الأسلوب التركيبي كبنية أساس للقصيدة.
– إذا أطلقت الألقاب من قبل أهل التخصص من نقاد أو أدباء أو لجنة تحكيم من كبار الشعراء ستكون معترفا بها وتتويجا لأصحابها.
** كيف تفسر التجاور والتحاور الغريب الذي تمنحه مشاعر الحب للقصيدة والمخزون الشعري ؟
– لا يمكن الحكم عن مصداقيتها من عدمه ، ليس لها أي تفسير منطقي يثبت هذا التجاور والتحاور لأن مشاعر الحب للقصيدة كمخزون شعري تتناغم مباشرة مع أسرار تستهدف المتلقي كجزء من الموضوع،إذ لا يتقن استيعابها إلا الشاعر .
**القصيدة رسالة مفتوحة للعالم ، كيف كانت رسائل قصائدك للقارىء.
– لا تختلف قصائدي عن باقي القصائد المفتوحة للعالم، إنها بمثابة رسائل انسانية وسلام تستهدف القارئ المتعطش إلى الحرية و السلام ونبذ العنف.
** هل طباعة الدواوين تؤثر على تقييم الشاعر والكاتب ؟
– نعم ،هناك تأثيرا مباشرا يتمثل في عدم توسيع رقعة نشر الدواوين والمؤلفات، هذا ما يخلف انطباعا سلبيا لدى الشاعر والكاتب.
كما أن هناك تأثيرا غير مباشر ينحصر في قبول أو عدم قبول المنتوج الأدبي حسب العناصر المحددة للنشر في دولته كالمنع المباشر للكتابات التي تستهدف الفساد السياسي.
**كلمة تحب توجيهها للقراء ؟
– في البداية أتقدم بالشكر الجزيل المفعم بالود والاحترام إلى الاستاذة ليلاس زرزور المحترمة على هذه الاستضافة المشرفة،
كما أوصي أحبائي القراء المحترمين ، فضلا منهم بالانسلاخ عن القراءات الجاهزة السلبية التي تقدمها وسائل التواصل الإلكترونية كطبق من دهب، و استمروا على الانكباب والتشبت بالقراءة الصحيحة الأصل التي تمنحها الكتب الورقية التي لا زالت الأنيس المفضل الذي لم تستغنى عنها الشعوب الغربية رغم التقدم والتطور الالكتروني.