الصُعلوك الشاعر/ بقلم:يونس علي الحمداني(الأردن)

الصُعلوك الشاعر
ترَجّل عن حِصانِ الكبرياء
لتكتب قصيدة مُبهرة
مِن عُمق تجربةِ صُعلوك؟
(هذا ما قاله ليّ دعي الشعر!)
كي يفورَ طبعُ الصُعلوك في
مَعِدتي
ويسف مثل النملِ في رِجلي
يتَشقّق على أسمالِ كتفي
وليشتعل في قلبي ويافوخي
وليَبرُق تائها في عَيني..
وقد افرحُ بسَلوى زائلة
ونَشوَى تطيرُ برأسي وترقص
في قلبي قَبل رِمشي
وتصهل في رئتي..
ولأغني كثيراً لليلِ وللسحَرِ
ولأصيل لا انتظرُ مِنه عِبرة
أقلبُ فيه أجفاني
ويتَساءل كُلُ رمشٍ
بالبَصَر..
(ذا ما ظل يصوره الغبي)
…………………….
ولقد ولدتُ أميرا أموِيّا فرحا
ثم صرتُ زاهداً – رغما عني- في زمنٍ
مُنكسِر أنشرُ أبيات الشِعرِ مجذوبا
مُحلقا بهيام أول العمر..
فكيف تمسكني لهفةُ صُعلوكٍ
وأشمُ في منخريهِ رَغبته للسكر
وأسيرُ عَبر المفارقِ في نزعتهِ
الملهوفة وخيالِ رِجليه الحُر
في توَحّد رؤاهُ وهو يسايرُ
خيالاً متطايراً ثَر
وفي احتيالِ نبرتهِ وهو لا يَشكُم
صَهِيله في صوتِ مُهر
في سيلانِ لُعابهِ للقمةٍ تنالها
حُظُوظهُ وحِظوَته
في ارتياحِ رأسهِ فوق ساعده
تحت ظلٍ يكتسبُ فيه غفوته..
هذا وللأسف ما ينقصني
وذا ما ينقص ما تربيتُ عليه..
………………………
أنا أحبُ الشُعراء الصعاليك
أحبُ فيهم طبيعتهم المنغرسة
في أمانيهم
الصافيةُ في تفانيهم
المُلبية لطموحاتِ أغانيهم
العابرةُ لحدودِ معانيهم
السائرةُ الى ما وراء أراضيهم
لكني.. احبهم من بعيد
يجذبني سحرهم
ولا أستطيع أن أكون منهم
وفيهم .

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!