أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الشاعر محمد ميلود الغرافي المقيم في فرنسا
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
بل في كلمتين : شاعر بين الحين والآخر.
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
أقرأ بالفرنسية كتاب “التنديد” (مجموعة نصوص سردية) للكاتب الكوري الشمالي باندي (اسم مستعار). أما أجمل كتاب قرأته (وأقرأه مرارا) فهو : رسالة الغفران للمعري.
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
بدأت كتابة أولى نصوصي في المرحلة الإعدادية، أشعار وقصص قصيرة. أما لماذا أكتب ؟ فالله أعلم. ماشي خاطري كما نقول بالعامية المغربية.
(4) ماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
في هذه الظروف الوبائية الصعبة، أحن إلى كل المدن. المغربية خاصة. وشفشاون على وجه أخص.
(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
الاطمئنان الكامل إلى ما نكتب نقْصٌ. أنا عَشّاق مَلّال (كما نقول أيضا في العامية المغربية)، لا أطيق تكرار نفسي. لذلك فالرضا في الإبداع قد يفضي إلى سكوت مطلق ونهائي.
(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟
ولماذا تريدني أن أحرقها وأن أعتزل ؟ هي بالنسبة إلي كالماء والهواء. على الأقل منذ أن بدأتُ إلى الآن.
(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
كل الأعمال الإبداعية الجميلة يتمنى المرء أن يكون كاتبها. هذا شعور جميل في الحقيقة لأنه يشكل حافزا على الكتابة وقد يفضي إلى ما هو أرقى مما سحَرَنا من أعمال في يوم من الأيام. لا طقوس محددة وثابتة لدي، وإن كنت أكتب غالبا خارج البيت.
(8)ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالمغرب؟
لست في المكان المناسب لأقيّم الوضع الثقافي في المغرب، وذلك بحكم إقامتي في الخارج ومشاركتي المحدودة جدا في أنشطته الثقافية. لكن يمكن أن أقول إن الشعر المغربي بخير، وثمة تجارب شعرية مهمة في مشهدنا الشعري تؤكد أن هناك خصوصية مغربية في طريقها إلى محو المقولة المشرقية : بضاعتنا ردت إلينا. يجب أن يتوقف الشعراء والنقاد المغاربة عن جلد الذات.
وهل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
الأمر يتعلق بنوعية ما يُكتب. ثمة من يغرد خارج السرب لأنه يكتب خارج قيم الحرية والاختلاف والحداثة. وثمة من يكتوي بنار الكتابة لأنه يحمل الهم الإنساني على عاتقه.
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقل؟
أجمل شيء في الكتابة أنها تصير أحيانا أقوى وأجمل عندما يمارَسُ عليها الحظر. الكتاب الذي أقرأه الآن كتب في أسوأ ديكتاتورية في العالم (كوريا الشمالية)، وهرّبت مسوداته إلى كوريا الجنوبية ليصدر فيها حرا طليقا.
وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
أنا أحب العزلة الاختيارية. إنها ضرورية بالنسبة إلي في مجال الإبداع حتى أني لا أشرك بها أحدا كما يقول عنوان مجموعتي الشعرية الأخيرة.
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
النبي محمد. لأضع بين يديه “صحيح” البخاري.
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
كل شيء. لأن “لا شيء يعجبني” كما قال صاحب حالة حصار وسرير الغريبة.
(12) ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ ؟
هما معا.
(13) صياغة الاداب لايأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية حدثنا عن ديوانك : لا أشركُ بالعزلة أحدا .كيف كتبت هذا العمل وفي أي ظرف؟
كتبت نصوصه على مراحل متباعدة يجمع بينها خيط واحد : القلق. وربما الشعور بالعبثية أحيانا.
(14) كيف تنظر إلى راهن الإبداع المهجري المغربي ؟
يمتد على مهجريات ولغات وتجارب مختلفة. لا يحظى بالكثير من الاهتمام نقديا. لكنه ماض في صياغة أشكاله التعبيرية والفنية بكل ثقة.
(15) ما الذي يريده الناس ، تحديداً، من الشاعر ؟
الناس مفهوم عائم وفضفاض في مجال تلقي الأدب. لنقل : ماذا يريد القراء ؟ الدهشة يا صديقي. الشعر لا يرقى إلا خارج المألوف وخارج أفق انتظار الناس، أعني القراء.
وهل الكتابة الابداعية مهنة؟
لو كانت مهنة ما احترفتُها.
(16) كيف ترى تجربة النشر على مواقع التواصل الاجتماعي؟
مواقع التواصل الاجتماعي سوق طويل وعريض ويضج بكل الأصوات، منها الغليظة والخفيفة والرتيبة والعذبة. ومنها طبعا أنكر الأصوات.
(17) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى ؟ اعذرني. أحتفظ بها لنفسي. إن أذعتُها فسدَتْ.
أسوأ ذكرى ؟ الفقْدان.
(18) كلمة اخيرة او شئ ترغب الحديث عنه؟
الشكر الجزيل يا رضوانُ.