رضوان بن شاكر يحاور القاص والكاتب ميمون حرش.

آفاق  جرة 

** كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟

– ميمون حرش ناظوري،عاشق للكتابة ، ومُحب لمدينته كثيراً رغم ” الخبز الحافي” والفضاء العاري..

**ماذا تقرأ الآن و ما هو أفضل كتاب قرأته؟

– الآن أقرأ رواية ” عناقيد الغضب” لجون شتاينبك، أما أفضل كتاب، فاسمح لي أن أستبدل اللفظة، بأجمل… من بين أجمل ما قرأت رواية ” مائة عام من العزلة” ( قرأتها خمس مرات) دون ملل.

** متى بدأت الكتابة، ولماذا تكتب؟

– بدأت الخربشات الأولى صغير السن( تلميذ في الإعدادي كنت)،ولم أنشر كتابي الأول إلا في 2012..

وأكتب لأمنح “الرؤية” لنفسي، كذلك أحس نفسي خفيفاً كريشة بدون كتابة، لذلك أكتب حتى “أسمن” بالخيال، و” أثقل في الميزان” بالكلمات..أمر آخر لا بد من قوله هو أني أعشق الصمت كثيراً، والكتابة، في هذه الحال، تعويض.

** ماذا تمثل لك مدينة الناظور ؟

– الناظور، بالنسبة لي، حبيبة مشاغبة، أنتظر متى تتجمل حتى أعانقها( يبدو أني سأنتظر طويلاً)،مدينتي مثل البحر، ترضى مرة،وتحرن أخرى ،”أزواجها” كثيرون، تبرمت منهم جميعاً، “الأنذال”نهبوا كنز الربيع لديها، ثم تخلوا عنها جُحوداً،سألتُها في قصة “ريف الحسناء” لماذا تصرين على الزواج مرة ومرات ، فحكت لي، ضاحكة، حكايتها،حكاية امرأة قيل لها: ” من لم تتزوج أكثر من زوج واحد لم تتذوق حلاوة الحياة”، وكذلك كان، “الناظور” تزوجت بمن تحب، وبمن لم تحبَّ، والغريب أنها جزمت بأن أحسن أزواجها من ستزف إليها غداً، مدينتي تغني،دوماً، مع فيروز” أحلى التاريخ كان غداً”.هذا الغد ” الغودو” .. اللعنة.

أحبُّ الناظور،لأنها جريحة مثلي…أعترف لك “بقلب ثقيل وبلا مزاج”.

ثم ّ ماذا بعد صديقي رضوان؟

ألم تَقل، شاعري،في ديوانك” مرافئ التيهان” :

” ليس في الناظور مُتسع للأحلام،

قالت إحداهن ذات تقاطع

وهي تعبر الشارع الطويل

مسرعة الخطو،

بقلب ثقيل وبلا مزاج

/ …/ ”

**هل أنت راضٍ على إنتاجاتك، وما هي أعمالك المقبلة؟

– رجع الصدى من النقاد، ومن القراء، حول أعمالي،يملأني بأساً ، ويمدني بالطاقة، وأضمومتي الأولى “ريف الحسناء” فأل حسن عليّ..أما أعمالي المقبلة فهي إن شاء الله :

 مجموعة في القصة القصيرة، جاهزة وتنتظر النشرفقط،

 مجموعة في القصة القصية جداً جاهزة أيضاً،

 “سلسلة حوارات العرين”، جاهزة ،والحق لقد تأخرتُ كثيراً في طبعها، لأني آثرتُ أن أضيف إليها أدباء آخرين وعددهم 27 هم :جميل حمداوي ، ناقد وباحث / الناظور

عبد الرحيم فوزي ، شاعر أمازيغي رائد/ الناظور

نجاة قيشو، قاصة / الناظور

جمال الدين الخضيري ، قاص وناقد، ومهتم بالمسرح / الناظور

بوجمعة الكريك، شاعر /جرادة

رامية نجيمة ، قاصة / الحسيمة

الخضر التهامي الورياشي ، قاص ، وكاتب / الناظور

زلفى أشهبون ، قاصة / الناظور

محمد يويو ، شاعر / الناظور

مولاي الحسن بن سيد علي ، روائي،وجدة/ الناظور

سمية البوغافرية ، روائية ، وقاصة ، الناظور ، مقيمة بفرنسا..

