لصحيفة آفاق حرة:
_______________
بقلم- أماني المبارك
تقع الرّواية في ١٧٩ صفحة تحت عنوان أوزور(ملحمة القرابين) وأوزور هو اسم خرافة عبرانية تعود لحقبة عام ١٨٠٠ م والذي يطلق على من يلازم الأطفال حتى الكبر، وذلك باستخدام السّحر لتحضيره، فأوزور هو الجنيّ المخيف.
صورة الغلاف ذات اللّونين الأسود والأبيض ما هي إلاّ دلالة على الغموض والسوداويّة، دلالة على العالم الكئيب، والسيطرة على مداركه، أمّا النّظرة الحادّة للعينين الزرقاويين ما هي إلاّ دلالة على عمق وكبر التّحدي والقوة والطّغيان، والإصرار على الانتقام.
أمّا التّسلسل الزمني والمكاني الذي اعتمدت عليهما الرّواية كان ما بين ١٩٨٠_ ٢٠١٩ ما بين الأردن ولندن، فالأحداث الخاصة في لندن تركّزت في القصر الكبير الذي تعيشه ستيفاني، المكتبة، الكنيسة، والمقبرة رقم 57.
أما الأحداث الخاصة في الأردن تركزت في غرفة المصح، مكتب الدكتور حسام صافي، في الشقة رقم 57، والمقبرة التي قدم فيها ألف قربانا رجل وامرأة.
تأخذ هذه الرّواية( أوزور) منحنى مغايرا للمألوف، وتنطلق من مساحتها الخاصّة بعيدا عن روايات العوالم الخفيّة وحكايات التواصل بين العالمين ..
تتركّز الرّواية في استحضار خرافة قديمة وبناءها بشكل حواري قصصي يجعلك رهن الخوف، والدّهشة، الأمل، والانتظار بين كل عقدة بالرواية وانفراجها .
بحيث يربطكَ الكاتب بالشّخوص بشكل باطني دقيق، فتجدهم أمامك بسماتهم، وأسمائهم
بالأمكنة، والأزمنة ذاتها ..
وقد تكون من الرّوايات التي تدرك سيادة الإنسان ووظيفته في خضمّ هذا التداخل بين العالمين …
فالخطّ المستقيم زمنيّا، المتعرّج بجنون أحداثه مغزول بأسلوب التّشويق والإثارة، فانتازيا بكلّ معنى الكلمة، فالقارئ في حالة تعطّش دائم لما سيحدث فيما بعد.
سير أحداث الرّواية استمرّ من خلال الحوار ما بين أوزور وجواد، الذي كان قد أثبتَ بأنّ العقل أقوى من كلّ تلك القوى وملوك الجنّ وسيطرتهم ومخطوطاتهم، إلاّ أنّه فيما بعد اجتهد على متابعة المسير في صراع البقاء، والانتقام، وعمل المخطوطة الثانية بعد حصوله على الصندوق الأسود وما يحتويه من أوراق للمخطوطة الأولى لستيفاني ريدل التي عانت من الفقد والخوف من الموت بداية من مربيتها ماري وانتهاءً بنفسها، فالمخطوطة التي سارت بها لتصافح الشيطان جعلتها تقدم له إثنا عشر قربانا مستخدمة خنجرا حجريا (خنجر الإلف) بالتزامن مع الأبراج، فبدأت بالليلة الأولى بقتل الطفل الرّضيع، ثم قتل قتل رجل الحانة الذي جعلها تقترف خطيئة الفجور، قتل القسيس في الكنيسة، قتل زوجها نبيل، قتلت العذراء التي تحمل اسدا في أحشائها، ثم حارس المقبرة الهرم، قتل الطفلة الباكية عند قبر والدتها، قتل أمين المكتبة، العجوز الكهل الذي استعاد أنفاسه بعد موته، وقتل نفسها في النهاية.
وبعد أن تمّ إحراق المقبرة وأصبحت رمادا، جاء دور جواد في إكمال المسير وجعل الجني أوزور يسجد له ويكون سيده، وذلك من خلال ملحمة القرابين والتي قدّم فيها ألف رجل وامرأة قربانا للشيطان، ملحمة امتزج فيها الدم والتراب والرماد، الانتقام من الذكريات، والهروب من الموت الذي كان مصدر خوفه.
جواد الأمير الهجّين الذي استطاع أن يخضع أوزور لسلطته، بعد أن فشلت ستيفاني من البقاء بالرغم من تقديمها القرابين، وكفرها بالحقّ، ووقوفها آثمة أمام الشيطان القبيح، فقد خسرت طريق الأبدية.
ماذا بعد أن اعتلى جواد عرش الخلود؟
ماذا سيحدث بعد تلذذه بالانتقام؟
هل سيقوم بتطبيق المخطوطة الثالثة التي وجدها ماهر في قبر ستيفاني ريدل في الصندوق من خلال التنقيب عن الآثار؟
الخاتم الأزرق وملك السوارين هما المفتاحان لمعرفة اللّغز فيما بعد؟
فأين ستكون ساحة الانتقام هذه المرّة؟
فلننتظر الجزء الثالث…
انتبهوا جيدا حولكم ربما أوزور حاضر بيننا اليوم.
….
إربد /الأردنّ