بقلم سيدمحمدالياسري
لعل الشاعر احمد بخيت قد تعرض لكثير من هزات نقدية تتهمه بالسرقة ، بالوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ، التي تحاول ايضاح ارضية القصيدة او القصائد التي يكتبها ، وجذورها اللغوية بل بعضهم اتهمه بسرقة قصيدة او ابيات وليس فكرة او مفردات ، قد يتشابه بعض الشعراء بالمفردات والافكار والاقتراب من صياغة على الرغم من عدم معرفة بعضهم البعض ، او قراءة احدهما للاخر … ربما الوعي الباطني اقترب من نفس المسافة ، او التقى بنفس المفردة او اتحد بالفكرة عن موضوع ما ، وربما اتحد الخزين الفكري او اللغوي من خلال توحيد القراءات للمفردات نفسها ، ليس بصدد احمد بخيت فقط وانما نرى حتى الادب الجاهلي في ذلك ، وربما جعل الدارسين سابقا ان يصدروا حكما بالانتحال او السرقة مع براءة الشاعر وقد يكون مظلوما وظلت الدراسات تتناقل عنه انه سارق او منتحل، هذا لايعني اني انفي ان هناك سرقات ، لكن يمكن القول ان السارق هاو للشعر وليس شاعر ، وهذا ما يجعله في نهاية المطاف ينكشف بسرعة اما الشاعر موهبة صقلت بعلوم لذا تكون الاستمرارية والابداع ولعل الشاعر يستنكف ان يأخذ من غيره والشاعر يبحث عن شيء غير موجود كي يثبت اصوله الشعرية
قد نجد في قصيدة الحسين ع تشابه مع مفردات وافكار وابيات لكن هل هو سرقة ام ادراك باطني للشاعر تمثل بصياغة رائعة تمثلت بقصيدة مكتملة ؟
ولعل أول المضامين الانطباع الشعبي المتوارث عند العراقيين والاخص جنوبه كلمة : بيتك اخضر ، واسمك اخضر ، والمقصود بقاء الامتداد الطبيعي للرجل من خلال ولده وبقاء كرمه ممتد فلا يقال اسمك اخضر الى اللئيم ، بل يختص الى صاحب الطبائع الكريمة والاصيلة ، فهل استلهم من العراق هذا ام ان الكلمة دارجة كذلك في مصر؟ لعل ابرز ما افتتح به وجاء مطابقا لما تلى (اسماؤنا صحراء ) بان يضع الحديث التلقائي الانتمائي ليبدأ من اعمق نقطة للتاريخ الى حضارنا ان التغطيات الكبيرة والهمم القائمة على كتم قصة واسم الحسين ع دارج من لحظة الطف الى واقعنا الحالي ، فكان الجمع البشري مقابل اسم مفرد وكل الجمع عبارة عن مفازة مقحلة وصحراء رملية مجحفة مقابل اخضرار اسم واحد يضوع منه ازكى الرياحين ، ولعل ارتباط الباطني للشاعر يتحسس بذلك من دون التعمق بالمعنى وكأنها جاءت تلقاء نفسها لانها مرسومة على مخيلته وانطباعه ، لذا جاءت المفردة ( أرني ) وهي من فعل أرى وليس من فعل رأي لان امر رأى يأتي على ( رِ ــ ره) وبهذا حدد الشاعر ان مقياس الرؤية بصرية للجروح التي بقت دامية وستبقى وكأنه ينظر للارث في قول الصادق ع ((( ان في قتل الحسين ع حرارة عند المؤمن لاتنطفأ))) وقد طابق بذلك وعيه الباطني من دون ان يحسب حسابات بلاغية بتكوين الفعل ، من حيث مصاديق القرآن الكريم جاء به مرتين فقط لقصد الرؤية العينية لثبات الايمان القلبي ، فقد جاءت بسورة البقرة اية ١٦٠ عندما طلب ابراهيم عليه السلام رؤية احياء الموتى وكذلك عند سورة الاعراف اية عندما طلب عزير وقد تمت الاولى بالطيور والثاني بحمار عزير بعد مائة عام ، هذا الارتباط اختزل بين الصحراء لاشيء وبين رؤية عينية من قبل الشاعر ان كل جرح بيدر وما اكثر جروح الحسين ع حتى قال الصادق ع ردا لمستنكر ان جروح الحسين فاقت الالف بان الجسم لايستوعب ذلك فقال ع: الضربة فوق الضربة … وبذلك اراد الشاعر ان يدرك القاريء مدى الادراك الباطني وحدة الرؤية للقضية الحسينية..
