يا صمت هذا المساء
يا غروبا مستعجل الخطوات
تتوارى شمسه خلف الأفق
والنهار يعلن الرحيل
متعبًا من قصص الأمس
مثقلا بأحاديث منسية
بحكاية الليالي الباردة
بأغاني عشق سخيفة
وبأشعار قصيدة يابسة
يا غروب شمس هذا المساء
يأخذني إليه حنيني
ولظى وجدي
تتوه مني الكلمات
ويتوقف النبض
في عيون منطفئة
شاهدة على ذكرى
أحلام مستحيلة
تنوء بجراح
حروفي المبعثرة
من يرتب فوضاها؟
من يقرأها؟
بلا معنى
بلا هدف
حبر قلمي جف
ومات في حلقي الكلام
موصدة كل الأشعار
والأغنيات في صدري
يا قمرًا شاردا منكسرا
يطوي المسافات
يشاكس طيفه
ويرسم وهمه
أطل عليه من شرفة اشتياقي
من لوعتي ومن ألمي
من أملي ومن وجعي
أناديه من بعيد
تسبقني إليه خطواتي
ولهفة أنفاسي
وعطر أشواقي
فكيف تستعر ناري؟
ولا يبلغ اشتعالي المنتهى!
منذ الأزل
وأنت تسابق ظلك
منذ أن ولدت
وغردت نفسك في السماء
وفيك شيء
من نبض قلبي
ومن روحي
به احتميت وارتويت
يا زائري
يا محدثي
ويا مودعي
بحر هائج
هادئ
تائه
وعيون هذا المساء
وهدأة الليل
وفي لحظة سكون
يرسمني قمرًا
في مقلتيه
ونورا يضئ سماءه
وشمسًا تدفئ روحه
يزرعني ملء الجفون
ويركب قدره
ويتوارى خلف هذا الدجى
ويغيب كما غابت
شمس هذا المساء.