قراءة الدكتور حسام العفوري
وهكذا انطلق الروائي محمد صوالحة برحلته يجوب البلدان مسجلاً ملحوظاته في كتابه الموسوم، بـ(مذكرات مجنون في مدن مجنونة)، فكان اسمه في مصر والشارقة (لوتس ومحمد وأبو صخر)، وفي دمشق وبيروت (لوتس ومحمد)، وفي العراق محمد وأبو جاسم، حتى يقدم لنا رسالة لعلها تصلكم كما وصلتني.
وله صديق دائم الترحال معه، اسمه القرين، شيطاني، ملهمي، حفيدي (ص25)، وكأنه يخاطبه، بقول امرئ القيس:
قِفَا نَبْكِ، من ذِكرى حبيبٍ، ومنزلِ بسِقْط اللوى، بين الدَّخولِ فَحَومَلِ
فصوالحة لا يذكر سوى الأطلال، ولا يعود بأحداث الرحلة إلى الوطن، إلى البيت، وكأن شيئاً لم يكن، فطريق العودة لم تذكر، حتى مظاهر الاستقبال، لم نشاهدها في الكتاب، كما شاهدنا أحداث الرحلة.
وكذلك اختفت مظاهر الحياة البيتية، ولم نشاهدها ألبتة؛ لذا لم تذكر الزوجة إلا حين افتعل مشاجرة معها، وقطع اتصالاته من الأهل والمعارف، كي لا يخبروها عن نيته في السفر، (انظر: ص 13)، أو أن يقارن زوجته بغيرها من النساء، الفرق واضح عند القارئ.
إلا أنه ذكرها بمدح خاص في إهداء خاص، بقوله:
(إلى زوجتي ورفيقة دربي التي طالما ضايقتها بجنوني فتهديني ابتسامتها، إلى التي أتاحت لي كل الظروف لأمارس جنوني، وإن كان على حساب قلبها، إلى أنا الثريا أهدي حروفي زهوراً.)
ولكنه يحدث نفسه وهو في طريق العودة إلى عمان بعد انتهاء الإجازة: (… أنظر إلى تلك الأيدي الملائكية، لم أعد قادراً على حبس دموعي، ولكن كيف لي أن أحبسها وأنا أسير في رحلة الموت، رحلة العودة إلى بساتين الشوك وحقول المرار، سأعود إلى الجحيم وإلى العذاب؟) ص 47.
في الفسطاس:
يذكر لنا شخصات تاريخية ومعاصرة، منها: الإسكندر الأكبر، كيلوبيترا وحبيبها يوليوس قيصر ملك روما، نفرتيتي، زليخة وصويحباتها، يوسف عليه السلام، هاجر، حتشبسوت (منقذت موسى من الغرق)، آسيا، فرعون، الماشطة، عمرو بن العاص، المعز لدين الله الفاطمي، صلاح الدين الأيوبي، العندليب الأسمر، جمال عبد الناصر، (بطل السلام: لم يذكر اسمه (السادات).
لقاء فاطمة: (ص 12)
الطريق إلى مصر: فاطمة وابنها
الحوار مع فاطمة في الباخرة: (آآآه لو أخذتني معها لتلك الحجرة التي ستكون بالتأكيد من حجرات الجنة، قليلاً من الوقت وعادت وقد بدلت ملابسها، آآآه أي قمر يطل على عيوني، كم تمنيت لو كنت ذلك الشال الذي يغطي الليل المنسدل على كتفيها، آآآه لو كنت ذلك الثوب الذي يدثر بستان الكرمة المزروع في جسدها.
أي شيطان هذا الذي يسكنني ويثيرني ويجعلني أعري كل ما تسقط عليه عيني، عيني التي لم تترك شيئاً إلا وأقتنصه،…) ص 15
في القاهرة:
الشخصيات: وقد حل ضيفاً على أبي سليمان، ومن عائلته أم سليمان (الزوجة)، وسحر وعبير (ابنتيه)، رندا (شقيقته).
الأماكن: الجيزة والأهرامات (خوفو، خفرع)، على ضفاف النيل، (مسجد السيدة زينب وضريحها، ومسجد الحسين وضريحه، والحوار الذي دار فيهما عن البدعة والكفر والشرك)، السينما، الحلمية (المقاهي، والتجارة ومحلات مهن النجارة، خان الخليلي (سوق العطارة، والشرقيات، والأعمال اليدوية)، الأزهر الشريف (صانع المتناقضات (ص 35)).
الحوار:
(غادرت سحر لدقائق وعادت ومعها ورق اللعب، وقالت: سأغلب من الآن بابا ولا آبيه لوتس، شعرت بالفرح وهي تناديني بأخيها من الممكن أن سر فرحي هو أني سأقترب منها أكثر سأتأملها أكثر.)