كل الابيات ادراكات باطنية جاءت من خزين عن معلومات متراكمة حسية بوعي التاريخ المرتب ، حنطة الفقراء ، فقط الفقراء على الرغم من الاغنياء على محك مع الحسين ع الا ان الفقراء هم الذين يتبركون به ويمتدون منه ويمتدون اليه التزاما وحبا وواجبا وهو على الرغم من انه قتل لكن لازال مع الفقراء ، الاخضر – البيدر – الحنطة – النبع ؛ تكامل للحياة من دون انقطاع وانفلات من جزء هكذا هو الحسين ع ارض انتجت وسماء سقت وانسان ضحى ، في المقابل السكوت عن الحق من قبل الناس هو الذئب الاحمر الذي ادى الى تصحر الاسماء وقساوة الاحفاد بالقتل على الهوية والانتماء بان ذاك الخط ولد عندنا هؤلاء وولد حكام طغاة وولد ابناء لايعرفون غير الصمت!
لقد تحسس بوعيه الباطني وادراكه التام ان الذبيح اسماعيل ، فاحمد بخيت ليس على علم بالروايات الشيعية التي تؤيد ذلك ان الذبيح هو الحسين ع في قصة ابراهيم ويظهر ان الفعل أرني متعلق بابراهيم وليس بقصة عزير وهذا التعلق الزمني خلده بالامتداد الطبيعي ان مريم تنتحب لما سبق وكأنه يسوق احداث مسبقة، وان الانبياء على علم بذلك لذا صرح باروع شطر وكلمة تفصيلية عن الحسين:
جسد من ذكر الحسين اديمه
درع على الدين القويم ومغفر
والسؤال هنا من هو الاديم الذي تكوّن من ذكر الحسين ؟ الدين ام المجتمع الاسلامي ؟ ام المؤمنون الذين يمتدالدين واصبح الحسين درع لطريقة المستقيم
لقد وضع الشاعر تساؤلات عدة ؟ من ضمنها تأريخية او مستقبلية تمتد مع طريق الحسين الابدي … وادرك ان هذه التساؤلات مخزونه عند محبين الحسين ع ، فنجد ان مفرداته كلها مطروقة بسندان المجتمع ، مثلا؛ تتقهر الدنيا ولاتتقهر ، وابن المصطفى ، اباالشهداء ، دمع فاطمة ، الروح والملائك تحضر يظمأ النهر ولاتظمأُ ، هو الفتى النبوي … الخ من الكلمات التي تمركزت في باطن الانسان المحب ، وخاصة الشيعي الذي على مدار السنة مع الحسين غير ايام شهر محرم ورمضان التي تقيم به الجلسات وتختم بالواقعة وتكثر في شهر محرم القصائد يحضرها الاطفال والكبار وتتساوى الناس في المجالس لاغني ولافقير فتمتلأ اوعيتهم الباطنية مفردات مرت وتخزن وعندما تعاد كأنها مرت عليهم ، لكن الشاعر احمد بخيت وعى ذلك جيدا في قصيدة الحسين ع وصاغ ما خزن من بواطن الناس صياغة رائعة جذبتهم انها مفهومة من ناحية المعنى لانهم هضموها من قبل وظل المعنى عالقا سلسا ، فاقتربت القصيدة وتذوقها الشعب المحب للحسين ع بعد ان وجد الصياغة جديدة فكانت المفردات جديدة عليهم