متورطةٌ بكَ
الطريقُ بئرٌ لا عين لها ولا ذاكرة
طالما قلتُ : لا
وأقصدُ نعم
فارمِ دلوكَ أيّها العطشُ
اللغةُ حبلُ قلقٍ
والمعنى جسرٌ بلا أكتاف .
أنا مثلُكِ يا غابةَ الكلامِ
كلّما اشتجرتْ في رأسيَ البروقُ
ألوذُ بالحبرِ حتى سواحلِ الجنونِ
أجرُّ العاصفةَ من شَعرِها
ثم أدورُ حولي وأرددُ :
هذا دمي بريئةٌ أنا منه
وبريء هو مني ..
فلا تنصبي أقفاصك أيّتها السماءُ
كلّما أفردتُ جناحاً للنجوم .
وأنتَ في مفترق الأنهارِ هناك
تراودُ قصيدةً تلبطُ تحت عباءة الليلِ
بموجٍ من الانتظار
ها أنا وحدي
كغصنٍ يابسٍ في موقدٍ مسجورٍ
علمني شواظهُ
أن الرقصَ معك تحليقٌ بلا أجنحة .
وأن ما يجمعهُ الليلُ
يبعثرهُ النهار فأركضُ ..
أركضُ والبلادُ ورائيَ تركضُ
الأشباحُ والموتى يركضون
القنّاصون والطرائدُ
والبحرُ الذي تيبسَ لونهُ في لحظة المغيبِ
نركضُ حتى ثمالة اللهاث
ثم ننامُ كلنا على سريرٍ واحدٍ
وبين النومِ والموتِ
قبضةُ ضباب .
أنا المأخوذةُ بالحرائقِ
كلّما أشرتُ إلى البحرِ
ضمخني الرملُ بأنفاسهِ الصادية
يقولون : ليس للماءِ رائحةٌ ولا طعم
فلِمَ كلّما تبعني نهرٌ
أستدلُ عليكَ ؟
يحدث أن تحرسَ القصيدةُ ظهرَها
من ذئابِ اللغةِ ،
حين يكونُ الخيالُ رصاصاً
وحروفي بندقية على أهبةِ الجنون
ويحدث أيضاً ..
أن أصادفني دوني فاصاب بلعنةِ الشيزوفرينيا
يحدث أن أصادفني متورطة بي
فأصاب بفوبيا الأمكنة
ويحدث أن أصادفني متورطةٌ بكَ
حينها ..
أعلمُ أني ما زلتُ على قيدِ الشعرِ !