الشاعرة ليلاس زرزور تستضيف بزاويتها الشاعر العراقي حسين العيساوي

آفاق جرة

الشاعر حسين العيساوي Hussein Al-isawi

من العراق …

من بلاد الحب والحرب

يعمل مدرسا للغة العربية ..

ولد في مدينة تفوح بعبق التأريخ والحضارة

مدينة بابل ..

مدينة الجنائن المعلقة

مدينة الحلة الفيحاء التي يشطرها شط الحلة إلى نصفين

فتبدو كأنها صبية شقراء ترتدي حزاما موشوما بالنجوم

وجنائنها المعلقة  هي شاهد على سموها وشموخها

أكمل دراسته الجامعية في جامعة بغداد كلية الآداب

ينتمي إلى جيل يطلقون عليه جيل الطيبين الأذكياء ..

كتب الشعر أول مرة مذ خفق قلبه لأمرأة كانت تمشط ظفائرها

بأصابع المسك وتعزف لحنها على وتر من مطر

هي أمسكت غصنا من النارنج وخطت حرفها الأول على نافذة القلب …

شاعر يعشق الحروف .. مترف الإحساس .. يعزف على أوتار الحروف أروع القصائد ..

شارك بعدد كبير من الأمسيات والملتقيات الأدبية ..

نشر له الكثير من قصائده في المجلات والمطبوعات الورقية العراقية والعربية ..

كان لنا معه هذا الحوار ..

**متى أكتشفت موهبتك الشعرية ؟

الموهبة ولدت معي كخيط من ضوء يبحث عن رجل بلا خريف

عن قلب مشتعل لاينطفىء

هذا الضوء حملني إلى التأمل والكتابة ،، ففي المرحلة الإبتدائية التي تعد الأرهاصات الأولى لبداياتي

شاركت في مسابقة لكتابة موضوع إنشائي عن الوطن مع المراحل الدراسية المتقدمة وحصلت حينها على لقب أفضل موضوع إنشائي في تلك المرحلة المبكرة من حياتي

**الحب والشوق والوطن والحنين هي مفردات الشاعر فما

 مفردات شعرك ؟

هذه المفردات هي نفسها لدى الكثير من الشعراء وأنا أحدهم

فالحب بمعناه الشامل الواسع حب يعانق الشجر والمطر

يقبل تراب الوطن ويلامس خطى الوالدين ووجه الحبيبة المشرق

الذي يوقد جذوة الشعر في أعماق الشاعر ويحرك وجدانه فتولد القصائد بين يديه

**مارأيك بالمسابقات الشعرية ومامدى نزاهة لجان الحكام ؟

أغلب المسابقات الشعرية تفتقد إلى النزاهة والحيادية تحركها العلاقات الشخصية والمصالح الضيقة

ومما يؤسف عليه كثيرا مانجد بين أعضاء اللجان أشخاصا يفتقدون إلى الثقافة والموهبة والذوق

** كيف تكتب القصيدة وماتصورك للشعر وطرق التعبير عنه ؟

كتابة القصيدة لدي نزف دموي وأحتراق داخلي وأنعزال عن صخب الحياة ،،

الصمت والهدوء والخيال الخصب هي ادواتي لكتابة القصيدة

تارة أكتب القصيدة بجرة قلم ،، وتارة أخرى تعاندني حروفي فأمزق عشرات الأوراق حتى أصل إلى النص النهائي المناسب الذي أفتش عنه

**مالموضوعات التي تتناولها في كتابة نصوصك الشعرية ؟

أتناول في قصائدي أغلب القضايا الاجتماعية والإنسانية

كتبت عن الوطن وعن الأم والأب وعن الصديق وعن الحبيبة التي ضجت قصائدي بها فلولاها ماكتبت شعرا ولاوضعت عطرا على معطفي ،،،

أعزل من صقيع الثلج

معطفا لك

كي يقيك البرد

هذا حضني وطن

مثقل ،،

بعناقيد الوجد

خذي أغفاءة عميقة

وأحلمي بمراكب البحر

**ماالشروط التي ينبغي أن تتوفر للشاعر الناجح ؟

شروط الشاعر الناجح هي الموهبة قبل كل شيء ثم الثقافة وكثرة القراءة والحفظ والإطلاع على مفردات اللغة وتكوين حزين لغوي يرفد الشاعر ويغني تجربته الشعرية

والألمام بمبادىء النحو الذي لايمكن الاستغناء عنه

** يقال أن الشاعر يكتب شعره بحبر الروح ودم القصيدة مامدى صحة هذا الرأي ؟

هذا الرأي صحيح ،، فكتابة القصيدة ليست نزهة يتسلى بها الشاعر وإنما هي نزف وألم وصبر وأحتراق حد التلاشي

كل هذه الأنفعالات تجعل من القصيدة تعبيرا صادقا وأحساسا رائعا يلامس الأعماق

** الشعر الحقيقي هو إنعكاس لموهبة ولكن ذلك لايكفي لإنتاج مانصبو إليه من أبداع ،، ماالعوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ،، ؟

من أبرز العوامل التي تسهم في تشكيل تجربة شعرية حقيقية كما أسلفت ،، هي الموهبة المتوقدة والثقافة الرصينة والإطلاع على ثقافة البلدان المختلفة ومعرفة علم اللغة واصولها وكثرة القراءة والحفظ ،، كل هذه العوامل مجتمعة تضيء الموهبة وتحركها

