آفاق حرة
الأسير أنور علي
– يُعتبر مخيّم نور شمس رائداً في البطولة والتضحيات…
– نكبة العام 1948 شاهداً على الجريمة الكبرى بحقِّ الأرض الفلسطينية.
– تعود جذور سكّانه إلى بلدات وقرى حيفا.
– المخيّم بصمة شرف في ذكرى الشعب الفلسطيني.
– نور شمس استُخدم إبّان الاحتلال الإنجليزي العام 1919 لسجن أصحاب الأحكام القاسية وممن حكم عليهم بالإعدام.
– يرجع تاريخ إنشاء مخيّم نور شمس إلى عام 1951.
المقدمة:
أنصت للأسرى.. عيون ثائرة.. تهبّ في البدء نسمة خفيفة، وتبدأ على مهل بالبحث عن هوية فلسطين، التي دفنت تحت حراب بنادق الاحتلال الإنجليزي، ومن ثمّ تحت سوط الاحتلال الإحلالي الصهيوني٠
أنصت للأسير أنور تأتي خشخشات بائعي الفلافل في المخيّم، التي ترنو نظراتهم لبلداتهم في حيفا، تُطلق صيحاتهم في الأعلى ثورة ثورة، والسماء شاهدة على أصواتهم التي لم تنسَ يوماً حيفا، ولن تنسى.
أنصت لمخيم نور شمس تمّر عيونهم فوق دماء الشهداء الذين سقطوا إبّان الاحتلال البريطاني في العام 1919، ونبضات قلبهم المتسارعة٠
لم يكن أنور أوّل من ثار في المخيّم، ولم يكن الأخير، كم كان غياب حيفا قاهراً.
ما إنْ يتذكّر أنور مخيّم نور شمس، وهو قابع في المعتقل الصهيوني، حتّى تتراءى له الحياة الفلسطينية، نصفها شهداء، ونصفها الآخر لاجئون.
كلّ شيء حاضر، كلمات أنور في حوارنا معه تنتظر أضواء أزقة المخيّم، التي ما زالت مشتعلة، لعلها تظفر بنور أنور، وهو قادم من زنازين القهر الصهيوني، ليعلن بدء حياة جديدة.
من هنا نفتح حوارنا مع أنور علي:
حاوره سليم النجار- غصون غانم.
رجال في زمن العزّة كواكب مضيئة لمعت في مخيّم نور شمس:
عُرف مخيّم نور شمس نسبة إلى معتقل نور شمس الذي استخدمه الإنجليز عام 1919م عقب احتلالهم لفلسطين وذلك لسجن أصحاب الأحكام القاسية ممن حكم عليهم بالإعدام أو السجن مدى الحياة وذلك لموضعه المكشوف طيلة النهار لأشعة الشمس التي كانت تلهب أجسام المعتقلين في موسم الحر ويرجع تاريخ إنشاء مخيّم نور شمس إلى عام 1951م أي بعد مرور ثلاثة أعوام على نكبة فلسطين عام 1948م في أعقاب العاصفة الثلجية التي ألمّت بالبلد حيث أطاحت بمعظم اللاجئين في سهل جنزور بالقرب من مدينة جنين والذي كان يلوذ بخيامه منذ عام 1948م ممّا حمل وكالة الغوث الدولية على نقله إلى موقع آخر حيث كان مخيّم نور شمس، وحيث تمّ حشدهم بالشريط السهلي المحاذي خطّ سكّة الحديد الفاصلة بين الشمالي والجنوبي إلى حين إعداد وتنظيم السكن .
يقع مخيمنا إلى الشرق من مدينة طولكرم على الخط الذي يصل المدينة بمدينة نابلس؛ وهو مكوَّن من قسمين شمالي وجنوبي يفصل بين جزئيه سهل ضيق عرضه 300م يمرّ منه وادي إسكندرونه وهذه المنطقة تعتبر جغرافيا ضمن السهل الساحلي الفلسطيني وتعود جذور سكانه إلى بلدات وقرى حيفا التي هجروا منها في نكبة عام 1948م لتكون شاهداً على الجريمة الكبرى بحقّ الأرض والشعب والهوية الفلسطينية التي اشتركت بها القوى العظمى من بريطانيا وفرنسا والحركة الصهيونية من أجل إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وتقوم هيئة الأمم المتحدة بالأشراف على المخيّم عبر وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين وتقدّم له سلسلة من الخدمات التعليمية والاجتماعية .
ويعتبر مخيّم نور شمس رائداً في البطولة والتضحيات والتحدّي والصمود خلال الانتفاضة الأولى والثانية المباركتين، فقد تميّز برصيد هائل وضخم من الفداء، ولم يتوانَ عن تقديم قوافل الشهداء والأسرى والجرحى خلال المسيرة النضالية للشعب الفلسطيني ضدّ الاحتلال الصهيوني، وقد كان لهذا المخيّم نصيب من عطاء الأرض التي أقيم عليها والتي رويت بدماء الشهداء قبل نشوئه، فقد أكّالوهمي. لهذا المخيّم أنّها لم تروَ بعد بدماء الشهداء الذين سبقوا ما دامت الأرض تطلب وما زال الوطن مستباحاً حيث كان لهذا المخيّم الشريف العظيم أنْ تفجّرت في نفس المكان المقام عليه قبل إنشائه الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م ولهذا المخيّم بصمة شرف في ذكرى غالية من ذكريات الشعب الفلسطيني وهي ذكرى يوم الأرض الخالدة والذي تفجرّت شرارته بتاريخ 30/3/ 1976م في أراضينا الوهميية عام 1948م ردّاً على سياسة الاحتلال الصهيوني في نهب ما تبقى من أرض فلسطين والتضييق على إخواننا في الداخل المحتلّ، فكان المخيّم سباقاً للاستجابة لهذا العطش، ولم يبخل بالدّم، حيث روى الشهيد البطل رأفت الزهيري بدمه الطاهر أرض مدينة الطيِّبة مؤكِّداً باستشهاده على وحدة الوطن الفلسطيني الواحد بما احتُلّ منه عام 1948م وما احتُلّ عام 1967م، وعلى وحدة الشعب الفلسطيني الواحد على ضفّتيْ الخطّ الأخضر الوهمي .
تفجّرت انتفاضة الأقصى المباركة بتاريخ 28 /09/ 2000م على أثر الزيارة الاستفزازية التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني “آرئيل شارون” وتدنيسه للمسجد الأقصى المبارك في تحدٍّ سافر لمشاعر المسلمين وبينما كانت آلة القتل الصهيونية تُمعِن في القتل والدّمار بحقِّ شعبنا الفلسطيني الأعزل في مدنه وقراه ومخيماته.