(وافقت على ذلك، وكان كل أملي أن أفوز لأتذوق قهوتها، والعصير المحلى برضابها، أي أخ فاسد أنا، ملعونة هي أفكاري، وملعونة هي نفسي التي تبدو في غاية الرخص عندما تلتقي بامرأة،…)
استمع إلى صوته وهو يناجي نفسه وشيطانه (ص 32-33)، وحين يبحث عن أثر شفاهها على كأس القهوة (ص 36)، وهو يتأمل العيون الضاحكة والشفاه الباسمة (ص 36)،
يتطرق إلى أمر في غاية الخطورة؛ ألا وهو (الجماعات الإسلامية وخطرها على المجتمع، والشيوعية التي من أعضائها الشاعر فؤاد نجم، الذي برر عدم أدائه العبادات: (بحجة أن الله لا ينظر إلى أفعالنا وإنما ينظر إلى القلوب (ص 41)). لعل نجم لم يدرك أن الذي يستقر في القلب يجب أن يصدقه العمل.
خاتمة الرحلة: (السلام عليك يوم كنت، ويوم تبعثين، سلام مني إليك يا أرض الطيبين الطاهرين يا أرض فاطمة وسحر ورندا وأم سليمان.) (ص 52)
حذف مشهد السهر في غرفة النوم
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
السلط: (ص 55-74)
الشخصيات: صبية ما، الراحل سليمان عويس،
الأماكن: المدرسة الثانوية، وكثير من القرى الممتدة من السلط إلى دير علا إلى أرض الكرامة.
الحوار: (أنظر أمامي وإذا بصبية تقف كالطود الشامخ،…، أمام القصيدة التي كتبها خالق الكلام، وأسألها يا أخت حزير وابنة يوشع، من أين الطريق إلى المدرسة الثانوية؟… . أتمنى لو أنها أطالت الوصف لأبقى في ملكوت الجمال سابحاً، ولكني أتبع إرشادها وأسير،…) ص 56
خاتمة الرحلة:
(ويستمر الصعود نحو الذرى لألتقي بالسلط مرة أخرى لأتجول في حواريها من جديد، ولأنادي الأهل والأحبة هناك من جديد، لأطبع على جبينها قبلتي وأعود إلى بيتي الجديد في أرض الإله، أرض عين غزال والقلعة وسبيل الحوريات.) (ص 71)
طريق العودة إلى عمان: معلوم
البتراء: (ص 75-81)
الشخصيات: في حضرة الورد، في حضرة الحارث
الأماكن: الخزنة، المسارح، دور العبادة،…
الحوار: هيا يا ابن هذا الطين، يا ابن الحسنات والبدول، يا ابن الحويطات، يا ابن البداوة لنبدأ رحلانا إلى السحر، إلى انبجاس الحضارة، إلى الرمز الإنساني الخالد، هيا يا عزيزي لأطلق سراح الروح التي أتعبها هذا الجسد لتصغي لبوح البتراء،…) ص 78
خاتمة الرحلة: (شكراً ديفيد روبرتس لأنك طرت بالبتراء إلى الدنيا، لأنك كحلت عيون العالم برسم البتراء عندما غفلت عنها عيون أبنائها،…) ص 81
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
رحلة إلى الله:
الشخصيات: ليلى العامرية، إمام الحرم النبوي
الأماكن:
في رحابِ رسول الله
الحوار: (اقتربت من الإمام وكانت علامات الخوف والرهبة قد بدت تظهر على ملامحي، وفاجأني بكلماته، ولم يكن بالمسجد غيرنا إلا نفر قليل . ما بك يا بني؟ أريد أن أسأل على الهادي، أريد أن ألق بالتحية عليه، أريد أن أشكو له حالي وأرجوه أن يقبلني من أمته، وأنا الذي انصرفت عنه إلى الملذات والشهوات، أريد أن يقبلني فيكون شفيعي في » يوم لا ينفع فيه مال أو بنون إلا من آتى الله بقلب سليم« فقط أريد أن يتعافى قلبي. ص 106-0107
قال تعالى: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ {88} إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ {89} سورة الشعراء
(في هذا الحوار قد نقض ما كان من حوار في السيدة زينب(26-27)، وسيدنا الحسين (ص28-29)
خاتمة الرحلة:
(أما سيرة المصطفى عليه السلام فلا تُعرف، الدولة الإسلامية وجدلية تأسيسها بين التحدي للواقع المؤلم ورفض الطبقة الأستقراطية، وبين تحدي الطبقة الكادحة لتأسيس الدولة التي تمنحهم حقهم في الحياة كما يريدون، هذا لا يعرفه أبنا بلدي لماذا؟) (ص 112) (إشارة إلى النظام الاشتراكي)
طريق الوصول إلى مكة: مقطوع
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
بلد الياسمين: دمشق:
الشخصيات: السائق، شيماء (فنانة تشكيلية)، ليلى (قاصة)، لبنى (شاعرة)، والد شيماء ووالدتها وأخوتها (ص 143)، والدة ليلى.
