الشاعرة ليلاس زرزور تحاور الشاعر الأردني تيسير الشماسين

الشاعر الأردني

تيسير الشَّماسين
” رائد مدرسة الحكمة في العصر الحديث ” .. « هذا رأي الكثير من النّقاد و المهتمّين بالشّأن الثقافي و الأدباء العرب .. علماً بأنّني و لله الحمد من حفّز الكثير من الشّعراء العرب في العصر الحديث ممن يجيدون شعر الحكمة على تبني هذا الغرض الشّعري و لم يكن أحد من قبل قد تناول هذا الغرض منذ أن هجر في آواخر العصر العبّاسي .. و كانت أولى التفاتات الشّعراء لهذا الغرض خلال الحملة الواسعة التي جابت أرجاء المشهد الثقافي العربي لاستقطاب صفوّة الشعراء العرب ممن يجيدون شعر الحكمة للاشتراك في مسابقة حكماء الأمّة .. بعدا أصبح هذا الغرض نهجاً للعديد من الشّعراء العرب »

مواليد 1970 / مدينة البتراء
متزوج و له ثلاثة أبناء
عمل في القطاع السياحي ..
و عمل في قطاعي التعليم و التعليم العالي ، مدرسا و محاضرا ..

له خمسة إصدارات :
– عرانين
– للشّعر لسانٌ آخر
– الحافة الأخرى منّي
– أجراس الحكمة
– أما الخامس ” مُؤَلَّف أكاديمي
” شعراء الحكمة في العصر الحديث « ما لم يقله غيرهم » ” : و هو أول إصدار يتناول شعر الحكمة منذ العصر العبّاسي ، من إعداده و جمعه ، و التي تبنّت رعايته رابطة شعراء المتنبي في بغداد مع نخبة من شعراء الحكمة في الوطن العربي ..
و له بعض المخطوطات لم تر النّور بعد ..

طبعت بعض أشعاره في العديد من المؤلفات العربية المشتركة . تداولت أشعاره العديد من الدوريات و المجلات الثّقافية العربية و تناول النّقاد العرب الكثير من أشعاره ..

عضو العديد من الرّوابط الأدبية في الوطن العربى ..

تولّى رئاسة و عضوية العديد من لجان التّحكيم في المسابقات الأدبية ..

أمين أدباء الأردن لدى اتحاد لقاء الشّعراء و الأدباء و الفنّانين العرب .

رئيس مجلس أمناء الهيئة التّأسيسية للمجلس الأعلى للأدباء و الكتّاب و المفكّرين العرب .

سفير مهرجان الإسكندرية لدى الأردن و عضو الهيئة العليا .

دخل موسوعة الشّعراء الألف عبر التاريخ .. ( كتاب مطبوع )

دخل موسوعة أعلام الوطن العربي في المجال الأدبي ( كتاب مطبوع )

دخل موسوعة رواد البيان كواحد من أفضل مائة شاعر ( كتاب مطبوع )

كان لنا معه هذا الحوار القيم الثري …

** متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ، و من كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟
– الموهبة الشّعرية لا تُكتشف بل هي متلازمة وجود ، و يولد المرء بها و يُفطر بها و هي أعلى درجة من الموهبة . و لا أحد له عليَّ بذلك فضل ، ببساطة لأنّ الشّعر ليس قرار أو خيار ، فالشّاعر أسير ملكته الشّعرية .. أما الظّروف فهي من تُذكي القريحة و تستفز إلهام الشّاعر .

قليلٌ منكِ يُسكرني

أَلا يـا أَنْـتِ يـا !.. أَدبَ الصَّفَاقَهْ !
مَــذَاقُـكِ يُـفْـقِــدُ التَّالي مَذاقَـهْ !

يُـخَـيَّلُ لــي بِـأَنَّـكِ لَـستِ أُخـرَى
كَـكُـلِّ الأُخْـرَيـاتِ عَـلـيكِ فَـاقَهْ !

