عبير عربيد
شاعرة وروائية
عضو ملتقى الشعراء العرب
ونادي الكتاب اللبناني
تشرف على إصدار مجلة أزهار الحرف
وصفحة شاب وشابات لبنان
كما هي معلمة إلى جانب دراستها ونشاطها الأدبي
ساهمت مؤخرا في موسوعة قصائد في رحاب القدس
من هنا كان لمجلة أزهار الحرف هذا الحوار معها
حاورتها من لبنان /جميلة بندر
**كيف يمكن للتربية الحضانية ودراستك في إدارة الأفراد والمؤسسات أن تؤثران في أسلوبك الأدبي؟
كلّ ما في حياتنا يؤثّر بنا وبحياتنا، بطريقة أو بأخرى. أعتقد أنّ التّعامل مع الأطفال جعلني أكثر طبيعيّة وسلاسة في أسلوبي وسبك أفكاري.
**ما هي تجاربك في نشر النصوص الشعرية عبر المواقع الإلكترونية والصحف؟
لعبت المواقع الإلكترونيّة دورا هامّا في مسيرتي الأدبيّة، فقد كنت أخجل من الإفصاح عن كتاباتي من قبل، وحين بدأت بالتّعامل مع هذا المجتمع الواسع الضّيّق، تحرّرت من خجلي، وبدأت ثقتي بما أكتب تكبر شيئا فشيئا. بالإضافة إلى التّعرّف إلى أساليب مختلفة في الكتابة في أنواع الكتابة كافّة، وأضاف إليّ النّقد بموضوعيّة وتجرّد.
**كيف يمكن للمشاركة في فعاليات شعرية وأمسيات الشعر أن تثري تجربتك كشاعرة؟
إنّ تفاعل المشاهد والمتلقّي يجعلك تسعين دائما للأفضل وللحفاظ على ردّة الفعل الإيجابيّة، بالإضافة لمشاعر السّعادة الّتي تنتاب الشّاعر حين يجد أثرا عالقا لأصداء أقواله في نفس المستمع، فهذه المشاعر لا توصف، بل يبنى عليها لتستمر.
**كيف يمكن للأدب أن يكون وسيلة للتواصل بين ثقافات مختلفة، وكيف تروّجين لأعمالك الأدبية وتجعلينها متاحة للقراء في مختلف اللغات؟
إن تواجدي بين شعراء من مختلف الدّول العربيّة من خلال انضمامي لملتقى الشّعراء العرب، الّذي أفتخر به، وبصداقتي مع رئيسه الشّاعر والنّاقد ناصر رمضان عبد الحميد، فسح أمامي الفرصة للتّوغّل في أساليب عيش وطرق تفكير، وحتّى تكوين البيئات المختلفة من خلال تعبير شعراء وكتّاب من تلك الدّول، وذلك لأنّ الكاتب ابن بيئته، وتظهر خلفيّته الثّقافيّة والنّفسيّة والفكريّة من خلال ما تتولّد لديه من أفكار.
أمّا كيف أروّج لأعمالي فلديّ صفحتي على الفايس بوك، كما أنشر مع ملتقى الشّعراء العرب ومجلّة أزهار الحرف ونادي الكتاب اللّبناني، بالإضافة لبعض المواقع الّتي تشارك كتاباتي على صفحاتها، وبعض الصّحفيّين الّذين أتّصلوا بي وأقاموا معي مقابلات عدّة إذاعيّة وتلفزيونيّة.
**ما هي المبادرات التي تشاركين فيها في مجال الأدب والثقافة، مثل ملتقى الشعراء العرب ونادي الكتاب اللبناني؟
في ملتقى الشّعراء العرب أعددنا عدّة موسوعات شعريّة تناولت مواضيع مختلفة، وقد تركت أثرا لا يستهان به في الدّول العربيّة كافّة.
