اسماء واسئلة:إعداد وتقديم:رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل أسبوع مع مبدع أو فنان أو فاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيفة حلقة الأسبوع الشاعرة السورية فاطمة عبود نداف المقيمة في فنلندا
1. كيف تعرفين نفسك للقراء في سطرين؟
أنا ذرة من غبار هذا الكون…اتمدد لتشمل الكون..
عتيقة كنجم اودعته الكواكب طي وشاءجها..
اتعاطى الكتابة لاتنفس وتنجز الأصابع مآختلج في الروح ومآدركه الحس…
حلبية المنشأ والهوى…بغدادية الحياة والحب الازلي..
2.ماذا تقراين الآن؟وماهو أجمل كتاب قرأته؟
اليوم أعيد ماقرأته في الماضي البعيد وهي رواية بداية ونهاية لنجيب محفوظ
قرأت كثيرا من الكتب الهامة والراءعة…أما الأجمل فلم اقرأه بعد..وفي رأيي إعادة القراءة لكتاب ما بين فترات متباعدة قد تخلق افكارا جديدة..
3.متى بدأت الكتابة؟ولماذا تكتبين؟
ولدت والحرف معي توأمان…لآبالغ إن قلت منذ تهجيت القراءة والكتابة…هي ليست بداية إنما روح تسكنني..ومن الطبيعي أن تكون البدايات ساذجة وبسيطة..لكن بدايتي الحقيقية بالكتابة والنشر كانت منذ بدأت دراستي بكلية الآداب جامعة حلب…وكما قلت سابقا أكتب لاتنفس وأرفع صوتي عاليا في وجه الحياة…
4.ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
هي المدن كالبشر..لها لون ونكهة وراءحة..وكثيرة هي المدن التي سكنتها وسكنتني…دمشق..طرابلس ليبيا..القاهرة..بيروت…عمان..استنبول…لكن روحي معلقة بين مدينتين…حلب ولدت ونشات فيها..وبغداد التي عشت فيها ثلاثين سنة…
5.هل أنت راضية على انتاجاتك وماهي أعمالك المقبلة؟
لست راضية وغير مكتفية..اشعر ان لدي الكثير الذي لم اقله بعد…فالرضايعني الكمال وهذا يعني النهاية…فالشعور بعدم الرضا يعطيني حافزا للاستمرار في ترقيع الثغرات التي اراها فيما كتبت..عملي القادم رواية لم تكتمل احداثها ورؤاها بعد..لكنني في مرحلة التحضير الهادىء والمتأني لها…
6.متى ستحرقين اوراقك الإبداعية وتعتزلين الكتابة؟
الاحتراق انتحار..ولآفكر بالانتحار لاني من عشاق الحياة..
7.ماهو العمل الذي تمنيت أن تكوني أنت كاتبته؟وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
قرأت كثيرا واعجبت بأعمال كثيرة فتحت في ذهني وعقلي بوابات شاسعة…لكنني لم اتقمص يوما روح الآخر ولم أكن يومآ غير نفسي اتوسد معاطف الأيام بحثا عن ومضة هاربة..ليس لدي طقوسا خاصة بي فعندما يلح علي الحرف للانطلاق أكتب حتى لو كنت وسط عالم مليء بالضوضاء والفوضى أعزل داخل صومعتي الخاصة…إحدى رواياتي أعدت كتابتها على مكتبي في المجلة الادبيةالتي كنت محررة فيها وسط الضجيج والمراجعات..اقوم بمهامي الصحفية على أكمل وجه وانتهز فرصة للعودة إلى الكتابة..رواية أخرى كتبتها في مطبخي وسط اطفالي وزوجي وطلباتهم التي لاتنتهي..روايتي الاخيرة..عدرا مدينة الشمس..أكملت كتابتهاوانا قابعة في أقصى تخوم الكرة الأرضية وحيدة غريبة…خلاصة القول لاوقت محدد ولاطقوس معينة..
8.هل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
باختصار شديد كل المجتمعات الإنسانية منذ بدء التاريخ البشري لهذا الكوكب وحتى اليوم بنيت على فكر المبدعين رسل وانبياء…فلاسفة..ادباء..علماء..شعراء وهنا يطول الشرح والتفصيل..
9.ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
الإنسان بطبعه كاءن اجتماعي هناك مثل حلبي يقول..الجنة بلا ناس ما بتنداس…لكن بالنسبة للمبدعين يحتاجون بين فترات للعزلة كي يعيدوا برمجة افكارهم ومعتقداتهم ..اما العزلة الاجبارية فهي بالطبع قيد وسجن بلا قضبان…
9.شخصية من الماضي ترغبين لقاءها ولماذا؟
شخصيات عملاقة كثيرة التقيتها في حياتي..ادباء وشعراء ومفكرين وفنانين تشكيليين..وكان لي شرف صداقتهم منهم من غادر الحياة ومنهم من انتشر في اصقاع الأرض..اتمنى لقاءهم مرة اخرى…أما عن الشخصيات التاريخية التي اتمنى لقاءها..شمس التبريزي..تدهشني فلسفته في الحياة..