فَـأَنْـتِ الـمُـستَحيلُ و كُــلُّ أُنْـثَى
سِـــواكِ يَـعُـوزُهَـا فَـــنُّ الأَنَــاقَـهْ

و أَنْـــتِ مُــرادِفٌ يَـعـني خِـلافًـا
و أَنْـتِ بِـمُعجَمِ الأُنـثَى اسـتِباقَهْ

فَـسَـيِّدَةُ الـنَّـبيذِ ، و أَنْــتِ كَــأسٌ
أَرَاقَ عــلــى مَــشـارِبِـهِ دِهــاقَــهْ

تَـعَـتَّقَ مُـنْـذُ كــانَ الـخَـمْرُ خَـمراً
و مُذْ كُتِبَتْ على الرَّجُلِ الحَماقَهْ

قَـلـيلٌ مِـنْـكِ يُـسكِرُني و مَـا لِـي
عـلى الـبَاقي الـمُعَتِّقِ مِنكِ طاقَهْ

و مَـا لِـي فـي كَـمَالِكِ غَـيرُ ما قَدْ
يُـصـيبُ بِـمَـركِزِ الـنُّـطْقِ الـلَّـباقَهْ

فَـكُـلُّـكِ أَنِـــتِ لَـيـسَ كَـكُـلِّ كُــلٍّ
و لَـسْـتَ بِـمَـنْ تُـؤَطَّـرُ بِـالـرَّشاقَهْ

فَـشَـيءٌ فــي قَـوَامِكِ قَـدْ تَـعَدَّى
مَـضَـامـيناً تَـعِـزُّ عـلـى الـحَـذاقَهْ

فَـــــــــأَيُّ الــكــائِــنــاتِ و أَيُّ أَيٍّ
سِــواكَ يَـفـوقُ أَكـمَلُهُ اتِّـسَاقَهْ ؟!

فَـحَـسبي مِـنكِ أَنَّ الـوَجدَ وَجـدٌ
و حَسبي مِنكِ ما أَخْشى مَراقَهْ !

قَـلـيلٌ مِـنْـكِ يُـسكِرُني و مَـا لِـي
على البَاقي المُعَتَّقِ مِنْكِ طاقَهْ ..

** الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لانتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟
– قلنا في الإجابة على السّؤال الأول أن الموهبة الشّعرية متلازمة وجود و يُفطر المرء بها ، لكنها بمجمل الأحوال ليست ذات قيمة بدون أدواتها اللّغوية و العروضية ، فالأدوات اكتساب و المُوهبة الشّعرية خِلقة ، فلا تصلح الموهبة بدون أدواتها ، و الأداة بحد ذاتها كمُكتَسب لا تصنع موهبة لأنّ الموهبة لا تُصنع ..

** كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسر ذلك ؟
– الشّاعر مثقّف من الدّرجة الرّفيعة و بدون ذلك لا يكون شاعراً ، فقريحة الشّاعر بطبيعتها مُحرِّضة و فضولية جداً و تدفعه على الدّوام للاكتشاف . و عليه فأعتقد إن كان شاعراً مولوداً بموهبته سيحوز مخزوناً غنياً من المفردات .. و عدا ذلك فهو طارئ على الشّعر ..

** ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة ؟
– للأسف الشٌديد المشهد الثّقافي العربية بالصّورة التي نراه عليها الأن يبعث على الأسف ، فالطارئون على المشهد يفوق أهله بأضعاف الأضعاف.

** هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لاطلاق أي موهبة أدبية ، وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟
– المعلم ليس له أي دور بانطلاقة الموهبة فالمرء على الأغلب يولد بموهبته ، لكن للمعلم دور بصقل هذه الموهبة من خلال مساعدته بالتّمكن من أدواتها ، فإن لم يكن هناك معلّم بإمكان الموهوب الاجتهاد بالاستحواذ على الأدوات بجهد شخصي منه دون الاستعانة بأحد ، فتكنولوجيا المعرفة متاح للجميع الآن و بإمكان الكل استغلالها خاصة و إن أدوات المواهب الأدبية ضمن مجالات العلوم الإنسانية التي من السهولة استيعابها دون اللّجوء لأحد .

** ما رأيك بالنقد ؟
– هذا الموضوع شائك جداً و الخوض به طويل خاصة و إنّ زحام مدعيه يحول دون العثور على الصالح منهم ، لكن سأتحدث فيما يخص مدعي النّقد الشّعري :
في الوقت الحالي أظنُّ عثورك على ناقد لقصيدة من الصّعوبة بمكان ، لسبب ؛ فحتى تنقد شاعراً يجب أن تتوفر بك الثلاثة شروط الآتية :
* أن تكون شاعراً فيلسوفاً خصب القريحة .
* أن تبلغ درجة القداسة في اللّغة و العروض .
* أن تكون قريباً جداً ممن ستنقد قصيدته للدّرجة التي تعرف خلالها الكثير من طباعه ، أو على الأقل تعرف التّفاصيل الدّقيقة لمناسبة القصيدة .

