الشاعر رضوان بن شيكار يستضيف الكاتب عبد النور مزين في زاويته أسماء وأسئلة

أسماء وأسئلة:إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة.
ضيف حلقة الاسبوع الكاتب عبد النور مزين
1. كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
عبد النور مزين كاتب وطبيب، مزداد ببني أحمد ضواحي شفشاون شمال المغرب ومقيم بطنجة حيث أشتغل بالقطاع العام. أكتب الرواية والقصة والشعر والرأي باللغتين العربية والفرنسية. وصلت روايتي رسائل زمن العاصفة إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية سنة 2016
2. ماذا تقرأ الآن؟ وما هو أجمل كتاب قرأته؟
أقرأ الآن رواية هندية (النمر الأبيض) لأرافيند أديغا. وأجمل ما قرأت : روايتان لا أفضل الواحدة عن الأخرى. اللص والكلاب لنجيب محفوظ والشراع والعاصفة لحنا مينة.
3. متى بدأت الكتابة؟ ولماذا تكتب؟
رسميا نشر أول نص شعري لي سنة 1982 وأول نص قصصي سنة 1992 لكني بدأت قبل ذلك. أكتب فقط حبا في الكتابة والتواصل مع الناس عبر هذه الطريقة، والكتابة بالنسبة لي حاجة تكاد تكون بيولوجية كالأكل والماء والهواء والمرأة والحرية. لا معنى للحياة بدونها.
4. ما هي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين إلى التسكع في أزقتها وبين دروبها؟
باريس. تمارس غواية لا تحتمل، فبدأ أريجها يندلق في مسارات الحكي والنشيد، لا تزيد إلا قليلا عن طنجة وشفشاون.
5. هل أنت راض على إنتاجاتك وما هي أعمالك المقبلة؟
لست راضيا تماما عما كتبت لأني أحس أني مقصر في مشروع الكتابة نظرا لضرورات العمل. كنت أستطيع العطاء أكثر مما أعطيت إلى حدود الآن، لكن أعمالا روائية تصدر قريبا قد تعوض بعضا مما فات. الرواية القادمة قد تصدر قبل الصيف.
6. متى ستحرق أوراقك الإبداعية وتعتزل الكتابة؟
لا أنوي ذلك. كل سطر كتبته هو ملك للقراء، سواء الذي نشر أو الذي لم ينشر بعد، وبالتالي الرسالة لا بد أن تصل إلى عنوانها ولو بعد حرب أو حربين أو أكثر كما يقال، والكتابة كينونة لا نعتزلها إلا إذا اعتزلنا الحياة إلى الأبد أو ما يشبه ذلك قليلا.
7. ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه؟ وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
ولا عمل، لأني لن أستطيع كتابة إلا عملا يكون لي ومني. لي طقس خاص جدا وهو أني لا أستطيع التركيز في نص واحد حتى أنهيه. أكتب نصوصا روائية متعددة تنضج على نار هادئة وكلما نضج نص واكتمل يخرج من الفرن.
8. هل المبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها أم هو مجرد مغرد خارج السرب؟
المبدعون الحقيقيون كالمنارات بالنسبة للشعوب يجب أن يكون الإبداع عاليا ليستطيع التوجيه حين تطبق النوة على البحر وتسوَد الآفاق. المثقف الحقيقي خارج السرب دوما والمنارات في أقصى عزلتها تعبر العصور.
9. ماذا يعني لك العيش في عزلة إجبارية وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟
عزلة الكاتب الحقيقي لصيقة بفعل الكتابة وهي رئة الكتابة الأولى وعمقها الذي يعطيها النفَس ويفسح أمامها المدى. غير ذلك يخنقها ويجعلها سطحية بلا مدى أبعد. وفي ذلك حرية لا يعرفها إلا الكاتب نفسه. ولكل حرية كلفة.
10. شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا؟
