لم أتصور أنني لحد الآن
لا أجيد ترقيم محاسنها حين يطلب مني أحصائها بدقة
أنها جدتي
(أم ناصر)
التي كانت تطرز ليالينا بالأحجيات المدهونة
بزيوت
الدهشة
ماتت منذ أعوام ليست
بالبعيدة ، ولم تخلف ورائها
غير علبة تبغ معدنية
وقداحة تعمل على زيت
الديزل ، ومجموعة لابأس بها
من الأزارات الصوفية ، التي وهبها أولادها لأحد المتاجر التي تهتم ببيع وشراء الأشياء القديمة ، قبل أن يخبرهم أحد أصدقائهم
بأنها تعتبر جزء من التراث
الذي تهتم به الكثير من
المنظمات
العالمية ، كما
كانت لحد أيامها
الأخيرة سليمة النطق
خصوصا عندما ترتدي طقم
أسنانها المرصع ببعض
ترسبات
النيكوتين
المائلة للدكنة ، كما لم تتعثر كهولتها بأحد الحروف التي كانت تقف لها بالمرصاد كلما مضغت
لنا أحجية عن بنات السلطان ومحمد حرامي