معروفة المعنى ، ومع عمق الذاكرة التاريخية ادلى بكلماته وحججه وبيانه للقضية الحسينية وصورها تصويرا حيا مد باخيلة الناس للقرآن والحديث والتاريخ ، في نفس الوقت نجده كان عميقا لغويا حين بدا بطرح المسألة الحسينية طرحا ايدلوجيا ومعنويا ، فالدين جاء من اديم الحسين ع فصار درعا للضعفاء والمحبين ، فسأل القوم الم تشموا عطر المصطفى ، واجابهم ببصيرة كاملة كذبوا، وبين نكران القوم رائحة نبيه جاء فقال :
ومحمدٌ يُرخِي عليهِ رداءَهُ
ويقول: يا وَلَدَاه فُزتَ وأُخْسِروا
واستخدم هنا الفعل يُرخي ، ولم يستعمل الفعل اسدل، لان يرخي تحمل سمات الهدوء والبطيء والرقة كليل عندما يرخي بظلاله على الارض ، وكالمرأة عندما ترخي بشعرها خلفها بعد تسريحة وتجميلة ، اما اسدل ففيها السرعة وبعض القسوة ، واراد الشاعر ان يوضح ان تغطية الرداء بهدوء للاهتمام اذ كما لو عندك طفل وتغطيه بعدوء محبة وعطف عليه ، هكذا المصطفى محمد ص يغطي ولده ويشير بالغطاء له ولاصحابه ولكل الازمنة التي تتبع القضية الحسينية وتنصهر بها ، ودليل ان غطاءه للعطف ولامتداد المستقبل وليس هي انية مايشير به الشاعر ان الحسين ع لايحتاج غطاء لان النور لا يلبس الملابس وان احتاج فان جسده يستره النور :
يا عاريَ الأنوارِ مسلوبَ الرِّدا
بالنورِ لا بالثَوبِ طُهْرُكَ يُسْتَرُ
ما اروع هذا البيت والذي بعده وان كانت القصيدة مشبعة بالروعة وموجعة بالوصف ومتكاملة بالفخر فان النور هو الغطاء والشمس لاتقبر في البيت الذي يتلوه وان قبر الجسد اخضر عوده فاصبحت كربلاء تتزاحم الملايين عليها من البشرية واصبحت بقعة عامرة بالانسانية والعطاء وان ايامه ايام رحمة وتعاون وعبادة واذكار وانه صار كعبة تطوف عليه ملايين الناس على الرغم من وجود اليات النقل المريح فهو اخضر بكل المدن وهم تصحروا لاوجود لهم غير مزبلة التاريخ ولايتبع مسار قتلة الحسين ع الا المجرمين ، اما من الصالحون فحجوا وطافوا وهاجروا الى الحسين ع :
طُلاّبُ موتك يا اَبْنَ بِنْتِ محمدٍ
خَرَجوا من الصحراءِ ثم تصحّروا
هكذا هم صحراء الى يومنا هذا وان ركضوا بالخيول وقتلوا الناس واتبعوا حكامهم الطغاة حاكما بعد حاكم، وان اتبعت الازمنة بهم ظل الحسين ع بوقفته التي لو حشروا الدنيا باكملها تتقهر الدنيا ولاتتقهر ولم يقل ترجع او تتغير، فالتقهقر الرجوع الى الوراء خطوات ووجه الانسان الى الامام حتى هذه الحركة البسيطة التي يستخدمها المقاتل بالمعركة لايمكن ان تنطبق على الحسين ع لانه ثابت على