عماد صلاح عبد الهادي الحزَّانِي
شاعر سوري من مواليد دمشق، عام 1986م،
يقيم حاليا في مصر في محافظة القاهرة
حاصل على إجازة في الأدب العربي ..
درس في كلية الدعوة والأعلام في معهد الشام في دمشق
وحصل على العديد من الجوائز الأدبية في مجال الشعر،
له ديوان شعري مطبوع اسمه
“سأقترفُ ارتباكَ الأجنحة”
وله أعمال قصصية وشعرية غير مطبوعة”
نشرت له العديد من المجلات الورقية والمواقع الإلكترونية ..
شارك بعدة مهرجانات للشعر ..
تميز بتفرده على صياغة الكلمة بأسلوب مميز ..
كان لنا معه هذا الحوار المميز القيم ..
** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية؟.
“أنا كتبت الشعر في سن الـ 17 من عمري وكانت البداية عبارة عن كتابات تارةً غير موزونة وتارةً موزونةً بمحضِ الصدفة إلى أن خضتُ في خِضَمِّ هذا البحر الواسع باجتهاد شخصي حتى وصلت إلى درجة أني تمكنت ولله الحمد من البحور كلها فصارت عندي كشربة الماء”
امسَح عـن الـوَرَقِ المُصَفَّفِ شعرَكَا
واكتُبْ “أُحِـبُّـكِ” كَـي تِجَدِّدَ عُمْرَكَا
…
جَدِّد، فِإنَّ طَبِيعة الحُبِّ اسْتِقَامَةُ
تَـائـبٍ لـمَّـا اســتَفَاقَ اســتَدرَكَا
…
وانثُر جُنُونَكَ كَيفَمَا كَانَ الجُنُونُ
فلا تَعَـقُّـلَ ليـس فِكرُكَ فِكرَكَا
…
واعلم بِأنَّ مَصِيرَكَ التَّمكِينُ فِي
القَرنِ الأَخِيرِ فَلا تُبَاهِلْ صَبرَكَا
…
فهناكَ لنْ تخفى الملامحُ بالكتابةِ،
فَالمَلامحُ مَن سَيطوي سِرَّكَا
…
أَغْمِضْ أَمَامَ الزِّينَةِ الحَمرَاءِ
والكُحلِ المُذَنَّبِ إنْ جَوَاكَ تَحَرَّكَا
…
اكتبْ عَنِ الإغْرَاءِ -إذْ خِدْرُ الكتابَةِ
والعَذَارَى الطَّاهِرَاتُ أَغَرَّكَا-
…
أنَّ التَّشَرُّبَ حِرفَةُ الشُّعَرَاءِ، يا
وَيلَاتِ مَنْ بَعدَ التَّشَهُّدِ أَشْرَكَا
…
اكْـتُـبْ عَـلَـى وَجَـنَـاتِهَا وَشِفَاهِهَا
وَانْدُبْ أَبَـا التاريخِ، خَالِـفْ عَصْرَكَا
…
اكْتبْ بِرِيشَةِ صَدرِكَ العَظمِيّة
استِنْتَاجَكَ المُتَحَطِّمَ، اشْدُد أَزْرَكَا
…
واخـتـم و”وَقِّـعْ” بالـمـنـيـةِ قَائِلًا
فِـي غِـيـرِ هَـذا الوَجهِ لـنْ أَتَبَرَّكَا
** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟.
“طبعا مهما كان الإنسان في هذا المجال موهوبًا فهذا لا يكفي فيجب عليه بعد ذلك إن يمتلك الأدوات والمهارة ، لا يثقل هذه الموهبة ولا ينمّيها إلا القراءة الدائمة ورمي النفس في بحر الكتب، فالشاعر يفيده كل شيء يقرؤه حتى وإن كان في أبعد العلوم عن الأدب فيستطيع الشاعر أن يكوّن صورة شعرية جميلة”
** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟
“أجل هناك الكثير ممن اشتهر بسبب قصيدة عُرضت له على قناة تلفزيوينة أو غنّى له أحد المطربين المشهورين أو بسبب علاقاته مع المسؤولين في أي بلد من البلدان”
** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟.
“والله ما رأيتها انتشرت إلا كانتشار النار في الهشيم
وطبعا هي كسيف ذي حدّين لها إيجابياتها ولها سلبيّاتها
لكن غربال التاريخ بإذن الله سيفرز ويفرّق بين الغث والثمين”
**هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟.
“المعلم له تأثيره القوي في ذلك وأحيانا بل في أكثر من الأحايين يؤثّر على طالبه أكثر من أمه وأبيه
ولكن ليس شرطًا أن يكون العلم هو سبب اكتشاف المواهب، فكم وكم من مواهبٍ فجّرت نفسها بنفسها”
** ما رأيك بالنقد؟.
“ما أجمل النقد عندما يكون نقدًا بنّاءً وليس هدّامًا وما أجمل الناقد عندما يكون عاشقا للكلمة وليس لصاحب الكلمة وما أسوأ الناقد الذي قد قيل فيه” إنّ أسوأ النقاد ذاك الذي يمتلك مفتاحًا واحدًا لجميع الأقفال”
** هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر؟.
“الشعر ولله الحمد بخير وسيبقى بإذن الله بخير طالما هناك ألسنة تقرؤه وطالما لغته محفوظة بحفظ كتاب الله عزّ وجلّ”
بَـدَأتُ ولـم أعرف إلـى أيـن أنتـهي
ومـا زلتُ بـيـن الظِّلِ والرِّيحِ ألتَهي
تَـأَلَّـهَـتِ الـلَّـذَّاتُ؛ والنفــسُ آمـنـت،
وقــد ضِـعـتُ بـيـن النفسِ والمُتَأَلِّهِ
وكم غَـرَّرَت رُؤيَايَ بـي فَـظَـنَـنـتُها،
وَما زِلـتُ… يـا لي مِن غَبيٍّ وَأَبـلَـهِ!