** هل ترى ان الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟
– لا .. إطلاقاً فالشّعراء الحقيقيون بين أعيننا ، لكن هناك الكثير الكثير من النٌاظمين
و هذه الفئة تلك التي تملك الأداة و تفتقر إلى الموهبة ، و هؤلاء ليسوا شعراءً حتى نحسبهم على الشّعراء .. فالشّعر ليس وزناً و لغة بل روحاً و إحساساً .. فالقصيدة التي لا يشمّ المتذوق أنفاسها تُسقط من ملّة الشّعر.

** ألا تشعر بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
– نعم هناك تباين واضح و مرده حَضري بالدرجة الأولى و ليس إسقاطاً حضورياً ، فذائقة المتلقي في الحاضر ليس ذاتها الذّائقة التي كانت أيام الشعر الجاهلي أو الأموي أو العباسي أو أو .. فحتى في تلك الحُقب اختلفت البصمة الشعرية من حقبة إلى أخرى .. لكن هناك فارق بلاغي بين القصيدة الرّصينة و التي لا تموت مع الزمن و القصيدة العصرية ذات العمر القصير ، و إن اشتركا في البناء و اللّغة و الأداة و البحر.

** ما نوع الشعر المفضل لديك ، و هل الشعر هو تعبير عن الإحساس ؟
– ليس للشعر أنواع و ليس للشّاعر خيار فيما يقول .. فالقصيدة هي التي تفرض نفسها على قائلها و ليس للشعر نوع إلّا ما أرسى قواعده الفراهيدي .

وجَدتُّها

فَتَّشْتُ عَنها
في الزَّمانِ
و في المَكانِ
و في أَسَاطيرِ الوَرَى

فَتَّشْتُ عَنها
بينَ إِيثارِ الوِسَادَةِ
حينَما الأَحلام
يَنْفُرُ مِنْ
غَياهِبِهَا الكَرَى

فَتَّشْتُ عَنها
بَينَ رُوحي
و الصَّباحِ إِذا تَنَفَّسَ
مِنَ أَساريرِ العَرَا

فَتَّشْتُ عَنها
حَيثُ
لا تَلِدُ المَلائِكَةَ النِّساءُ على الثَّرَى
أو تُخلَقُ الحُورُ الحِسانُ مِنَ البَرَى

فَتَّشْتُ
إِذْ فَتَّشْتُ
بَينَ قَصائِدي
عَلَّ الجُنونَ يُوافقُ الإِدراكَ
فيما لا يُصَدَّقُ أو يُرَى ..

فَوَجَدتُّهَا
ما بينَ رُكنَيِّ الحَقيقَةِ
و الخَيالِ
و بينَ
آلافِ الحِكاياتِ الَّتي
نُسِجَتْ و أَينَعَ
في مَسَارِدِهَا
الجَمالُ و أَزهَرَا

فَوَجَدتُّهَا .. لا بَلْ
قَصَدتُّ لَمَحتُهَا
عَفواً ؛
فَأَقْصُدُ قَد لَمَحتُ أَثيْرَهَا
بَينَ الأُلوفِ
الضَّامِراتِ مِنَ النِّساءِ
عَنِ الرُّؤَى
و هيَ الوَحيدَةُ
مَنْ إِذا
نَظَرَ الكَفيفُ
إِلى
بَريقِ جَمالِهَا
مِنْ أَلفِ مِيلٍ أَبْصَرَا ..

مِنْ رُبعِ قَرنٍ
لَمْ تَزَلْ
عَينَايَ تَخْتَزِلُ المَشَاهِدَ كُلَّهَا
و كَأَنَّني
لِلوَهْلَةِ الأَولَى
أَرَاهَا
كُلَّمَا ناظَرتُهَا ..
.. مِنْ رُبعِ قَرنٍ
كُلُّ شَهْرٍ يَنْقَضِي
بِالقُربِ مِنْهَا
أستَعيدُ مِنَ الشَّبابِ
إِلى حَياتِي أَشْهُرَا ..