ابيه علي بن ابي طالب ع وعلى جده محمد ص ، وعلى تكرار يأتي زمان وقد اتى بعضها ولازال الاخر فاصعب مافيها ان المودة كفر بهذا الزمان ويقصد به مودة اهل البيت ع حتى يأتي زمان ان يكون السقوط وجاهة اي ان الناس تحترم الانسان الفاسد الديوث وهذا هو زمان الحسين ع ولا زال يزدادذلك الزمان، الا ان الذي ذبح بالصحراء هو السلام الذي سيعم العالم، حقائق صورها ورسمها احمد بخيت حتى تحسس بها واقعا وربط نهاية القصيدة بالفعل ( ارني) فاتضح ان بصر الحسين ع واثبت بقصيدته ذلك حين صور الخيال واخرجه للواقع حين لامست يد الحوراء زينب ع جبهته ، حين شعر بها وابصر الحادثة والمعركة بام عينه اعلن الولاء التام لاهل البيت ع وللحسين ع :
يدُ أُخْتِكَ الحَوراءِِ مسَّت جبهتي
فدماي تكبيرٌ وصوتي “المنبرُ”
فصار دمه عبارة عن تكبير لله ونداء للفداء وصراخ للاعانة وهو يسمع الحسين ع يقول الا من ناصرا ينصرني ، والحسين ع يعلم انه لانصر من هؤلاء القوم بل للاجيال فاعلن الولاء منبرا له احمد بخيت وختم الولاء مع نجباء ابناء بلده:
هذا ولائي يا ابن بنت محمد
أنت الشهادة والشهيد الأكبرُ
وقد عرف انه طرق محمد ص هو طريق الحسين ع لاغير ، لذا قرر احمد بخيت مايالي في اخر بيت :
كفي على جمرِ المودةِ قابضٌ
ودمي بحبِكُمُ الطَّهورِ مطهَّرُ
بايعت عن نجباءِ مصرَ جميعِهم
وأنا ابنُ وادي النيل واسْمي الأزهر
كباقي الصحابة واهل بيت الرسول ص هم الجمرة التي اشار اليها الرسول ص ان الزمان بعده المؤمن يقبض على دينه كالقابض على جمرة فالدين اهل البيت ع تركت فيكم الثقلين لاتظلوا بعدي بهما ابدا القرآن وعترتي ، فقرر مبايعة الحسين ع هو ونجباء مصر وعرف نفسه بوادي النيل الاخضر وماءه العذب وبمدرسته العظيمة التي سميت على اسم ام الحسين ع فاطمة ع الا وهو الازهر .
القصيدة ( الحسين عليه السلام)
أَسْمَاُؤنَا الّصحراءُ واسْمُكَ أخْضَرُ
أرني جِراحَك كلّ جرحٍ بَيْدرُ
يا حِنطةَ الفقراءِ يا نبع الرضا
يا صوتَنا والصمتُ ذئبٌ أحمرُ
يا ذبحَ هاجر يا انتحابةَ مريمٍ
يا دمعَ فاطمةَ الذي يَتحَدّرُ
إيٍهٍ أبا الشهداءِ وابنَ شهيدِهم
وأخا الشهيدِ كأن يومَك أعْصُرُ
جسدٌ من الذِّكْرِ الحكيمِ أديمُهُ
درعٌ على الدينِ القويمِ ومِغْفَرُ
عارٍ وتكسوه الدماءُ مهابةً
لا غمدَ يحوي السيفَ ساعةَ يُشْهَرُ
الأنبياءُ المرسلونَ إزاءَهُ
“والروحُ والملأُ الملائِكُ ” حُضَّرُ
ومحمدٌ يُرخِي عليهِ رداءَهُ
ويقول: يا وَلَدَاه فُزتَ وأُخْسِروا
