أسماء وأسئلة : إعداد وتقديم رضوان بن شيكار
تقف هذه السلسلة من الحوارات كل اسبوع مع مبدع اوفنان اوفاعل في احدى المجالات الحيوية في اسئلة سريعة ومقتضبة حول انشغالاته وجديد انتاجه وبعض الجوانب المتعلقة بشخصيته وعوالمه الخاصة
ضيف حلقة الاسبوع الشاعر مبارك الراجي
(1) كيف تعرف نفسك للقراء في سطرين؟
انا شاعر بسيط كما محارة في قوقعة ، او بقعة زرقة في احذية البحارة أو معاطفهم ، او لما لا كرغيف الشمس في فم البسطاء .
(2) ماذا تقرأ الآن وماهو اجمل كتاب قرأته ؟
أقرأ الآن الجريمة و العقاب لدوستيفسكي ، اجمل كتاب قرأته هو المثنوي لجلال الدين الرومي .
(3) متى بدأت الكتابة ولماذا تكتب؟
أكتب مند سن الرابعة عشر من العمر كنت اسطر غماما فوق ريح ، غماما فوق بحيرة متدفقة لا تهدء ، أكتب كيما لا أختنق .
(4) ماذا تمثل لك مدينة الصويرة؟وماهي المدينة التي تسكنك ويجتاحك الحنين الى التسكع في ازقتها وبين دروبها؟
مدينة الصويرة هي محارة الروح ، و هي الجهة الأخرى من نفسي التي لا أعرفها ، المدينة التي تسكنني و أعشق التسكع فيها. فضلا عن مدينتي الصويرة ، هي احياء و شوارع سباتة بالدار البيضاء التي قضيت فيها تجربة مهمة من حياتي .
(5) هل انت راض على انتاجاتك وماهي اعمالك المقبلة؟
لست راض عما كتبت هناك سخط مستمر و عقوق دائم ، اللهم تلك النشوة أحيانا عندما أنهي عملا كمن يدخن نفسا عميقا في سيجارة .
أعمالي المقبلة مشروع مجموعة شعرية لم أتممها بعد .
(6) متى ستحرق اوراقك الابداعية وتعتزل الكتابة بشكل نهائي؟
عملية حرق أوراق الكتابة تحين علي أوقات أود أن أمارس هذه الرغبة بشدة ، كأني أبو حيان التوحيدي ، ولكن أعدل عنها لأمارسها رمزيا ، فكل عمل انتهيت منه هو محض رماد تذوره ريح القراءة أو عدمها ، أما عن أمر اعتزالي الكتابة فحتى عندما لا أكتب تحدث الكتابة في أعماقي مثل شلال هادر ولكن بعهالة الصمت .
(7) ماهو العمل الذي تمنيت ان تكون كاتبه وهل لك طقوس خاصة للكتابة؟
الكتاب الذي تمنيت أن أكون كاتبه هو كتاب النبي لجبران خليل جبران ، ليست لدي طقوس معينة عدا أني أحب أن أكون في عزلة تامة…
(8) ماهو تقييمك للوضع الثقافي الحالي بالمغرب؟ وهل للمبدع والمثقف دور فعلي ومؤثر في المنظومة الاجتماعية التي يعيش فيها ويتفاعل معها ام هو مجرد مغرد خارج السرب؟
الوضع الثقافي في المغرب فأنا مع عبد الكبير الخطيبي حين يقول لن نتقدم طالما لم نقرأ صفحة في زريبة كما نقرأ صفحة لأرسطو ، خارج هذا فالوضع الثقافي في المغرب على ما أعتقد و لا أجزم ، رغم العولمة و صيحة المال أولا ثم الإنسان أخيرا هناك تجارب إبداعية رصينة و غنية في المغرب تبعد عنك بؤس المرحلة .
(9) ماذا يعني لك العيش في عزلة اجبارية وربما حرية اقلبسبب الحجر الصحي؟وهل العزلة قيد ام حرية بالنسبة للكاتب؟
العزلة في الحجر الصحي أمر مفروض عليك قسرا ، لذلك لا تحس بلذة عزلتها ، أمر مقحم عليك من الخارج و لا رقرقة للماء هناك ، الحرية أمر وجودي للكاتب .
(10) شخصية من الماضي ترغب لقاءها ولماذا ؟
أريد أن ألتقي بجبران خليل جبران الذي يقول عنه أدونيس ما يزال جبران أستاذي لأن جبران شخص مرعب جماليا في الكتابة و الحياة .
(11) ماذا كنت ستغير في حياتك لو اتيحت لك فرصة البدء من جديد ولماذا؟
أحس بأن حياتي بمثابة خطأ مطبعي علوي ، لا يخطء الإله ، ولكن ثمة أخطاء فضيعة ارتكبتها في حياتي ، كان يمكن أن أتجاوزها ، أو لأقل في جهة أخرى مع برناردشو لم أنهزم في حياتي الأولى لأطلب حياة أخرى ، أنا إنتصرت على العدم بالإبداع .
(12) صياغة الاداب لايأتي من فراغ بل لابد من وجود محركات مكانية وزمانية.حدثنا عند ديوانك شذرات نائية من كتاب الغربان و في أي ظروف كتب؟
كتبت شذرات نائية من كتاب الغربان في فترة أزمة نفسية كنت أحس أن الغربان تحملني إلى قارة أخرى خارج الألم و انفتاح الجرح الفاغر .
(13) هل يحتاج الانسان الى الكتابات الادبية ليسكن الارض؟ ماجدوى هذه الكتابات وما علاقتها بالواقع الذي نعيشه؟وهل الشعر المغربي لا يقول شيئا كما عبر عن ذلك الشاعر العراقي سعدي يوسف ذات مرة؟
الإبداع يجعلك تحلق و ترفرف بعيدا لا عنك بل فيك ، حرا في زمنك الداخلي ، تبتعد عن الأرض ، و تعود اليها كأنك مكتشفها الأول ، تلمس العذرية الأولى للخطو و الطعم و الملمس الإبداع نبات أجنحة ، جدوى هذه الكتابة ، أنها تجعل من وجود الإنسان وجودا نوعيا على هذه الأرض ، في خدمة ذائقة الإنسان ، تغني خياله و تجعله مسافرا غنيا بامتياز في اللحظة و الزمن و المكان تجعل الواقع بمخالبه تحت حذائك ولو مجازا ، الشعر المغربي أعتقد أنه غني بتجاربه المتجددة على الدوام و لا أتفق مع سعدي يوسف في ذلك .
(14) من هو قارئك؟ وهل تعتبر نفسك شاعرا مقروء ا؟ ؟
قارئي المفترض هو أنا أولا ، ثم الكلمة و الخيال ، لا أعتبر نفسي شاعرا مقروء ا .
(15) كيف ترى تجربة النشر على وسائل التواصل الاجتماعي؟
تجربة النشر في مواقع التواصل أعتقد أنها إيجابية فقط أن لا يختلط الإبداع بالرثاثة ، أنا ما زلت مؤمنا بالورق و لذة تصفحه .
16) اجمل واسوء ذكرى في حياتك؟
أجمل ذكرى في حياتي هي حين فزت بجائزة عبدالوهاب البياتي الشعرية العربية بدمشق ، و أسوء ذكرى هي موت والدي و والدتي في سن جد مبكرة .
(17) كلمة اخيرة او شيء ترغب الحديث عنه؟
في نهاية المطاف لا شيء لدي لأقوله سوى المحبة والمحبة و المحبة