10.ماذا كنت ستغيرين في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد؟
لن اغير شيء..فلكل مرحلة مذاقها حلوها ومرها علمتني دروسا جديدة..ولكل مرحلة ايقاعها ومعناها…
11.ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟الذكريات أم الفراغ؟
الاشياء تلك التي تحمل راءحة انفاسنا ولحظات من تقاويم حياة عشناها..حين نفقدها ظاهريا تبقى قابعة في العقل الباطن بتراكماتها من عواطف وطموحات ويتم رؤيتها وتفريغها على أشكال متعددة منها الايجابي الذي يثير استرجاعها شيئا من السعادة والفرح ومنها السلبي الذي يقع تحت تأثير المخاوف من المستقبل…وفي كلتا الحالتين فإن الفقدان مجامر في الروح تشعلها حراءق الذكريات…
12.إلى ماذا تحتاج المرأة في أوطاننا لتصل إلى مرحلة المساواة مع الرجل في مجتمعاتنا الذكورية بامتياز. إلى دهاء وحكمة بلقيس أم إلى جرأة وشجاعة نوال السعداوي؟
تحتاج المرأة أن تكون ذاتها وليست نسخة مكررة عن احد..فلا الأفكار ولآلنظريات ولآلشعارات تستطيع تغيير واقع معين إن لم تكن المرأة صادقة مع نفسها فيما تريد..فالمراة والرجل كائنان متكاملان كما في كل الكائنات الحية على هذي الارض..
13.صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثينا عن روايتك ” الرجل الذي ابتلع مدينة ” كيف كتبت وفي أي ظرف؟
مامن كتاب يخرج الى النور إلا بعد معاناة..تمامآ كالولادة…الرجل الذي ابتلع مدينة..رواية كتبتها في مطبخي ببغداد وسط ظروف قاسية..حرب وقتل ودمار..لاكهرباء ولاماء ولآتصالات…غادرت بغدادفضاعت واحترقت مع مكتبتي وكتاباتي وجاءت معي الى دمشق بعض المسودات من الرواية فنامت بدمشق واستيقظت بفنلندا ونشرت ببيروت..
هي حكاية وطن ضاع بين اروقة الدول الكبرى..حكاية مواطن يبحث عن مدينة فاضلة ولم يجدها..فبنى مدينته السرابية ثم ابتلعها ليقيها من الاندثار..
لي حظ عاثر مع الكتابة والنشر مجموعتي القصصية الأولى..عندما تهرب السنونو..نشرت ببيروت عام ٨٨ من القرن الماضي ولآملك اية نسخة منها…روايتي الأولى..المتاهة..انتظرت اربعين عاما حتى نشرت في بيروت وهي بحد ذاتها رواية ضمن رواية..مجموعتي الشعرية..برج العنقاء..انتظرت سنوات حتى نشرت…روايتي…دقيقة صمت احترقت ببغداد وكانت مهياة للنشر…واخيرا اقول لاضير مازال لدي مآكتبه…
14.هل يعيش الوطن داخل المبدع المغترب أم يعيش هو بأحلامه داخل وطنه؟
تربكني وتعذبني هذه الكلمة…الوطن..انها اكبر من كل تعبير في زمن التهجير والتشريد..لم يعد هناك معنى حقيقيا للوطن والملايين من البشر تهجر ديارها وتهرب من جحيم اوطانها…الوطن هو دفء بيت وأمان…
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
الحياة رحلة قصيرة واجمل مافيها ان نترك أثرا طيبا قبل ان نغادرها…وقد علمتني الحياة ان المحبة الأساس لبناء عالم جميل..
انا ذرة من غبار هذا الكون تتمدد لتشمل الكون…
16.كيف ترين تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
هذا الفضاء الازرق يعج بالمتناقضات…فإلى جانب الجمال ترى القبح…وإلى جانب الأفكار والابداع المدهشة ترى التفاهة والاسفاف…وإلى جانب الصداقات النبيلة والنقية ترى المخادعين الذين يرتدون الف قناع…لكنه في الاخير عالم اتاح مساحات واسعة شاسعة للنشر..ولكل عملة وجهان..ايجابي وسلبي..كما النار والهواء والماء والطين…
17.أجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
مآكثرها…لو ذكرتها ستحتاج كتابا بمفرده..إنما أمنية قد تكون اسعد لحظة في حياتي قبل ان اغادرها وهي أن يعم السلام في كوكبنا المجنون ويتوقف نزيف الدم..
18.كلمة أخيرة أو شيء ترغبين الحديث عنه؟
أود أن اشكرك صديقي العزيز واشكر المؤسسة التي تنتمي إليها لاهتمامكم بشخصي المتواضع متمنية أن يكون حوارنا قد اعطى ثمارا جيدة وحقيقية…