يا أظمأ الأنهارِ قَبلكَ لمْ تكُنْ
تَروي ظَما الدنيا وتظمأُ أنْهُرُ
لولا قضاءُ الله أن تظما له
لسعى إليك من الجنانِ الكوثرُ
يا عاريَ الأنوارِ مسلوبَ الرِّدا
بالنورِ لا بالثَوبِ طُهْرُكَ يُسْتَرُ
يا داميَ الأوصالِ لا قَبْرٌ لهُ
أفْدِيكَ إِنِّ الشَّمْسَ ليستْ تُقْبَرُ
طُلاّبُ موتك يا اَبْنَ بِنْتِ محمدٍ
خَرَجوا من الصحراءِ ثم تصحّروا
وكأن خيل الله لم تركض بهم
والسامرين بمكة لم يسمروا
وكأن برقًا ما أضاءظلامهم
فمشَوا تجاه النور ثم استدبروا
وكأنما ارتدوا على أعقابهم
فأبوك أنت وهم جميعا خيبرُ
أوَلم يشمُّوا فيك عطرالمصطفى
كذبوا فعطر المصطفى لا يُنكَرُ
كلُّ القصائدِ فيك أمٌّ ثاكلٌ
في حِجْرِها طفلُ النبوةِ يُنحرُ
عريانةٌ حتى الفؤادِ قصيدتي
والشِّعْرُ بَيْنَ يَدَيّ أَشْعَثُ أَغْبَرُ
قلْ ليْ بمن ذا يَعدِلونك والذي
فطرَ الخلائقَ شسعُ نعلِك أطهرُ
شتانَ ما بين الثريا والثرى
بُعْدًا ويختصرُ المسافةَ خنجرُ
لولا قضاء الله لارتد الردى
عن حُر وجهِك باكيًا يستغفرُ
وَلَرَدَّذؤبانَ الفلاةِ ليوثُها
واحتز حمزةُ في الرؤوسِ وجعفرُ
ولذاد عنك أخوك أشجع من مشي
-إلا أبوك وجدُك المدثرُ-
ولكان أول من يرد رؤوسَهُم
للشام يعسوبُ الحقائقِ حيدرُ
والله لو لمحوا اللواءَ بكفِّهِ
لرأوا وطيسَ الحربِ كيف يُسعَّرُ
هو مَنْ علمتَ ويعلمونَ بلاءَهُ
وهو الفتى النبويُّ لا يتغيرُ
تمشي الملاحمُ تحتَ مَضْربِ سيفهِ
ووراء ضربتهِ يلوحُ المحشرُ
لو حارب الدنيا بكلِّ جيوشِها
تتقهقرُ الدنيا ولا يتقهقرُ
يأتي زمانٌ لا نجومَ ليهتدوا
يأتي زمانٌ لا غيومَ ليمطروا
يأتي زمانٌ ليس يعلم تائهٌ
هل فيكَ أم في قاتليكَ سيحشرُ؟
يأتي زمانٌ والمودةُ غربةٌ
والكُرْهُ بلدتُنا التي نستعمرُ
يأتي زمانٌ كلُّ شيء ٍزائفٌ
حتى اللِّحى العمياءُ وهي تُبصِّرُ
يأتي زمانٌ وابنُ آدمَ خُبزُهُ
دينٌ يدينُ به وفيه يُكفَّرُ
يأتي زمانٌ والكرامة سُبَّة
والعار فرعون الذي يتجبر
يأتي زمانٌ والسقوطُ وجاهةٌ
والناسُ مرعًى والرعاة الشُّمَّرُ
يأتي زمانٌ كل شيء ضده
الليلُ يُشْمِسُ والظهيرةُ تُقْمِرُ
يأتي زمانٌ لا زمانَ لأهلهِ
إلا رجال الله وهي تبشِّرُ
يأتي زمانٌ فالسلام على الذي
ذبحوه في الصحراء وهو يكبِّرُ
هذا ولائي يا ابن بنت محمد
أنت الشهادة والشهيد الأكبرُ
يدُ أُخْتِكَ الحَوراءِِ مسَّت جبهتي
فدماي تكبيرٌ وصوتي “المنبرُ”
كفي على جمرِ المودةِ قابضٌ
ودمي بحبِكُمُ الطَّهورِ مطهَّرُ
بايعت عن نجباءِ مصرَ جميعِهم
وأنا ابنُ وادي النيل واسْمي الأزهر