أمّ في نادي الكتاب اللّبناني فلقد أسّست فرعا للنّادي ( نادي الكتاب اللّبناني- فرع الدّكتورة نازك أبو علوان عابد) بعد موافقة رئيسته الدّكتورة سلام سليم سعد، الّتي أكنّ لها كلّ محبّة واحترام، فبالإضافة لأنشطة النّادي المتعدّدة على وسائل التّواصل الاجتماعي، فإنّ فرعنا، وبمساعدة جميع الأعضاء، الّذين أصبحنا يدا واحدة وعائلة تجمعها الكلمة وعنوانها الثّقافة، فقد قمنا بالعديد من الرّحلات الثّقافيّة والأدبيّة في الأراضي اللّبنانيّة كافّة، واستطعنا أن نثبت بأنّ الأزمات الاقتصاديّة والسّياسية لا تستطيع التّأثير على الإرادة الحرّة والفكر النّيّر.
كما أنّني أسّست مع مجموعة من الأصدقاء صفحة “صلوات في هيكل الرّوح” لنشر فكر الرّاحلة د. نازك أبو علوان عابد، المساعد الأكبر كان نجلها الأستاذ مازن عابد، فقد تعاوننا مع مساعدة من الأصدقاء على نشر أقوالها وفكرها وتأثيرها على كلّ من عرفها أو قرأها.
وأسّست صفحة تعنى بثقافة الإبداع، لشباب وشابّات لبنان، ينشرون فيها كلّ أفكارهم الإبداعيّة، ومؤخّرا، وبالتّعاون مع ملتقى الشّعراء العرب، أسّسنا صفحة إبداع شباب وشابّات لبنان والعالم العربي.
**كيف يمكن للشعر والأدب أن يسهمان في نقل رسائل إيجابية وتحفيز التفاعل بين الأجيال الشابة؟
كما ذكرنا سابقا، إن الكتابة هي جواز سفر أفكار الكتّاب إلى العقول والنّفوس، وهي تنقل أحاسيس ومشاعر وفكر صاحبها، فلا بدّ لها أن تترك أثرا في نفس من يقرأها، وهنا أعني أثرا قد يكون إيجابيّا أو سلبيّا، لذا فعلى القارئ الدّقّة في اختيار قراءاته وخاصّة في زحمة الكتّاب الحاليّة.
هنا أيضا تقع مسؤوليّة الكاتب وضرورة الدّقة في نشر كتاباته، بالأخصّ في تحديد المتلقّين.
**ما هي التطلعات المستقبلية في مجال الأدب والشعر بالنسبة لك؟ وكيف يمكن للمبادرات الثقافية والأدبية مثل “صفحة إبداع شباب وشابات لبنان” أن تسهم في دعم الشباب في مجال الكتابة والفنون؟
لا مجال محدّد لي، فأنا أعتبر الكتابة بعيدة عن الزّمكان، فكلّ ما أستطيع تحديده هو عدم الاكتفاء بمعارفي ومعلوماتي، وأن اعزّز دائما فكرة أنّنا نقطة في بحر المعرفة، وتغذية حشريّة المعرفة لدينا، فالفكر كالجسم، إن أوقفنا مدّه بالطّاقة يموت.
أمّا بالنّسبة لمبادرة شباب وشابات لبنان، فأنا أعتزّ بما أنتج المشاركون فيها من أفكار وفنون متعدّدة، فهي الخطوة الأولى لهم والحافز للاستمرار في هذا الطّريق الّذي لا حدّ له ولا نهاية، بالأخصّ أنّه يعنى بفة الشّباب بين 13 و20 سنة، ومن يكتشف ذاته في عمر مبكر يصل إلى مراتب عالية من التّفوّق في مجاله.
**كيف تحققين التوازن بين مهامك كعضو في لجنة استشارية ومؤلفة ومشرفة على مجلة إلكترونية؟
إن تخصّصي في إدارة المؤسّسات والأفراد جعلني أعرف كيفيّة تنظيم العمل والوقت والمباشرة بالأولويّات. إنّها مسألة تنظيم ليس أكثر.
**كيف يمكن للأدب أن يلعب دورًا في تعزيز التفاهم الثقافي وبناء جسور الحوار بين المجتمعات المختلفة؟ وما هي توجيهاتك ونصائحك للشباب الذين يرغبون في الانخراط في مجال الأدب والكتابة؟
لعب الأدب والفن، أي الثّقافة بشكل عام، دورا هامّا في التّغيير الفكري وتطوّره منذ القدم، فقد ساهم في تغيير أنظمة ونشوء ثورات وتوعية على الأصعدة كافّة، والدّليل على تأثيره الكبير سجن كتّاب، شعراء ومفكّرين أو اغتيالهم أمقال محمود درويش، ناجي العلي، الشّيخ إمام، وغيرهم الكثير ممّن أخافوا الأنظمة فقرّروا إسكات صوت الحقّ فيهم.