يونس البوتكمانتي ، روائي وقاص،/ بن الطيب ، مقيم بفرنسا

محمد العتروس ،/ كاتب وقاص، بركان

فاطمة وهيدي / شاعرة وقاصة ، مصر

محمد حمو ، قاص ومصور فوتوغرافي / بركان..

الحسين دراز ، شاعر / أزغنغان ، مقيم ببلحيكا

جمعة شنب ، كاتب وقاص / الأردن

ماجدة البارودي ، شاعرة ،/الناظور مقيمة بألمانيا،وحسن قرى ، قاص/ مراكشوالمصطفى كليتي ، قاص وشاعر هايكو من القنيطرة، و رضوان بن شيكار، شاعر من الناظور، وجمال أزراغيد شاعر من الناظور، ومحمد مختاري روائي من الناظور، وفاطمة الشيري، والسعدية بلكارح، والدكتورة نزهة الوغميري، و بهيجة البقالي حول كتابهن المشترك “باسنوفا”.

 ” سلسلة طريفة عن مبدعاتنا ومبدعينا بعنوان ” كلمني عنه فإني أحبه”.

 رواية مُرتقبة ( طالما حثني أهلي وأصدقائي على أن أفك ضفائر هذه السيدة الساحرة؛ومفقود من يدخل قصرها أعزل،في زوادته إنشاءات مدرسية ظناً بأنها ” رواية”، فعلى بابها قراء جنود، متمكنون يحرسونها.)

** متى ستحرق أوراقك وتعتزل بشكل نهائي ؟

– ” هل تاب العطر الفاغم على خدر امرأة خاطئة

فأتوب

تلك ذنوبي ، فدعوني ”

لن أتوب عن الكتابة؛ ولا أوراق لي كما المشاهير ( أو كمن يزعم بأنه مشهور)،أنا مجرد شخص يرتاح حين يكتب، بل يحزن حين يكتب، ويحزن حين لا يكتب.

** ما هو العمل الذي تمنيت أن تكون كاتبه، وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟

– تشجيعاً لشبابنا في الإبداع،والإنتاج أقول صادقاً تمنيتُ لو كنت أنا من ألف ” مثل تغريدة منكسرة” لمحمد مختاري ، أما طقوسي في الكتابة فعادية ، إذ لا أحتاج سوى لرفيق اسمه ” الليل” ، شرط أن ينفجر بالونُ الحزن في داخلي .. حين أحزن، تُستثار في داخلي رغبة كتابة عنيفة، حينها أكتب بشكل أفضل، أوعلى الأقل هذا ما يبدو لي .

** ما هو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالناظور؟وما هو دور المثقف أو المبدع في التغيير؟

– مدينة الناظور، في سنوات السبعينات والثمانينات، كانت مجرد اسم مختزل في فضاء واحدٍ يتيم هو شارع “محمد الخامس”. ونحن جيل هذا العهد كنا نعدم كل وسائل الترفيه، ولعل ما لا يمكن أن ننساه هو كيف كانت داران للسينما هما “الريف” و”الرويو” تحتويانا لسنوات، شكلتانا على مقاس مضامين الأفلام الهندية، التي كنا نحرص على مشاهدتها، ومع ذلك طاقة داخلية فينا كانت تجعلنا نحرن للفكر الذي يبعث على الخمول، والرومانسية النائحة، ويرجع الفضل في ذلك لجمعية “الانطلاقة الثقافية”،

(طالباً كنتُ في عبد الكريم الخطابي سنوات 1981و 1982 و 1983 في زمني مع الانطلاقة الثقافية)التي حضنتنا ونحن بعد زغب الحواصل، لا دار فكر، ولا مسرح، ولا مركب ثقافي ؛ كانت الناظور، يومها، مدينة”حافية” ، ومنسية، ومهجورة… اليوم الوضع تغير، وشباب الناظور، ما شاء الله، استطاعوا أن ينتشلوا الناظور من براثن الخواء، ثقافياً،واجتماعياً،وتربوياً… الوضع الثقافي في الناظور”متنوع”، ويراهن على الأجمل، والراية يحملها الشباب ومثقفو المدينة..

