حاورته انتصار السري
في بداية حوارنا مع الدكتور حاتم محمد الشماع الذي وصل موخرا إلى أرض وطنه اليمن بعد فترة غياب لأكثر من خمس سنوات، الدكتور حاتم دكتوراه في الأدب الإنجليزي، له العديد من المؤلفات وكذلك الأعمال المترجمة إلى اللعة الإنجليزية ومنها:
كتاب إرادة القوة: البحث في ظلال الاستعمارية ، وكتاب الإسلام والمرأة: فك شفرة الهيمنة الذكورية ، كتاب المرأة والهوية ، وكتاب الحوار الثقافي العربي اللاتين أمريكي. كما قام بترجمة كتاب المحرقة للكاتبة انتصار السري كما أنه في طور ترجمة مجموعة قصصية لعدد من القاصين والقاصات اليمنيين.
وفي ظل الحروب والصراعات التي تعيشها اليمن تأتي عودته بمثابة التحدي لكل تلك الظروف، ومواجة المجهول…
في البدأ نقول الحمدلله على سلامة وصولكم إلى أرض الوطن، وطنكم الذي يعيش وضع إستثنائي في ظل هذه الحروب والصراعات السياسية، امنحونا بعض من وقتكم لطرح عدد من الاسئلة عليكم التي تصب في محور عودتكم وقراركم بالعودة في ظل هذه الظروف.
** أولا كيف قررتم العودة ونحن نعرف أن هناك خطورة في عودتكم وتهديدات قد تطال حياتكم؟
هناك ظروف في حياة الإنسان يجب أن يخضع لها ولو كان على حساب حياته الشخصية وهذا ما أجبرني على العودة إلى بلدي في مثل هذه الظروف.
** ماهي تلك الظروف التي أجبرتك على العودة؟
عندما تطال التهديدات عائلتي وأفرادها وتصلني رسائل تهديدات بالتصفيات الجسدية لهم وذلك بسبب مواقفي السياسية والفكرية التي تفضح أساليبهم القمعية وأيديولوجياتهم الرجعية التي تريد إعادة الوطن إلى عصر التخلف مستثمرين حالة الضياع والصراع السياسي الذي طال العديد من الدول العربية تحت مسمى “الربيع العربي”.
** من هي الجهات التي تقف وراء تلك التهديدات ؟
هذا سؤال يصعب الرد عليه ونحن في مرحلة اللأمن واللادولة ، لكن جميعنا يعرف مصدرها والتي تطال جميع الكتّاب والنقاد والاكاديميين والإعلاميين، وهذا الواقع أمامكم، فأنت لا تستطيع أن تمشي في الشارع وأنت تشعر بإمان على حياتك وتتوقع الرصاصة أن تأتيك من أي إتجاه ، ناهيك عن حملات الاعتقالات التي تنتهي أما بالتغييب خلف القضبان والتعذيب أو الموت في المعتقلات.
** كيف ستتعامل مع تلك التهديدات؟
أنا لم أعد إلى أرض الوطن إلا بعد أن رأيت أفراد أسرتي يمرون بوضع صعب وكما تعلمون أن راتبي ورواتب موظفي الدولة موقفة من قبل ست سنوات ولا يمكن لإحد التنديد بذلك ومن طالب براتبه كان مصيره الاعتقال وقد يخرج منه جثه هامده أو في حالة شلل وهناك الكثير من تلك الحالات، وحين نتحدث عن كيفية المواجهة فلا أحد يستطيع الوقوف أمام تلك العصابات الدموية ولذلك قررت أن اعود إلى أسرتي والبحث عن عمل في أي قطاع خاص كي أستطيع إعالتهم و أيضا البحث عن فرصه خارج اليمن تمكنني من إخراج أفراد أسرتي.
**هل واجهت أي مخاطر أثناء عودتك ؟
نعم كان هناك الكثير من المشاكل واجهتها أثناء عودتي وذلك في نقاط التفتيش التي تنصبها جماعات ليس لها أي علاقة بالدولة وتم إحتجازنا في عدة نقاط على الرغم من إظهار أوراق ثبوت شخصياتنا. لكن الحمدلله وصلنا بالسلامة رغم كل تلك المعوقات وطول السفر.
** الآن بعد عودتك إلى أرض وطنك هل تشعر باستقرار النفسي والاقتصادي؟
في الحقيقة لا يوجد هناك أستقرار نفسي وإقتصادي وذلك لإنه لايوجد شعور بالأمن والامان فمتى ما توفر الأمن والامان والدولة سيكون هناك إستقرار في جميع نواحي الحياة، وهذا أيضا ينعكس على الجانب الاقتصادي، تخيل أننا نعيش ولا نستطيع الحصول على قيمة رغيف الخبز، فلا وظيفة ولا رواتب، مجرد عصابات تبطش وتأمر وتصادر أموال وحقوق الأخرين، فالغلاء يضرب الشعب وصرنا نعيش مجاعة لا يعلمها ولا يشعر بها ألا القليل.
**وفي ظل هذا الوضع هل ستتمكن من مواصلة إبداعك وعملك في الترجمة؟
عامل الاستقرار يلعب دور كبير في الإبداع، وما يعيقني الآن في الكتابة والترجمة هو انقطاع الكهرباء وضعف الانترنت وصعوبة الحياة وعدم القدرة على الحصول على رغيف الخبز وإعالة أسرتي، لذلك الهدف الأول لدي هو البحث عن طريقة لإعالة أسرتي وتوفير مستلزماتهم اليومية ومن ثم الكتابة والترجمة.