الأدباء: طلعت سقيرق، عبد القادر الحصني، ليلى مقدسي،
الشخصيات التاريخية:
الفنيقيون، زنوبيا، جلجامش، الملك الضليل، هرقل، خالد بن الوليد، علي بن أبي طالب، معاوية، الحسن والحسين، الحجاج، عبد الله بن الزبير، عمر بن عبد العزيز، المتنبي، سيف الدولة الحمداني، أبو فراس الحمداني، صلاح الدين الأيوبي،
الحوار: (ياه ما أجمله من صباح أفتح في عيوني على عيون الملائكة، على الطهارة، على عيون شيماء وليلى، يدخلن، من ستصنع لنا القهوة ومن تصنع الشاي قلت، سنصنع القهوة والشاي سوياً ونرتشف ما نريد أولاً، يدخلن إلى المطبخ، وأدخل إلى الغرفة، أبدل ملابسي أرتش بقليل من العطر وأخرج، نحتسي القهوة والشاي، عيني تُعري كل شيء، وقريني يشعل النار بداخلي،…) (ص 143)
الأماكن: عمارة مرسيدس، سوق الحميدية، المزة، المسجد الأموي، المسرح، (بسام كوسا، فرح بسيسو، مها المصري، خالد تاجا)
الكاتب لم يذكر جبل قاسيون، قصر العظمة، بوظة بكداش، معرض دمشق الدولي،
خاتمة الرحلة: (إذاً هي دمشق الفيحاء، هي علامة الكون أسطورية البهاء، خرافية الضحكات، إنها أرض الياسمين،….) (ص 145)
حذف مشهد شرب البيرة والفودكا
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
(لم يتحدث عن أم ليلى كما تحدث عن أم سليمان أو أم نجيب أو أم حنان)
(دخلنا وما هي إلا لحظات حتى حضرت أمها، تلك المرأة التي لم تتجاوز العقد الرابع من عمرها، لم أصدق في البداية أنها أمها، توقعت أن تكون شقيقتها الكبرى على أكثر تقدير، صافحتني، جلست قليلاً سألتني عن قهوتي فأجبتها،…) ص 140
الشارقة: (ص 147-188)
يرافقه إلى المطار أمه، ووالده، شقيقه الأصغر،
الشخصيات: أخو اللوتس وأخته (من هي)، حنان (مصرية)، صبا (أردنية)، المبدع خالد الصقور، الشاعر والمسرحي عاطف الفراية، أم حنان (أم أحمد)، أحمد أخو حنان، أبو أحمد.
الأماكن: دبي، وسط مدينة دبي، الشارقة، عجمان، بحيرة خالد، الحديقة
الحوار: -(يحدث نفسه في مطار دبي: (أتأمل وجوه الناس، أين حنان منهم؟ استخدم هاتفي ليأتي الصوت الذي انتظرته، أن تقدم، هناك من تحمل بيدها ورقة كتب عليها اسمك، لم تكن بعيدة عني، اقتربت منها صافحتها، يا الله بي رغبة عارمة لعناقها، ولكني خجلت أو خفت.) (ص 154-155)
– (وما أن دلفنا في غرفتنا في الفندق، بادرتني حنان بسؤالها كيف تركت عمان؟) (ص 156)
-(عدنا إلى الفندق دخلت الياسمينة الفرعونية غرفتها ودخلت غرفتي، أنظر من النافذة، يسحرني المشهد، ونفسي الملعونة تراودني بالذهاب إلى حجرة الملاك النائم، عساني أتأمله، عساني أكون ضيف حلمه كما أنا ضيف في الواقع،…) (ص 158)
انظر ص (175- 180)، كيف كانت رحلة بحيرة خالد والحديقة، والحوار الذي دار بينهم، والركض واللهو ومسك الأيدي، وحديث النفس، يقول: (أنحني مجبراً أمام الورود التي تعكس لون شفاه حنان، ووجنات صبا.) (ص 182)
نرى في هذه العبارة: (وصلنا إلى بيت السيد أبو أحمد، ولجنا إلى غرفة الاستقبال،…) (ص 183)، أن أبا أحمد سيكون من ضمن الحضور، ولكن لم يذكر بعدها كما ذكر (أبو نجيب، أبو سليمان، وغيره من الرجال.
