الرسالة الوطنية في قصيدة – هوية قلب للشاعرة : نوار الشاطر – سوريا

.بقلم : كريم عبدالله – العراق .

قصيدة “هوية قلب” للشاعرة نوار الشاطر تعكس معاني عميقة عن الهوية الوطنية والانتماء. تستعرض الشاعرة من خلالها تجارب الشعب السوري وصراعاته، مستعينة بصور بلاغية قوية تعبر عن الحب والولاء للوطن.

تتجلى الرسالة الوطنية في ارتباط الشاعرة بالمكان والتاريخ، حيث تبرز مشاعر الفخر والأمل رغم الظروف الصعبة. تُسلط الضوء على قوة الروح البشرية وقدرتها على الصمود، مما يعكس التوق إلى الحرية والعدالة.

تستخدم نوار الشاطر لغة شعرية غنية، مما يجعل القارئ يشعر بالتواصل العميق مع معاناة الشعب وآماله. تعكس القصيدة رؤية إيجابية للمستقبل، مشددة على أهمية الهوية الوطنية كدافع للوحدة والتضامن في مواجهة التحديات.
أنّ قصيدة “هوية قلب” للشاعرة نوار الشاطر تعبر عن تجربة إنسانية عميقة، تتمحور حول الهوية الوطنية وتأثيرها على الفرد والمجتمع. والان , سنستعرض بعض الجوانب العميقة لهذه القصيدة:

1. الهوية والانتماء:
تعكس الشاعرة الصراع الدائم بين الفرد ووطنه. الهوية ليست مجرد تعريف جغرافي، بل هي شعور عميق بالانتماء. تتناول كيف يتأثر القلب بهذا الانتماء، حيث يصبح الوطن جزءًا من الهوية الشخصية.
2. الألم والأمل:
تتناول القصيدة مشاعر الفقد والمعاناة التي يعيشها الشعب السوري. من خلال الصور الشعرية، تشدد على الألم الناتج عن الحرب والتهجير، لكن في نفس الوقت، تزرع الأمل في النفوس وتبرز قوة الإرادة.
3. اللغة الشعرية:
تعتمد الشاعرة على لغة غنية بالاستعارات والتشبيهات، مما يزيد من تأثير المعاني. فالصور الشعرية تعكس جمال الوطن وتاريخه، ولكنها أيضًا تسلط الضوء على قسوة الواقع، مما يعكس تناقضات الحياة.
4. الذاكرة التاريخية:
تستحضر القصيدة الأحداث التاريخية والرموز الوطنية، مما يعزز الوعي الجماعي. هذا الإحياء للذاكرة يساهم في تشكيل الهوية ويعطيها عمقًا تاريخيًا.
5. دعوة للتضامن:
تحمل القصيدة رسالة واضحة تدعو للتضامن والتكاتف في وجه الصعوبات.و تعبر عن أهمية الوحدة بين أبناء الوطن، حيث يتوجب على الجميع العمل معًا لبناء مستقبل أفضل.
6. الروح الإنسانية:
في النهاية، تبرز القصيدة القوة الداخلية للإنسان، وقدرته على المقاومة والتكيف. وتقدم صورة إيجابية للروح الإنسانية، التي تظل تبحث عن الجمال والأمل حتى في أحلك الأوقات.
من خلال هذه القراءة العميقة، يتضح أن “هوية قلب” ليست مجرد قصيدة، بل هي تجسيد لمشاعر وأفكار جماعية تلامس قلب كل من يعاني من قسوة الظروف. وها هي الشاعرة تنجح في خلق رابط قوي بين القارئ ووطنه، مما يجعل القصيدة تتردد صداها في النفوس.
القصيدة :
(هوية قلب )

أحبك يا وطني
بقدر
المدامع التي قذفتها الأمهات الثكالى،
باتساع فؤادِك الجريح الذي توزعت فيه
المآسي.
أحبك بعمق
آهاتِ الجرحى والنازحين،
بعدد قطرات الوجع
في سمائك القاتمة،
وشهدائك المخضبة بآمال الأحياء!
أحبك
رغم أنف من
باعك
وخانك
ولم يشتريك،
بقلبي كلُّ شهيدٍ
ينبضُك في جنان الخُلد
وكلّ من تلظت روحُه
بنار الرحيل،
أحبك ..
فقد اكتويتُ أسىً
على مصابك الأليم.
أحبك..
بقلبي الصغير
هكذا…
قالت لي جدتي يوماً
أصحابُ القلوب الصغيرة
هم من يحملون
كلَّ الآلام العظيمة!

نوار الشاطر

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!