فكم من فتىً يرجو ولم يُعطَ سُؤْلَهُ
وكم من فتىً يُعطَى وليسَ بِمُشـتَهِ
ومــا ذاكَ إلا خــدعـةُ العـمر، أرتجي
وأطـلـبُ لكـن لا يُـقـالُ سِـوى: صَـهِ
تَـضَـادٌ عجيبٌ وَازدِوَاجِـيَّـةٌ طَـغَـت
كحـكـمـةِ مَـجـنـونٍ وَخُـبـثِ مُفَوَّهِ
فـمـا كُــلُّ عِـطـرٍ رُشَّ؛ رُشَّ غِــوايـةً
وَمَــا كُــلُّ قـلـبٍ خَــافــقٍ بِــمُــوَلَّـهِ
وَمَـا كُــلُّ ظـهــرٍ راكــعٍ ذو تـواضـعٍ
وَمَـا كُــلُّ صَـدرٍ ذو ازدِهَــاءٍ بِـمُـزدهِ
** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟.
“أكيد هناك تباين جليّ فالشعر المعاصر له حداثته وجماله والشعر القديم له رونقه وقوته وفصاحته وجماله ورغم أن الشعر الحديث أُدخل عليه شيئا من الحداثة إلا أنه يبقى جميلا عندما يكون حداثيًّا بقالب ووزن القدماء”
** ما نوع الشعر المفضل لديك ؟
“الشعر المفضل لدي هو الشعر العمودي بغض النظر إن كان كلاسيكيًّا أو حداثيًّا طالما في هذا وهذا لمسة من الإبداع”
** هل الشعر صناعة؟.
“الشعر هو ملكة وموهبة ولكن هذا لا يكفي إلا فيجب على الشاعر أن يمتلك بعد ذلك الأدوات ومن هذه الأدوات مثلا معرفة الأوزان الشعرية معرفة الأم بولدها”
**ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
“هناك كلام نثريٌّ مبهرٌ ولكن أنا أميل إلى أن الشعر هو ما كان شعرًا مبهرًا موزونًا وإن لم يكن موزونًا
وإن لم يكن موزونًا فهو كلام من نثرٍ مبهرٍ”
جِسمي تَـبَـدَّدَ فـي المَدى سَـرَبَا
والـفـهـمُ أنّ لا أفـهـمَ السَّـــبَـبَـا
قولوا أ منكم مـن يـعـيـدُ يَـدِي
حـتـى أُلَملِمنِي من الـغُـرَبَـا؟
قـولوا أ منكم مـن يـعـيـدُ فمي
حـتـى أمـيـلَ كَأَخْفَــشٍ خَبَـبَـا
وَأُسِــيلُنِي سَــيلَ الـدواةِ علـى
كُرَّاسِ طِـفـلٍ ظِـلُّـهُ اقـتُـضِـبَـا
فعروقُه ضـاقـت عـلـى دمـه
يمشي وينزفُ في المدى عِنَبَا
بِـردائِـه الــمِــرآةَ كَـفَّــنَــهَـا
ليظَلَّ في الحسبانِ بَعضُ صِبَا
** كيف ترى الوطن في شعرك؟.
“أرى في شعري وطني وأرى في وطني شعري”
**ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
“أصبح مع كل إنسان في يده مكتبته فبضغطة زر يحضر من النت الكتاب الذي يريده مجانا فهذا شيء جميل لكن هل هناك من يضغط هذا الزر الذي ذكرناه آنفًت ويحمّل كتابًا ويقرؤه على الأكثر لا لأن النت أكل أكثر أوقات الناس”
** كيف تجد المرأة كشاعرة ؟
“المرأة في الزمن الغابر أو الحاضر هي نفسها فهناك من كنّ في الزمن الغابر صاحبات شعر قوي يوازي شعر الفحول وهناك صاحبات شعر هشّ ضعيف”
** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟.
“الديوان كالولد البكر ومؤكّدٌ أن صاحب الفطرة السليمة والسوية متلهف إلى أن يكون عنده ولد من صلبه وهكذا الشاعر متلهف إلى أن يرى ديوانه المولود من أعماق داخله”
** ما سر نجاح الشاعر؟.
“أن يعشق لغته أن يعشق قلمه أن يعشق كلمته وأن يكون صادقا في كل ما ذكرته من عشق”
** لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية؟.
“لكل من أحبّ وأعشق”
** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ؟.
“أنا راضٍ ولله الحمد عن كل ما كتبت وعين الرضى أن يبقى الإنسان في تطوّر ولا يبقى يهرول مكانه أو كما قيل يطحنُ المطحون”
** ماهي كلمتك لجيل اليوم؟.
“أن يكونوا على قدر المسؤولية في هذه الحياة وهذا العمر القصير وأن يستغلّوا هذا العمر في العلم والتعلم وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن عالِمًا أو متعلِّمًا”
** كلمة تحب توجيهها إلى القراء ؟.
“أن يكثروا من القراءة في شتى المجالات وأن يكون أول شيء على رأس هذه المجالات هو كتاب الله عزّ وجل فهو يفتح من الآفاق والمعرفة ما لا يعلمه إلا الله”