خاتمة الرحلة: (أترك البقية لقلمك أيها الرائع لينبض بخاتمة النص، ولتكن أكثر عقلانية من بعثرات جنون محمد (اللوتس!) (ص 188)
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
العراق:
الشخصيات: سمير الكاظمي، لم يذكر صدام حسين
الشخصيات التاريخية: أبو فراس الحمداني، هارون الرشيد، زبيدة، المتنبي، الأديب فالح حسون الدراجي،
الأماكن: وسط بغداد
خاتمة الرحلة: (يقطع خيالاتي ويشعل النار بدموعي بقوله لمن أتحدث سمير لا تزرع في الروح بذور القلق، لا أريد أن تطلعني على رؤيتك للغد إن سقط البعث، بالله عليك لا تريني الصورة التي رسمتها لعاصمة الرشيد، لأم العواصم وأم الموت.) ص 201
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
أرض الأرز:
الشخصيات: أبو نجيب، أنجيليا، أنجي، إلياس القزي، لونا، مولي (الخادمة)، ساندي (شقيقة زوج ابنة أنجيليا)، (ابنة أبي نجيب وزوجها وأبناؤها)، جبران خليل (لم يذكر متحفه مع أنه أهم تراثه)،
الشخصيات التاريخية: ربة الجمال إيزيس وحبيبها أوزاريس، ست قاتل حبيبها أوزاريس، أودنيس النعمان= شقائق النعمان= جروح الحبيب، عليسة= أليسا= اليسار (شقيقة أوزاريس)،
الأماكن: الداكونة، مارروكز، جعيتا، قضا الشوف، قلعة جبيل،وعمشيت، عجتلون، عجلون، الكورة
من البيت للمطار، من المطار للمطار.
الحوار: (هل هي أنثى أم كتلة من نور؟ ابتسامتها تنم عن رقة وأنوثة طاغية، من أين يأتون بالحسان؟ أتراهم يعرفون سر ضعفي؟ وأن الأنثى سر جنوني.) (ص 210)
من مطار رفيق الحريري إلى الدكوانة:
لقاء لونا ووداع لبنان
خاتمة الرحلة: (هل في العمر متسع لزيارتها، والغرم فيها، هل في العمر متسع للقاء إنجيليا وأبي نجيب وأنجي، للقاء إلياس القزي وسيدة الفرح لونا.) (ص 270)
حذف مشهد تقديم القهوة والبيرة، والشوكلاته، من يد أنجيليا والسهر معها
ملاحظة هامة: (أبو نجيب كم تمنيت أن أبقى معكم، ابناً، أخا، لأني معك نسيت الدنيا، وهنيئا لمن كنت أبا أو أخا له.)
طريق العودة إلى عمان: مقطوع
قضية التدخين:
في القاهرة: (هنا ستتغير هذه العادة، انو التدخين قبل الإفطار، مفهوم.) ص 23
في الطريق إلى دمشق: (نتفق جميعاً على عدم التدخين في السيارة،) ص 117
في الطائرة باتجاه الشارقة: (قليل من الوقت ويأتي النداء ضرورة الامتناع عن التدخين وربط أحزمة الأمان،..) ص 154
(أرفع رأسي على صوت النداء من جديدf ضرورة الامتناع عن التدخين وربط الأحزمة، وقت قليل، ويأتي الصوت مهنئاً بسلامة الوصول.) ص 154
في الشارقة: (تلفت انتباهي، حنان إلى ممنوعية التدخين؛..) ص 162
في الطائرة باتجاه بيروت: (جاء الصوت على جميع السادة الامتناع عن التدخين وربط أحزمة الأمان وعدم استخدام الهواتف،..) ص 211
في بيروت: (أشعل سيجارتي، نهض أبو نجيب، أصدر أمره الثاني وقال: يمنع التدخين قبل الإفطار،…) ص 218
باتجاه الجنوب: (ناولتني إنجيليا فنجان قهوتي، نظرت إليها وقلت: أنت تعلمين بأني لا أشرب القهوة إلا بمعية السيجارة التدخين ممنوع.) ص 221
(تجاوزنا الضاحية الجنوبية، المكوث بالسيارة يعني الحرمان من التدخين…) ص 244
(أخرج علبة سجائري، أتحسسها وبي لهفة لإشعال سيجارة، أقاوم بدخانها رائحة العطر التي احتلتني والمكان، لكن هناك ما يمنعني عن التدخين،…) ص 245
(يتوقف أبو نجيب فجأة عند استراحة، ظننت أننا توقفنا لأمارس طقس التدخين،…) ص 247
(صعدنا إلى السيارة وامتنعت عن التدخين.) ص 262
وردت الساعة العاشرة:
في القاهرة ص 32، وفي الشارقة ص 159، و ص 175 ذُكرت مرتان (الاستيقاظ واللقاء معاً)، وص 187 ذُكرت مرتان، وفي العراق ص197، وفي لبنان ص 234، وص 264، و ص 266، وص 268.