من لديه الموهبة من الشّباب عليه أن يوقد نيران فكره ولا يسمح لها بالانطفاء ويشعل منها مشاعل نور ليضيء دربه بالدّرجة الأولى بالمعرفة، والمثابرة على مواكبة كلّ جديد وعدم الاكتفاء.
**كيف تجدين دورك كمشرفة على موقع “أزهار الحرف الإلكتروني” في دعم الأدب والشعر العربي عبر الإنترنت؟
صنع الشّاعر ناصر رمضان عبد الحميد ثورة فكريّة- أدبيّة كبيرة، ليس على صعيد الوطن العربي فحسب بل تعدّته إلى العالم، فهذا الموقع ضمّ كتابات لنخبة من الكتّاب والشّعراء العرب، كما تبنّى نر قصائد ونصوص لأدباء وشعراء من دول الغرب، بالإضافة إلى ترجمة العديد من النّصوص، وهذا الإسهام أوصل الفكر العربيّ إلى العالميّة.
**كيف كانت مشاركتك في موسوعة “في رحاب القدس” الصادرة عن ملتقى الشعراء العرب بالتعاون مع دار رنة للنشر والتوزيع، وكيف تم اختيار أو تحديد المواضيع التي قدمتيها في هذا الإصدار؟
من لم يتأثّر بالقضيّة الفلسطينيّة منذ ولادته، بغضّ النّظر عن رأيه السّياسي بالموضوع، فهذه القضيّة، قضيّة إنسانيّة بامتياز، لا سيّما الأحداث الأخيرة منها.
وبما أنّ الضّمير الإنساني لا يهدأ فينا فلقد خصّصنا ثلاثة أعداد من مجلّة أزهار الحرف للتّعبير عن وجع الإنسانيّة فينا إزاء الظّلم الّذي نشهده والصّمت الدّولي المخجل.
حين قرّرنا إعداد موسوعة “في رحاب القدس” كنت قد كتبت للتّوّ قصيدة بعنوان “ميزان الحق” والّتي كتبتها بغصّة ودمعة، وهبي كانت مشاركتي في هذه الموسوعة القيّمة.
**لك رواية سابقة هل من رواية جديدة في الطريق وأيهما الأقرب إليك الشعر أم الرواية؟
تجربتي في الرّواية كانت مقبولة لكنّها لم تكن بمستوى كتاباتي الشّعريّة، لذا، وفي الوقت الحالي لا أنوي الخوض في تجربة أخرى في هذا المجال.
اعشق الرّواية لأنّني كنت أحلم بأن أكون ممثّلة، ومطالعتي للرّوايات جعلتني أحقّق حلمي بأن أكون بطلة كلّ الرّوايات الّتي قرأتها، وأكثر من ذلك أكون كلّ شخصيّات الرّواية بكلّ تفاصيلهم واختلاف أطباعهم.
أمّ ا الشّعر فهو أنا الحقيقيّة من دون قناع، من دون تزلّف، بعفويّتي وطبيعتي.
كلاهما قريب منّي وكلّ منهما أحدث أثرا مختلفا فيّ وفجّر ما في داخلي من مكنونات دفينة.
**ما هي مشاريعك القادمة في مجال الإبداع وهل ساهم ملتقى الشعراء العرب في إثراء العملية الإبداعية لديك؟
لقد أنهيت للتوّ من كتابة كتابي الّذي بدأت فيه منذ أكثر من عام، وهو الآن أزاء ترتيب اللّمسات الأخيرة فيه.
ملتقى الشّعراء العرب، هو ونادي الكتاب اللّبناني، دخلا حياتي وأصبحا محطتي تغيير فيها، لقد أعطوني ثقة وتعلّمت منهما الكثير، لا سيّما نصائح رئيس الملتقى الأستاذ ناصر، الّتي طالما أخذت بها وشكرته على ملاحظاته.
أوجّه له تحيّتي واحترامي وتقديري الكبير، كما أشكرك أستاذة جميلة على هذا اللّقاء الغني.