لم أتصور/ بقلم:كامل الغزي(العراق )

لم أتصور أنني لحد الآن
لا أجيد ترقيم محاسنها حين يطلب مني أحصائها بدقة
أنها جدتي
(أم ناصر)
التي كانت تطرز ليالينا بالأحجيات المدهونة
بزيوت
الدهشة
ماتت منذ أعوام ليست
بالبعيدة ، ولم تخلف ورائها
غير علبة تبغ معدنية
وقداحة تعمل على زيت
الديزل ، ومجموعة لابأس بها
من الأزارات الصوفية ، التي وهبها أولادها لأحد المتاجر التي تهتم ببيع وشراء الأشياء القديمة ، قبل أن يخبرهم أحد أصدقائهم
بأنها تعتبر جزء من التراث
الذي تهتم به الكثير من
المنظمات
العالمية ، كما
كانت لحد أيامها
الأخيرة سليمة النطق
خصوصا عندما ترتدي طقم
أسنانها المرصع ببعض
ترسبات
النيكوتين
المائلة للدكنة ، كما لم تتعثر كهولتها بأحد الحروف التي كانت تقف لها بالمرصاد كلما مضغت
لنا أحجية عن بنات السلطان ومحمد حرامي

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!