أما عن دور المبدع في التغيير فأقول دائماً بأن هذا الدور محصور في تعرية الواقع، ولفت الناس إلى الأشياء من حولهم، وإلى ” منحهم الرؤية “حسب تعبير “بول إيلوار”، مع طرح قضاياهم ، في صراعهم مع الحياة، طرحاً صحيحاً،أما الحلول فمتروكة للهيئات الحكومية وغيرها، ولو كان بمُكنة المبدع أن يجد حلولا لمشاكل الناس مع قوى الشر لاستطاع محمود درويش أن يجعل فلسطين تُعلن استقلالها بقصيدة واحدة وهي”مديح الظل العالي” مثلا، ولاستطاع فيكتورهيجو أن يحول “البؤساء” كافة لسعداء على الأرض.

** ماذا تعني أن تعيش عزلة إجبارية، وربما حرية أقل؟ وهل العزلة قيد أم حرية بالنسبة للكاتب؟

– العزلة الإجبارية تعني لي الكثير، حسْبي شعور أتقاسمه، بفضلها، مع كل ” سجناء ” الدنيا، ومن لم يشرب من هذه الكأس المرة عليه أن يحس بأن هناك معذبين ، في الأرض ، حرموا حريتَهم لمدة طويلة، طويلة جداً،وعزلتي، بسبب كورونا، مفروضة ، والتعايش معها ضرورة لازبة، عزلة شهريْن، أو أكثر لا شيء..,وأهل موليير يقولون ” الرجل القوي، هو الرجل الوحيد”… صراحة ،في هذه العزلة، كثيراً ما تذكرت سجناء الرأي ، في التاريخ، مثل الشاعر التركي ناظم حكمت الذي قضى أزيد من خمس عشْرة سنة وراء القضبان، ومن زنزانته كان يقول ” الحياة جميلة، وتستحق أن تُعاش.” تخيل رضوان.

** شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا؟

– ” أود لو ألقى أبي يرحمه الله، عشتُ طفولتي دونه، وأن تحرم أباك، في سن صغيرة السن، كم يدأب على شرب ماء ساخن في شهر غشت يومياً.

** أجمل و أسوأ ذكرى في حياتك؟

– أسوأ ذكرى :” يوم أخبرني طبيبي، بعد التحاليل، بأني مصاب بـ “الجلو كوما”،عافاكم الله.

وأجمل ذكرى في حياتي ” طبع كتابي الأول ” ريف الحسناء” ، وما تلته من قراءات، واحتفالات، وأسفار، وكتابات من نقاد، وقراء، عن نصوصها، منوهة ، وداعمة..

** ماذا كنت ستغير في حياتك، لو أتيحت لك فرصة البدء من جديد ؟

– لو استشاروني لرفضت المجيء، ولو أتيحت لي فرصة البدء من جديد، سأعلن التالي : ” على هذه الأرض ما لا يستحق الحياة، ،أنا مثخن بالجراح،لستُ عائداً، ولستُ مستعداً لخيبات جديدة”.

** كلمة أخيرة

– شكراً شاعري رضوان ، أهديك ، وللقراء الأعزاء ، هذا المقطع من ديوانك مرافئ التيهان” ص 117 قصيدة “أصداء تأبى الأفول ” ( كأنك عني تتحدث):

“لدي الآن ما يكفي

من الخطوات

لألتفت فأراني

لا ألوي على شيء

أثني المسافات

أغالب فيك البعد

بالنبيذ والأغنيات”.

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!