الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الشاعر والناقد صالح لبريني في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم : رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع أوفنان أوفاعل في إحدى المجالات الحيوية في أسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد إنتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الأسبوع الشاعر والناقد صالح لبريني.
1 كيف تعرف نفسك في سطرين؟
البدوي الجنوبي ذو المزاج المتقلب القادم من منفى الوجود. وتحديدا من أروع مقام أبزو القرية المحراب.
2 ماذا تقرأ الآن؟ وما أجمل كتاب قرأته؟
القراءة عادة يومية بدونها لا يمكنني الاستمرار في الحياة، وهذه اللحظة أقرأ “كتاب الفاجعة” لموريس بلانشو للاقتراب من تجربة هذا الكاتب المتفرّد والخارج عن المألوف.
أما بخصوص السؤال الثاني فالأجمل ليس الكتاب ولكن ما يواريه من تجربة ورؤى وتصورات وما يؤسسه من جمال وحدوسات تجعلك خفيفا كطائر تحرّر من القضبان.
3 متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
الحديث عن بداية الكتابة أمر فيه الكثير من الالتباس، ويثير الكثير من الأسئلة ، لأن الكتابة، في جوهرها، استنطاق المناطق الواعية واللاوعية من الذاكرة والجسد والروح، ويسعى الكاتب إلى القبض عليها ءرغم انفلاتاتها ء وبالتالي فالبداية تبقى بالنسبة لي لغزا محيّرا .
لماذا أكتب ؟ سؤال خارج الانشغال.
4 ماهي المدينة التي تسكنك و يجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها ؟
مراكش المدينة الأسطورية بالنسبة إلي ، فهي فضاء مفتوح على الحياة والتاريخ ، ومحتضَن بالنخيل والجبال، وهي أرض ربانية مذهلة.
5 هل أنت راض على إنتاجاتك ؟ وما أعمالك القادمة ؟
رضى المبدع على إنتاجاته ضرب من العمى .
بتاتا لا أفكر في الأعمال القادمة أترك ذلك للصدفة ومشيئة الحياة .
6 متى ستحرق أوراقك الإبداعية بشكل نهائي؟ وتعتزل الكتابة؟
عندما تنفطر السماء وتنشق الأرض ويعود الوجود إلى العدم في انتظار ولادة أخرى.
7 ما هو العمل الذي تمنيت كتابته؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
كل المتون التي أبدعت الجمال وناصرت القيم الإنسانية، أما دون ذلك فمصير الأخرى فرن القبيلة .
ادّعاء الطقوس في الكتابة من الأكاذيب المفتلعة ، لا طقوس لدي ، أنا مزاجي متقلب وذو نزعة طفولية لا تهتم بالأمور العظيمة بقدر ما أنشغل باكتشاف العالَم كل مرّة عند كلّ نص جديد.
8 هل للمبدع دورفعلي و مؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
كلام لا وجود له في العالم العربي، إذ لاقيمة للرأسمال المعنوي عند الشعوب العربية المقهورة بفعل أنظمة لا تفكر إلا في كرسيّ السلطة .
لكن العكس صحيح هو أن المنظومة الاجتماعية بإبدالاتها ومنعطفاتها وتحويلاتها هي من تؤثر في المثقف والدفع به إلى الإبداع والخلق.
9 ماذا يعني العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل ؟ وهل العزلة قيد أم حرية للكاتب ؟
يعني القذف بك إلى متاهات الاختناق حيث يشعر الكائن بلاجدوى الحياة، وفيها تفتقد الكينونة هويتها الأصلية التي تشكّلت من التحرّر ومعانقة الكون برحابة صر وتفكير وحب، وما تعيشه الإنسانية اليوم بفعل الحجر الإجباري ستكون له انعكاسات خطيرة على نفسية الأجيال القادمة . أما عزلة الكاتب فهي اختيارية منطلقها الرغبة في الإنصات والتأمّل والتدبّر في الذات والعالَم ، ومحاولة الفرار من قيود اليومي وتفاهاته بغية مطاردة فراشات الحياة ومراوة شوارد الخيال، وتشكيل عوالم الجمال والدهشة والفتنة.
10 شخصية في الماضي ترغب لقاءها ؟
أبو العلاء المعري حتى أَعِيَ عظمة هذا الشاعر الذي قهر العمى وتحداه وخلّف تجربة تمتزج فيها المشاعر بالرؤى الفلسفية، ويحملني معه إلى تلك العوالم الغامضة التي ابتدعها خيالا وتخييلا ورؤى تنبثق من الحدس.
11 ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا ؟
لاشيء، سأدع الأمور كما هي. وأخوض الحياة بكامل البساطة.
12 ماذا يبقى حين نفقد الأشياء ؟ الذكريات أم الفراغ؟
الفقدان نعمة وجودية، وبدونه لا تستقيم سيرورة الحياة، وتبقى الذكريات ملح هذا الفقدان، أما الفراغ فهو الجحيم .
13 كيف يتعايش الشاعر والناقد تحت سقف واحد في حياة المبدع صالح لبريني ؟
أنا لا أعتبر نفسي بشاعرا أو ناقدا أنا مجرد كائن يبحث عن جدوى وجوده بالقراءة والكتابة .
14 صياغة الآداب لا يأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن ديوانك”حانة المحو” كيف كتب وفي أي ظرف؟
لا يمكن للمبدع أن يبدع من فراغ، بل لابد له من زاد معرفي متنوع الينابيع والمعارف، ومن الانفتاح على التجارب السابقة، كلّ هذا يغني ويثري ويعمّق التصورات والرؤى المنطلَق منها. فالإبداع هو هذا التفاعل الحاصل بين السالف واللاحق مع ميزة تميّز اللاحق عن السابق. وبخصوص ديواني “حانة المحو” فيمثل أولا تجربتي الأولى في الشعر، وقد كتب في فترة عشت فيها نوعا من النفيّ داخل الوطن والاغتراب بفعل عوامل كثيرة، فكانت نصوص هذا الديوان مثقلة بالقضايا الكبرى وبصوت الواقع، وهذا لا يعني محاكاته ، وإنما سعيت، من خلاله، أن أكتب الذات والعالَم بشكل متشظّ وملتبس.
15ما جدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه ؟
لاقيمة لها ولا أثر في ظل واقع يحارب الإبداع ويكرس ثقافة الضحالة.
16وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الإبداعية ليسكن الأرض؟ 
لو الإبداع ما كان للحياة جدوى ، فهو يروم إلى نشر القيم الإنسانية النبيلة التي تتعرّض لأبشع حرب وأقبحها، حيث الرأسمالية الهجينة تشتغل ليل نهار على تبخيس العقل والخلْق من أجل تكريس المبتذل والساقط.
17 كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي ؟
أمر عادي وينبغي على المبدع التعامل معها بإيجابياتها وسلبياتها.
18 أجمل وأسوء ذكرى في حياتك ؟
أجمل ذكرى حين فشلت أن أكون خارج فصول الدراسة . وأسوءها ما نعيشه اليوم من تردٍّ على كافة المجالات حيث تعرضت الإنسانية إلى ارتكاسة حضارية مهولة.
19 كلمة أخيرة أو شيء تود الحديث عنه ؟
النهر يجري ولا يلتفت، وعلى المبدع أن يكون مثل النهر .

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!