أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم: رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الاسبوع الشاعرة زبيدة ابحو
1ـ كيف تعرفين نفسك في سطرين ؟
زبيدة أوبحو مغربية ، من مواليد مدينة الصويرة “موغادور الحبيبة كما يحلو لي أن أسميها ” ، أستاذة مجازة في اللغة العربية وآدابها ، عاشقة للأدب بكل أجناسه، وخاصة جنسي الرواية والشعر ، وأهوى الإخراج المسرحي…
2ـ ماذا تقرأين الآن ؟ وماهو أجمل كتاب قرأته ؟
أستمتع الآن بقراءة رواية “الجريمة و والعقاب” لدوستويفسكي “.
ليس هناك كتاب جميل وكتاب أكثر أو أقل جمالا ، هناك كتب تناولت جنسا معينا وحافظت على خصائصه المتفق عليها لكن يبقى الإختلاف في الأسلوب واستعمال اللغة، وإضافة تميز كاتبا عن آخر بشرط أن تخدم هذه الإضافة الجنس الذي يتناوله ، كما أن الكاتب قد يتميز بتناول فكرة لم يسبقه لها كتاب آخرون..من الممكن أن أجيب بطريقة أخرى وأقول: من الإبداعات التي عبرت عني وعن مشاعري بدقة لدرجة الإبهار ،ابداعات الشاعر الكبير محمود درويش..
3ـ متى بدأت الكتابة ؟ولماذا تكتبين ؟
ربما تكون الكتابة ( القصيدة ) هي التي كتبتني،لأن الكتابة ترجمة لأحاسيس حديثة وقديمة ، وهذه الأحاسيس التي تترجمها الكتابة شعرا أو نثرا ربما تكون من أول صرخة ولادة..لذلك قد تجدني اكتب عن عالمي ، حياتي همومي تجاربي احلامي مواقفي علاقتي بالآخر وغيرها…
4ـ ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
ربما أدركت صديقي رضوان منذ السؤال الأول أنني عاشقة لمدينة الصويرة ،تسكنني واسكنها هي موغادور لؤلؤة في أقصى غرب افريقيا ، فيها تمتزج الألوان فتصبح ألوان الطيف بياضا يعبر عن قلوب اهلها ، في الصويرة تسقط الفوارق ،فيصير الآخر أنت وتصير أنت الآخر ،في الصويرة الخطوات فن ، النظرات فن ، الهمسات فن ، الكلام فن الحياة فن… الصويرة جمال كوني ليس له مثيل.
5ـ هل انت راضية عن انتاجاتك ، وماهي أعمالك المقبلة؟
بقدر السعادة التي اشعر بها كلما عبرت عن أحاسيسي وأفكاري بدقة وجمال ،أكون راضية…
أنا الآن بصدد جمع كتاباتي السردية والشعرية من هنا وهناك ، لأقرر في امكانية نشرها ..
6ـ متى ستحرقين أوراقك الإبداعية؟ وتعتزلين الكتابة؟
الكتابة لم أخترها لكي أعتزلها ، هي التي اختارتني وهي التي ستعتزلني في لحظة ما ، أو يوم ما .. والقصيدة تكتبني ولا أكتبها ..
7ـ ماهو العمل الذي تمنيت ان تكوني كاتبته؟
احب اعمالا كثيرة وأحسست أن أغلبها عبر عن أحاسيسي ومتمنياتي وانتظاراتي، واستمتعت بها وبما قدمت لي من أجوبة عن كثير من التساؤلات ، واعتبرها اضافة ابداعية لي ولغيري ، لكنني أفضل أن أكون متميزة بأفكار جديدة وصور ابداعية وجمالية لم يسبقني لها أحد لكي تشكل هذه الإبداعات ايضا اضافة لغيري..
8ـ وهل لك طقوس خاصة في الكتابة؟
أفضل الكتابة ليلا حيث يسود السكون ويحلو التأمل، وأحيانا أستمع للموسيقى الهادئة دون كلمات لأستلهم منها الإيقاع الذي يبعد الكلمة عن واقعيتها الفجة إلى ايقاع شاعري يجعل المؤلم منها شاعريا تقبله الأذن ويتسلل دون استئذان . لذلك تجدني دائما بصدد البحث عن نص شعري يكتبني ويحسني ، وليس نصا شعريا يحس به الآخر فقط.
9ـ هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الإجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها،أم هو مجرد فرد خارج السرب؟
لم تكن الحضارة يوما من صنع الجهلاء ، فالمبدع أو المثقف بصفة عامة يعمل ويطمح دائما ليرتقي بمجتمعه ويساهم في بنائه وتحضره، ويدرب العقول على التفكير والنقد، وتقبل الإختلاف وتقبل الآخر، ومساعدة الناس على التفكير الايجابي وايجاد حلول لمشاكلهم ، وبصفة عامة يساهم المثقف في تغيير المجتمع إلى الأفضل ،لأن المثقف الحقيقي يعيش جدلية السياسي والفكري ، ويعيش بين الناس ولهم ويستمد قوته منهم ويستلهم إبداعه منهم ومن تأثيرهم وتأثير مجتمعه..
10ـ ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
مع التقدم في السن ونضج المبدع تصبح العزلة اختيارا حرا ،وتصبح الحرية عزلة..
