آفاق حرة
وجهت دمشق الاثنين انتقادا للتحالف الدولي بقيادة واشنطن الذي أعلن عزمه على تشكيل قوة أمنية حدودية في شرق سوريا، محذرة من أن كل مواطن سيشارك فيها سيعد “خائنا”.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الخارجية قوله إن “سوريا تعتبر كل مواطن سوري يشارك في هذه الميليشيات برعاية أمريكية خائنا للشعب والوطن وستتعامل معه على هذا الأساس”.
ويعتبر الموقف السوري ردا على إعلان التحالف الدولي أنه يعمل على تشكيل قوة أمنية حدودية قوامها 30 ألف عنصر في شرق سوريا، بعد تراجع حدة المعارك ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، في تصريح استدعى تنديدا تركيا.
وقالت الخارجية السورية وفق المصدر ذاته، إن الإعلان الأمريكي تشكيل “ميليشيا مسلحة” في شمال شرق سوريا “يمثل اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضي السورية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولي”. ودعت “المجتمع الدولي إلى إدانة الخطوة الأمريكية”.
قوة عسكرية حدودية جديدة
من جهته، صرح المتحدث باسم التحالف الكولونيل ريان ديلون لفرانس برس الأحد، أنه مع تراجع حدة الهجوم على تنظيم “الدولة الإسلامية”، بدأ التحالف مع حلفائه في قوات سوريا الديمقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية، بتركيز الاهتمام على حماية الحدود.
ومن المنتظر أن تعمل هذه القوات وفق التحالف، على تأمين نقاط التفتيش وإحباط أي هجوم معاكس قد يبادر إليه تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفي رسالة عبر الإنترنت، أوضح التحالف أنه سيتم العمل على تشكيل هذه القوة تباعا خلال “السنوات القليلة المقبلة”، على أن يكون نصف عديدها من المقاتلين في قوات سوريا الديمقراطية والنصف الآخر من مقاتلين جدد سيتم تجنيدهم.
وبحسب التحالف، “ستتمركز قوة الأمن الحدودية على طول حدود المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، لتشمل أجزاء من وادي نهر الفرات والحدود الدولية في شرق وشمال المناطق المحررة” من هذه القوات.
وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا، بدعم من التحالف الذي دعمها بالغارات والسلاح والمستشارين ونشر قوات على الأرض.
وتسيطر هذه القوات على مناطق تحاذي تركيا شمالا والعراق شرقا، كما تحاذي مناطق سيطرة القوات الحكومية السورية غربا. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد اتهم المقاتلين الأكراد بـ”الخيانة” جراء تعاونهم مع واشنطن.
أردوغان: يجب وأد هذه القوة الحدودية
من جهته، هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين بـ”وأد” القوة الحدودية التي تريد واشنطن تشكيلها في سوريا وتضم خصوصا مقاتلين أكراد تعتبرهم أنقرة “إرهابيين”.
وصرح أردوغان في خطاب بأنقرة أن “أمريكا اعترفت بأنها تشكل جيشا إرهابيا على حدودنا. ودورنا نحن أن نقوم بوأد هذا الجيش الإرهابي في المهد” مضيفا أن عملية يمكن أن “تطلق في أي وقت”.
وأكد الرئيس التركي أن القوات المسلحة التركية “جاهزة” لشن عملية “في أي وقت” ضد معاقل وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين ومنبج، في شمال سوريا.
وتابع أردوغان أن “الاستعدادات استكملت، وأن العملية يمكن أن تنطلق في أي وقت”، مضيفا أن “العمليات (ستستمر) حتى القضاء على آخر إرهابي”.
عمليات عسكرية لطرد تنظيم “الدولة الإسلامية”
يذكر أن تركيا شنت بين آب/أغسطس 2016 وآذار/مارس 2017 عملية عسكرية برية أطلقت عليه اسم “درع الفرات” في شمال سوريا، لإبعاد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” نحو الجنوب، ومنع المقاتلين الأكراد من تحقيق تواصل جغرافي بين الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال سوريا.
كما نشرت تركيا في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الماضي قوات مكلفة مهمة مراقبة في محافظة حلب المجاورة لعفرين في إطار إقامة مناطق “خفض توتر” في سوريا تقررت خلال محادثات أستانة التي تجري بإشراف تركيا وإيران وروسيا.
وتمكنت قوات سوريا الديموقراطية من طرد تنظيم “الدولة الإسلامية” من مناطق واسعة في شمال شرق سوريا، بدعم من غارات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي أمدها أيضا بالعتاد والسلاح.
وأدى اختلاف وجهات النظر إزاء المقاتلين الأكراد إلى تصعيد التوتر بين واشنطن وانقرة المنضويتين في حلف شمال الأطلسي.
وتصنف أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية كـ”منظمة إرهابية” وتعتبره امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.
( فرانس24/ أ ف ب )