آفاق حرة
قراءة في رواية “عو”
للكاتب إبراهيم نصر الله…
– أحمد العربي
هي الطبعة الثالثة لرواية كتبت في تسعين القرن الماضي طارحة مشكلة الحاكم والمثق.
الجنرال الذي يسيطر عليه هاجس الأمن والسيطرة على المجتمع بكل مكوناته. والصحفي القاص الذي يتعامل مع الواقع بعين الناقد.و الكاشف للعيوب. والباحث عن الحلول.صانع النموذج.
هنا تكمن عقدة الرواية ، الجنرال الذي يريد تدجين القاص، ليجعله صحفيا، كاتب سلطاني مجّد السلطة ويأكل من كعكتها. ويتحول بشكل رمزي إلى كلب عند الجنرال. لأن الجنرال لا ينسى كلبه ؟!!. التدجين مرّ بمرحلتين. الأولى الترغيب عبر الأعطيات من بيت وسيارة
وأما الثانية، هي الترهيب عبر استدعائه للأمن وارعابه وتهديده بلقمة عيشه وولده وبكل شروط وجوده
وامانه .
انهزم القاص أخيرا. وأصبح صحفيا يحمد الجنرال ويمجده ، لقد أصبح كلبا من كلابه؟.
وفي مسار آخر هناك الفدائي الذي تربى على قصص الكاتب، التي كانت الدافع لانتمائه الفدائي والحامية له وجدانيا وعقليا. والداعمه نفسيا لصموده حين وقع كمعتقل بيد الجنرال. وحين أراد أن يسقطه من خلال إسقاط نموذجه، مظهرا القاص ككلب للسلطة. لكنه لم
ينجح. لأن سقوط القاص الواقعي لا يعني سقوط النموذج؛ المثقف رائد الوعي وصانع
الموقف
تنتهي الرواية عندما أصبح القاص كصحفي يشبه الكلب التابع العبد. الجنرال يتمتع بمجدهو جبروته، لكنه يشبه كلبا -هو ايضا- تابع في لعبة الكبار. حيث يظهر ذلك بالعلاقة مع اسرائيل
وامريكا. وهنا العبرة. ومن هنا اسم الروايه المميز :عو كما نتعرّف على الفدائي المتحرك نحو هدفه وبوحي من نموذجه، والصراع مستمر حتى ينتصر
الشعب على المستبد والمستعمر ايضا
أخيرا هذا هو الربيع العربي يحارب نموذج المستبد وحلفائه جميعا. لينتصر لإنسانيةالإنسان في كل بلاد العرب وحريته وكرامته والعدالة الاجتماعية و
الديمقراطية
..ا