لصحيفة آفاق حرة
ــــــــــــــــــــــــــــــ
إضاءة على المجموعة القصصية
بتوقيت بصرى للأديب محمد فتحي المقداد
بقلم د ميسون حنا
بتوقيت بصرى مهد الحضارة وموطن الغساسنة أتانا هذا الكاتب الغساني ليلهج بما في قلبه من أنات جراء الويلات التي مرت على بصراه ، والغريب أن المجموعة القصصية التي لا تحمل أية أقصوصة منها عنوانا، فقد نسجها الغساني من واقع المعاناة والألم، وهو بذلك يلفت انتباهنا إلى بصرى بالذات ولكنه من حيث لا يحتسب قد جرنا للإلتفات حول بصرى أو خارج حدودها لنرى الواقع الأليم الذي يعانيه أبناء شعبنا في الوطن العربي كافة، بل هي معاناة الشعوب المضطهدة والمتألمة أينما وُجدت في هذا العالم، وفي عالمنا العربي خاصة حيث نعاني من ظلم الأعداء والاعتداء الغاشم علينا والذي يُقابل بالصمت وقد ورد هذا في نصين مختلفين حيث وردت عبارة: (سنحتفظ بحق الرد) صفحة ٤١ وفي صفحة ٦٣ في نص آخر، والذي يبدي رغبته في التعبير عن استيائه لهذا الظلم والصمت إزاءه يختفي ، والاختفاء مفهوم ضمنا.
وفي صفحة ٦٠ ورد: (في عام ١٩٦٣ حدث أن تفشى الطاعون في الشام، فزع الناس وخافوا فدخلوا كهفا عظيما واسعا وناموا) استفاقوا بعد أكثر من خمسة عقود وأرسلوا رائدهم لاستطلاع الأخبار فوجد الحياة انقلبت إلى جحيم من ظلم الظالمين والجوع وسوء التغذية، والسجون الغاصة بالمساجين ، والهجرة إلى بلاد الله الواسعة هي الموضة السائدة.
وهنا يبكي الغساني على الواقع المتدهور ويبكي على الأمة العربية، يبكي أهلنا في فلسطين حيث أن خمسة عقود هي تقريبا نفس الفترة التي مرت على نكسة ١٩٦٧ وما زال شعبنا الفلسطيني يعاني، فنحن نخرج من نكسة مهزومين إلى واقع مرير منكوس يقودنا إلى نكسات جديدة.
الكتاب كُتب بلغة رشيقة وعبر عن رفضه للواقع واحتجاجه على ولاة الأمر المستبدين الذين يقودون الأمة للهاوية، وتجدر الإشارة إلى صورة العقيد أبو شهاب الذي رسمته حلقات مسلسل باب الحارة ووصفته بالشهامة والرجولة إلا أن صورة العقيد في واقعنا الحالي ظالم مستبد متسلط على قومه وخانع أمام مضطهديه فهو من سلم البستان للعدو الصهيوني صفحة ٧٦
هذا الواقع المرفوض من قبل الكاتب ومرفوض كذلك من كل فرد
ينبض قلبه بحب بلاده، والرفض وإن كان معنويا إلا أنه سيقودنا إلى بر الأمان يوما ما، قد يكون هذا حلم وللأحلام سطوتها فهي تقودنا للأمل ولولا فسحة الأمل لمات العالم.
٢٦/١١/٢٠٢٠