أسماء وأسئلة:::إعداد وتقديم: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الاديبة اللبنانية لميس حيدر
1ـ كيف تعرفين نفسك للقرّاء في سطرين؟
أستاذة دكتورة في الجامعة اللبنانية. مشرفة على رسائل ماستر وأطاريح دكتورة. عضو في اتحاد الكتّاب اللبنانيين. لديّ مؤلّفات أدبية، أذكر منها: زيزفون البيادر (رواية)… . شاركت في مؤتمرات وندوات عديدة.
2ـماذا تقرئين الآن؟ وما هوأجمل كتاب قرأته؟
أقرأ كتاب الأستاذ الدكتور علي زيتون “المنهج الثقافي ونظرية الكشف”. كما أتابع مضامين الروايات المهمة عموما، والّتي تحصد جوائز أدبية خصوصا. أمّا الكتاب الأجمل الّذي قرأته، فأنا لا أقرأ كتابا لا أجده ممتع المحتوى، وإن كنت أبهر كثيرا ببعض الكتابات النقدية، أو الروائية، أو الشعرية، لكنّ هذا الإعجاب سرعان ما يتوارى بريقه خلف قراءة جديدة لعمل أدبي يأخذني إلى عالمه، ويأسرني.
3ـمتى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتبين؟
بدأت الكتابة قبل سن الأربعة عشر عاما. يمكن القول أنّ تلك الكتابة كانت تداعيات مفعمة بمشاعر صادقة، تبحث عن وجودها. أكتب لأنّ الكتابة حياة جميلة بعيدا من صخب الخارج المتسلّل إلى كتاباتي، والّذي يبني أفكارها.
4ـ ما هي المدينة الّتي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكّع في أزقتها وبين دروبها؟
تضمّني بيروت، وتغويني طرقاتها تلك الّتي تجذب المثقفين والفقراء والأغنياء من مختلف الفئات العمرية. ويحدّثني بحر بيروت عن أفراحي، كما يجعلني أتجاوز خيباتي، فأستعيد توازني الطفولي.
5ـهل أنت راضية على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لست راضية، فأنا دائما أرى بأنّه عليّ أن أكتب بشكل أفضل. أعمالي المقبلة ستكون دراسات نقدية، وقد أكتب الرواية، والشعر مجددا.
6ـمتى ستحرقين أوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
الرؤية المستقبلية رهنُ زمانها. لم أفكّر حتى الآن في حرق أوراقي الإبداعية، ولم أسع إلى اعتزال الكتابة.
7ـ ما هو العمل الّذي تمنيت أن تكوني كاتبته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
لم أتمن يوما أن أكون مؤلفة كتاب كتبه الآخر، وإن كانت مضامينُ كتابات تسحر خيالي، وعقلي. أقرأ مؤلّفات، ويظل الإبهار حاصلا حتى أنهي تواصلي الكلّي مع مضمون الكتاب. أعجبت كثيرا بكتابات دوستويفسكي، وميلان كونديرا، وكافكا… . ويأسرني شعر أدونيس، خصوصا ديوانه الموسوم بعنوان: “تنبأ أيها الأعمى”.
نعم لديّ طقوس خاصة حين أمسك القلم. تكتب العزلة نصّي، وأرغب في الانضمام إلى الطبيعة، فهي تحرّض مخيّلتي الإبداعية.
8ـ هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية الّتي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرّد خارج السرب؟
للمبدع أثره الفاعل في مجتمعه، فهو قد يحرّض رأي أبنائه، أو ينشّط ذاكرتهم الجمعية تلك الّتي تثور أحيانا على واقعها المجحف.
9ـماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربّما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
أكره العزلة الإجبارية، وأحقد على من يسجن حريتي، أو يقيّدها. العزلة المؤقتة الّتي نختارها هي حرية، إن كانت لأسباب تطورية.
10ـ شخصية في الماضي ترغبين لقاءها.
شخصية الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).
11ـماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد؟
سأغيّر أشياء كثيرة مصيرية لو أتيحَت لي فرصة حياة جديدة تختلف عن تلك الّتي عشتها. أمّا لو تكرّرت وقائع العيش نفسها، لعدلْت عن قرارات استنزفت عمري، ولم تكن تستحق التضحية.
12ـ ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات ام الفراغ؟
ندخل في بؤرة الفراغ، ودوامة الذكريات القاتلة والمدمّرة حين نفقد الثمين. وحده الوقت سيخفّف من حدة الفقد، وسيضمّد ما تبقى منا.
13ـ صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لا بدّ من وجود محركات مكانية وزمانية. حدّثينا عن روايتك “زيزفون البيادر”، كيف كُتبَت وفي أي ظرف؟
نعم الأدب إبن الواقع. أسّست الشخصيات في الزمكان المرجعي أحداث رواية “زيزفون البيادر”، وقد كانت الأم الّتي تضحي هي سبب الكتابة. و تناول العمل تعنيف المرأة، وسلبها حقّها، واستغلال مشاعرها… . كما
حضرت جائحة كورونا العالمية إلى السرد، هذا إضافة إلى أزمات لبنان السياسية والاجتماعية والاقتصادية… .
14ـ هل يعيش الوطن داخل الكاتب المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
يسكن الوطنُ المبدعَ المغتربَ عن أرضه، لذلك يبرز حنينه في أعماله، وقد تجلّى ذلك في أعمال محمود درويش، ومريد البرغوثي، وغيرهما. ويبدو أنّ المبدع الّذي يعيش بأحلامه داخل وطنه يعاني أيضا، وهذا يتجلى في مؤلّفات الأدباء.
15ـ إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة في مجتعاتنا الذكورية بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
إن كنّا نتعلّم من التاريخ، غير أنّ القياس الزمني، والتفاوت الحاصل بين الأدمغة الّتي تتواصل مع واقعها، يفترض أن تمتلك المرأة بصيرة جديدة لا تنتقص من ذكاء امرأة يقال أنّها عاشت في القرن العاشر قبل الميلاد، كما لا تلغي امتداد وعيها بشكل غير مباشر إلى حاضرنا. وقد تحوي جرأة السعداوي رؤية صارخة لا تناسب مفاهيمي الّتي ترى أنّ بعضها موروث، ولم أختره. لذلك يمكن أن نأخذ من الاثنتين صفات، ونهمل أخرى، لنبني عالما جديدا يراعي حضور المرأة، ويثبت نضجها من دون الانجذاب إلى التسلّط المستقبح.
16ـ ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
تولد الكتابة الإبداعية من رحم التجارب الّتي هي ابنة الواقع، لذلك يمكن القول أنّ وقائع النّص تبث في طياتها علاقات إنسانية لها صلتها الوطيدة بمعاينات عهدناها. لكن ما ورد لا يعني أنّ النص مرآة تعكس المرجعي بشكل آلي، فالكاتب يبني عالمه الإبداعي من خلال رؤيته الخاصة. هكذا تجد المثقف يقرأ النتاجات الأدبية ليعرف ذاته، ويدرك الآخر. تتحقق اللذة لدى المتلقي حين يبث النص إشارات تحرّك ما هو راكد في لاوعيه، فينشط الوعي، ويقرأ حينها الأنا والآخر المجهول.
17ـ كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
تتيح تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي فرصة إدراك آخر المستجدات العلمية، والنتاجات الإبداعية… .يصارع النشر الراقي التخلّف، ويقوّض الجهل، ويمكّن القارىء من مسايرة الركب العالمي المتطوّر… .
18ـ ما هي أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
لعلّ أجمل ذكرى هي حين حزت شهادة الدكتوراه. أمّا أسوء ما حدث بالنسبة لي، فهو حرمان اللبنانيين جميعا الأمان النفسي.
19ـ كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه
آمل أن يستعيد لبنان قواه، وأن يتوحد العرب… .