.. لِلّٰهِ أَنْتِ !..
فَلَستِ مِثْلَ العَابِراتِ على فُؤَادِي
يا ” هَديلُ ”
فَكُلُّهُنَّ
اِستَحطَبَتْ أَغْصانُهُنَّ
سِواكِ أَنتِ
فَكُلَّمَا
نَضِجَتْ سُنونُكِ
عَادَ غُصنُكِ أَخْضَرَا ..

** هل الشعر صناعة؟
القصيدة لا تُصنع ، على الأقل بالنّسبة لي لا أجيد صناعتها فأنا أسير قريحتي و لا طاعة لي عليها.

** ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل انت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟
– النّثر جنس أدبي كأي جنس آخر ، و جنس راقٍ من الأدب ، لكن المشكله في أهله و ليس في الجنس ذاته .. فهم يعيشون أزمة تحديد جنس خانقة أفقدتهم توازنهم و تركيزهم .. و هو جنس ليس كما يظنه البعض متاحاً لكلّ عابر فهو فن يحتاج إلى مهارة فائقة و أدوات لغوية و مخزون ثقافي عالٍ ، و المشكلة أن الكثير من مدعيه فهموه على غير هدىً و بالشّكل الذي أساء مفهومه و مضمونه .. فالقرآن الكريم و هو كلام منزّل جاء نثراً و ما كان ليعجز الخالق لو أنزله شعراً !!..
لكن بمجمل الأحوال ليس شعراً و ليس من الشعر و لا تربطه علاقة نسب أو حسب .

**كيف ترى الوطن في شعرك ؟
– آآآآه !!.. رغم الحسرة على الكرامة التي لم تعد موجودة في أيّ من أمصار وطننا الكبير ، لكن أنا القائل :
ما لي و عقلٍ ليس يُدرِكُ حيرَتي
فالقلــــبُ إنْ حــارَ الدَّليلُ إمــامُ

يا مــوطني أُفتيتُ أنَّ فرائضــي
إنْ لـم تُؤدَّ علـــــى ثراك حــــرام

**ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي ؟ وهل تعتقد بأن وسائل الإتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟
– المشكلة ليست في العوامل ، بل المشكلة في الكاتب العربي و المثقف العربي و الأسباب كثيرة جداً ، أهمها :
* رداءة محتوى المُنجز الادبي بشكل عام لاقتحام الطّارئين ساحة المشهد بزخم إصدارتهم فارغة المحتوى .
* المجتمع العربي مجتمع غير مثقف بالدرجة الأولى و الفئة المثقفة منه لا تغامر بشراء رواية أو قصة لمؤلف عربي للسّبب سّالف الذكر.
*الظروف المادية للقارئ العربي في الغالب لا تؤهله لشراء قصة أو رواية و يحصل عليها بالطرق الإلكترونية أقل تكلفة .

** كيف تجد المرأة كشاعرة ؟
– هناك شواعر تزاحم الشّعراء موهبة و مكانة لكن المشكلة أن المتلقي ما زال بحاجة إلى الكثير من الوقت لاستيعاب الأنثى الشّاعرة .. و لا يمكن أن ننكر بأنّها إنسان مفطور بموهبته و لها الحق كما الرّجل تماماً بإعلان موهبتها.

** هل توافق على مقولة إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا ؟
– لا إطلاقاً ، الدّيوان لا يصنع شاعراً و لا يجعل من صاحبه شاعراً يقبله المتلقي .. فإثبات الذّات أولاً ثم يأتي الدّيوان لاحقاً .

** ما سر نجاح الشاعر ؟
– أن يكون شاعراً.
– التّواضع.

** لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية ؟
– و إن حصل ، لا يكون إلى صديق مدعٍ !.

** لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقول ؟
– لا شيء .. بل لا شيء إطلاقاً بالنّسبة لي شخصياً ، لكن إن حلّ القدر فأنا راضٍ عمّا قدمته للمتلقي ، فقد تركت رصيداً ضخماً من المحبة و رصيداً آخر من شعر الحكمة للمتذوق العربي .

** ماهي كلمتك لجيل اليوم ؟
– أوصي الأبناء بأنّ لا يعبث بكم أحدهم ممن يدّعون صناعة الشّعراء أو الأدباء لمآرب شخصية دنيئة ، فالأدباء و الشّعراء يُخلقون و لا يُصنعون.

**كلمة تحب توجيهها إلى القراء ..
– ليس للحياة قيمة تفوق ما تبذله لأجلها !.

 

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!