حنا مينة. أقرأ من حياته بعضا مما عرف عن البحر وحياة الأشرعة مع حيوات العاصفة.
11. ماذا كنت ستغير في حياتك لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
كنت دخلت كلية الآداب واخترت دربا من دروب الآداب ولغاتها لأسير فيها حتى النهاية.
12. ماذا يبقى حين نفقد الأشياء؟ الذكريات أم الفراغ؟
نحن لا نفقد أي شيء. هي أشكال تواجد الأشياء في الوجود تختلف فقط باختلاف مالكها وفاقدها والناظر إليها والذي يتمناها وصورتها الذهنية في أذهان الكل ثم ما يتبقى منها كصور للذكرى. والأشياء والأحاسيس هنا على نفس المستوى. الفراغ إحساس خاطئ ربما. مؤثث بأشياء ربما ستدركها الإنسانية لاحقا.
13.ما الذي يريده الناس تحديدا من الكاتب؟
صدقا، لم يُطرح هذا السؤال بعد. على الأقل بشكل جدي وليس كوعي الناس بوجود منارة من عدمه.
14.صياغة الأدب لا يأتي من فراغ، بل لا بد من وجود محركات مكانية وزمانية. حدثنا عن روايتك ( رسائل زمن العاصفة).كيف كتبت وفي أي ظرف؟
رسائل زمن العاصفة رواية تدور أحداثها خلال مرحلة زمن الرصاص التي عاشها المغرب. وهي رواية عن قصة حب عاصف أيضا. كتبتها لأني عايشت المرحلة من داخل فعلها الجماهيري وكان هذا الأثر الأدبي شكلا من أشكال تلك الحركة أيضا. كتابتها امتدت على مدى أربع سنوات وانتهت بنشرها سنة 2015 وعلى مسافة زمنية كافية من تلك المرحلة التي تدور فيها الأحداث.
15. ماجدوى هذه الكتابات الإبداعية وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟ وهل يحتاج الإنسان إلى الكتابات الابداعية ليسكن الأرض؟
صدقا أقول لك. الكتابة الحقيقية إن لم تكن فعل حياة فهي ليست كتابة. هي لصيقة بفعل الحياة نفسها وليست ترفا فائضا عن الحاجة. إذا اضمحل التعبير الفني داخل الشعوب، والكتابة جزء منه، تكون تلك الشعوب قد بدأت دورة النكوص والاضمحلال القيمي الاجتماعي والجمالي وبالتالي تكون مقدمات الانهيار. التعبير الجمالي لدى شعب عربون نهضة ونبوغ لأنه لا يتحقق خارج مسارات التقدم والرفاهية والحرية.
16. كيف ترى تجربة النشر في مواقع التواصل الاجتماعي؟
معضلة حقيقية يجب أن نتغلب عليها وسنتغلب عليها مع الوقت عندما يتم تأهيل المدينة أو القبيلة. لأن مواقع التواصل الاجتماعي مرايا. قبائلنا ترى وجهها في مرآة تعكس أيضا ما في حقيقتها الأصيلة من عنف وجريمة وشر وخير أيضا وإرادة للحياة، وليست فقط تلك التي تعيشها في العلاقات اليومية في الطرقات والأزقة والأسواق مع ما فيها من زيف أيضا. والنشر من خلالها كالجلوس في المقهى الجميل الوحيد المتاح والمطل على البحر، حيث يصب أيضا وللأسف، وادي الصرف الصحي. لا يمكن تحمل تلك الروائح إلى ما نهاية، لذلك سنكتب هناك دوما ليرحل الصرف الصحي عن منظر البحر الجميل بموجه وملحه ونوارسه وهوائه المشبع باليود.
17. أجمل وأسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى ربما وصول روايتي إلى القائمة الطويلة لجائزة البوكر للرواية العربية وأسوء ذكرى سنة 2020 مع هذا الوباء اللعين الذي أطبق على الأرض.
18. كلمة أخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
كل الشكر والتقدير لك وللقراء.

 

عن رضوان بن شيكار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!