11ـ شخصية في الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
أفضل دائما أن أقرأ آخر شئ كتبه مبدعون غادروا عالمنا ، لأنني اعتقد أن آخر ما كتبه هؤلاء يعبر عن حقيقة ونضج ابداعهم .لكنني افضل أن ألتقي بالمبدعين الأحياء شخصيا ، حيث تتمكن من التفاعل معهم ، وتكتمل لديك حقيقة ابداعهم وربطها بشخصياتهم الواقعية ،فكثيرا ما يعتقد المبدع بعد نشره أي ابداع أنه كان من الممكن أن يضيف أو يغيرأو ..بكل بساطة مهما كتب اغلب المبدعين لن يكون مرضيا بالنسبة لهم .. وباختصار شديد أفضل لقاء المبدعين الأحياء لأن ابداعهم امتداد لمن غادرنا..
12ـ ماذا كنت ستغيرين في حياتك، لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ؟ ولماذا؟
لن أغير أي شيء فانا احبني كما أنا، أحب العالم الذي أسسته ،أعتز بكل المواقف وبكل القرارات التي اتخدتها ،متشبثة بمبادئي محترمة للآخر اطمح لتغيير الواقع إلى الأفضل ، أحب صفائي الداخلي واحترامي لنفسي ، وهذا ليس أنانية مني ،بل أنا معتزة بهما فقد عانيت الكثير للمحافظة عليهما..
13ـ ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ ؟
أكيد تبقى الذكريات ،فالأشياء والأغراض تشكل عناصر هامة تؤثث المكان ، فنراها في كل أرجائه أحيانا تبتسم وأحيانا تحزن أوتحن.. والتذكر يجمع بين الجمالية والحزن والحنين والإبتسامة وغيرها..
14ـ إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز إلى دهاء وحكمة بلقيس أم جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
للأسف فالرجل والمرأة معا في مجتمعاتنا المتخلفة لايتمتعا بحقوقهما ، لذا لا يمكنني أن أطالب بمساواتي برجل ليس لذيه حقوق هو الآخر ، فالمسألة ليس مسألة رجل وامرأة ، الامر يتعلق بأشياء كثيرة تحتاج لحوار خاص بها .لذا فالمرأة والرجل في المجتمعات المتخلفة يحتاجان جرأة وحكمة الكون..
15ـ ماجدوى كل هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟
كثيرا مايطرح هذا السؤال خصوصا في عالمنا العربي ،نتيجة عدم الإقبال على القراءة ،مما يصيب المبدع بخيبة الأمل ،ومن تمة يتساءل ماجدوى ما أكتب؟
وسؤالك يمكن أن أقول أنه سؤال يطرح دائما وابدا..لذلك من الممكن أن نعكسه لنقول ، هل تحلو الحياة بدون إبداع جمالي ؟ كيف سنغير مللها ورتابتها وبرودتها وغيرها، بدون ابداع يشعرك بجمالها ويشجعك على الإستمرار والكتابة ، ولو عشنا هذا الفقد وغياب الإبداع حقيقة لأدركنا وحصلنا على جواب لهذا السؤال .وباختصار شديد كل ماحولنا في الكون ابداع يدعونا بإلحاح إلى الإبداع ..
16ـ كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الإجتماعي؟
اذا تحدثنا عما كان يعانيه المبدع الحقيقي من صعوبات النشر والإنتشار ،والتعرف على رأي النقاد الحقيقيين في ما يبدع ، نجد أن وسائل التواصل الإجتماعي سهلت وساهمت في بشكل ايجابي في التعريف بالكتاب والمبدعين الحقيقيين،أما إذا تحدثنا عن نشر أي شيء في أي وقت وأي مكان وأي زمان بحثا عن أعلى عدد من الإعجابات يغدي نقصا ما، أو نشر الفضائح أو غيرها فهذا يعتبر الجانب السلبي الذي شجعت عليه سهولة ومجانية التواصل عبر هذه الوسائل..
17ـ أجمل وأسوأ ذكرى في حياتك؟
لا يمكن أن أجزم في كون هذه أو تلك الذكرى جميلة أوسيئة لأن كل ذكرى لها عبرة سيستفيد منها الإنسان لامحالة ،فكما قلت سابقا فالتذكر يجمع بين الجمالية والحزن والحنين والابتسامة وغيرها، لكن الأخطر أن تظل الذات مرهونة بذكرى من زمن الماضي..
18ـ كلمة أخيرة أو شئ ترغبين الحديث عنه
أتمنى أن تدخل نصوص الهايكو والقصة القصيرة جدا الفصول الدراسية ،بما تحمله من تكثيف واختزال وصور جمالية وغيرها تجعل الطالب يتشجع على الإستمتاع بقراءتها وتفتح له المجال للتخيل والإبداع والتأويل والتعبير وهو ما أصبحنا كأساذة وكأفراد مجتمع نلاحظ ندرته في فصولنا و في الحياة اليومية، وأصبحنا نحس أننا في حرب مع تكنلوجية ستفقد طلابنا حاسة التعبير إن لم ننتصر على سلبياتها..
وأخيرا أشكرك صديقي الكبير رضوان على هذا الحوار الجميل، و اتمنى لك التوفيق في مسيرتك الإبداعية
كل الشكر للاديب الكبير ضمان بن شيكات على الاستضافة والحوار المتميز
كل الشكر للاديب الكبير رضوان بن شيكار على للاستضافة