** مانوع الشعر المفضل لديك ؟

أنا أميل إلى الشعر الحر واعشقه كثيرا

تعجبني صوره الجميلة وموسيقاه الحالمة الشفافة وأيقاعاته الراقصة التي تحمل القارىء إلى آفاق بعيدة تنبض بالسحر

**هل الشعر صناعة ؟

أنا لاأميل إلى هذا القول أن الشعر صناعة لأنه سيكون شعرا خاليا من الإحساس الصادق والمشاعر النبيلة والتجربة الحقيقية وخال من الإيقاع والموسيقى التي تسعد القارىء

الشعر موهبة وإحساس وتجربة

حزن وفرح واختراق وكل مايعتمل القلب من تداعيات

**مارأيك بقصيدة النثر التي تحررت من الوزن والتفعيلة وزاحمت القصيدة التقليدية ،، هل أنت من يضعها في خانة الشعر ؟؟

قصيدة النثر جميلة بصورها ولغتها وأحاسيسها

وهي البنت الشرعية للشعر الحر والتي نمت وترعرعت في ظله وفي كنفه ،، البعض لايعدها من الشعر

لكنها نوع جميل تطرب له القلوب وترقص له المشاعر والأحاسيس

وهذا هو الغرض الرئيسي الذي تسعى إليه القصيدة العمودية

إذن هي قصيدة من فصيلة أخرى

** هل ترى أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

الشعر لازال بخير وسلام وسيبقى هكذا

ربما أصابه بعض الوهن وظهر شعراء لايملكون من الشعر إلا أسمه ،، ولكن الشعر سيظل مزدهرا مضيئا كقطرات الندى

مادامت المرأة والحبيبة تسكن في وجدان الشاعر

**مارأيك بمصطلح أدب ذكوري وأدب نسائي؟

أنا لاأميل إلى مصطلح أدب ذكوري وأدب نسائي

كلاهما أدب واحد وكلاهما يكمل الآخر

لكن القصيدة لدى حواء تكون أكثر رقة وشفافية ونعومة

وألفاظها أكثر رشاقة وسحرا وأجمل موسيقى

فالمرأة غصن من الزيتون ووردة برية تنثر عطرها في كل مكان

**لكل أديب بعد يميزه عن الآخرين فما أبعاد قصائدك ؟

لقصائدي بعد ذاتي وبعد إنساني يلبس شال الحزن والترقب والإنتظار ،،، طابع الحزن يغلف الجو العام  لقصائدي ويمنحه بعدا إنسانيا شاملا ،، غير أن هذا الحزن يحمل بين طياته أملا موعودا كضوء الشمس ،،، أنطلق من المرأة دائما لأحاكي العالم بأجمعه

المرأة وطن وأنعتاق

وتر يصدح في أعماق الليل

 

من أنا ؟!

أي حزن أفترش في ليالي الشتاء البارد ؟

أي قلق يداهمني ؟

يسابقني ،،

يقدني من دبر

أية غربة تشربني في خريف لاينتهي؟

تصلبني على بوابة اليأس

وخنادق الضياع

هل بقي شيء مني

لم يدنسه الليل بأوجاعه الموبوءة ؟

لست أدري

**مارأيك بمستوى الحركة الأدبية الراهنة في الوقت الحاضر؟

مستوى الحركة الأدبية مستوى طيب وفيه الكثير من القامات الرائدة التي ترفد الأدب بكل ماهو جديد

** ماسر نجاح الشاعر ؟

ليس هناك سرا ،، إنما هي الموهبة والثقافة وحفظ مايتيسر من الشعر والألمام باللغة النحو

كل هذا من شأنه أن يساهم في نجاح الشاعر واغناء تجربته الشعرية

** هل نوافق على مقولة إن إصدار الدواوين الشعرية هي إثبات للذات أولا وأخيرا ؟

أجل بكل تأكيد فأصدار الدواوين الشعرية هو جواز سفر للشاعر ولقصائده كي تنتشر في بلدان ومناطق واسعة ويتجاوز المحلية إلى آفاق أبعد

ومن جهة أخرى فإن الدواوين تحفظ للشاعر نتاجه الشعري من الضياع والتلف

**كيف تنظر للمرأة في شعرك ؟ وكيف تجد المرأة كشاعرة ؟

المرأة هي المحور الذي تدور حوله كل القصائد سواء أكانت لي أو لغيري من الشعراء

المرأة هي من توقد شرارة الشعر في وجدان الشاعر وتحرك مشاعره فتتوهج وتشتعل حينها تولد القصيدة

أما المرأة كشاعرة فهذا شيء رائع وجميل أعتقد ان أغلب قصائد النساء تمتاز بالرقة والعذوبة

 والإحساس المتدفق والعاطفة الفياضة

**لمن تودع أسرارك و آراءك ؟

جل أسراري و آرائي أتركها على الرف بأنتظار امرأة من حلم يحملها الربح

امرأة أكتب أسمها بين الفيوم قطرة قطرة

وتكتبني سنبلة على مفترق طرق

** كلمة أخيرة تحب أن توجهها إلى القراء ؟

محبتي وتقديرى الكبيرين لجميع القراء ولوسع صدوركم ولكل من مر على سطوري فمنحها العطر والشذى

فائق امتناني لكم

وللشاعرة البهية ليلاس زرزور

بكم تضيء حروفي

 

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!