وردت كلمة (أشلاء) في العبارة: (نعاود مسيرنا والشمس تلملم أشلاء أشعتها وتحاول الارتماء بحضن البحر للاغتسال وأن تستريح من عناء نهارها.)
فلو وضعنا مكانها، مثلاً: (أحلام، رسومات، صور)، لكانت معبرة أكثر في سياقها.
كلك خجل يا لوتس:
(قال محمد، نعم يا لونا، قالت اصعد، وصعدت، أحضرت القهوة والخبز المحشو بالكنافة، وسرنا، دخلت إلى صالون تجميل، انتظرتها حتى خرجت، وعندما صعدت فاجأتني وهي تقول: (نسيت بوسك) وقبلتني ثلاثاً وقبلتها ثلاثاً، عيني على تلك الشامات، أحاول أن أتحسسها، أحاول أن أداعبها، ولكن الخجل اشتد بي أكثر مما يجب.) (ص 268)
إذن نلحظ الآتي:
1ـ من هو المُرسل؟ ما هي رسالة الكتاب؟ من هو المستقبل؟
2ـ طريق العودة إلى عمان: لم تذكر، ومظاهر استقبال الأهل في مطار عمان أو البيت، غير موجودة.
3ـ صورة الزوجة في الكتاب: عدم ذكر محاسن الزوجة، واختفاء مظاهر الحياة البيتية؟
4ـ هل هذه الشخصيات حقيقية، بأسمائها، وأحاديثها، وحركاتها، أم أنها تمثل الذاكرة والخيال في المكان؟
5ـ هل أراد الكاتب أن يبعث لنا برسائل ضمنية في هذا الكتاب، فحواها أن لا تأمن صديقك؟، لأنه قد يحدث نفسه حين يرى أمك أو زوجتك أو ابنتك أو أختك؛ بالرذيلة. قال تعالى: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ {19} غافر
6ـ هل بالفعل الرجل بحاجة إلى أدنى مستويات المودة من أهله؛ خاصة الأنثى؟
7ـ هل هذه هي رسالة الكاتب صوالحة لكل رجل أن يتعامل مع أهله؛ كما يتعامل مع الأنثى الغريبة، معاملة طيبة واهتمام، ويستمع لها حيث يشعرها بأنوثتها، وكأنها تقول له (كلك ذوق من تحت لفوق).
8ـ وكذلك هل هذه هي رسالة الكاتب صوالحة لكل أنثى كما هي للرجل الغريب.
9ـ لذا؛ نشاهد الازدواجية في التعامل مع الآخرين، في داخل البيت وخارجه.
10ـ ونلحظ عدم ذكر تاريخ الرحلة وتبقى في الذاكرة والخيال في كل المكان.
كلما حاولت أن أجد أساس تكوين الأسرة، أتجه نحو الدافع الجنسي، حيث يسكن كل زوج إلى زوجه، فيشعران بالأمن والطمأنينة والراحة النفسية، وتكون بينهم المودة والرحمة والمحبة، وهذا ما يستدعي استمرار الحياة الزوجية بقضها وقضيضها، وتقبل الأمر بالسراء والضراء، حتى أن الوفاق والتعاون يمنح العائلة جواً سليماً؛ لتنشئة الأطفال ورعايتهم وتكوين شخصياتهم؛ تكويناً فكرياً قويماً سليماً.
قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ {21} سورة الروم
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا…{189} الأنعام
أما أن تتحول هذه النعمة إلى نقمة، ويتحول الزوج ببصره وسمعه وشعوره وإحساسه، إلى غير زوجه، من نساء العالمين.
قال تعالى: {… وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ … {151} الأنعام
وقال تعالى: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40 فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى {41} النازعات
لذا؛ عندما يدخل أي إنسان؛ إلى أي منزل من منازل الأصدقاء أو الغرباء، عليه أن يكتب صكاً بينه وبين نفسه؛ ألا يكشف الأسرار وألا ينقل العيوب، وألا ينظر إلى ما متع الله به صاحب البيت، ويبقى هذا العقد المبرم في سجلات القلب، كي لا يخون أو يغدر.