صديق الحلو
غادر عالمنا الفاني الروائي السوداني القدير إبراهيم اسحق إبراهيم. الذي درس اللغة الإنجليزية وكتب القصة القصيرة والرواية على نهجهما الصحيح. عرف خباياهما وتكنيكهما. ويعتبر صنو الأديب العالمي الطيب صالح. في الكتابة لديه نفس طويل وسلس والسرد عنده شيق يستند على تراث غني بألوانه. مدهش وهو يحكي عن دارفور التي يعرف كل بواديها ووديانها. نال جائزة الآداب والفنون في مهرجان الثقافة الأول. في مجموعته القصصية ناس من كافا التي أصدرها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي في مايو 2006.
تحتوي على 12 قصة قصيرة رسم غلافها صلاح إبراهيم.
نقش إبراهيم اسحق اسمه في الذاكرة السودانية لما آثاره من قضايا هامه في إبداعاته المختلفة.
كتابات إبراهيم اسحق فيها التوقد والكثافة وذاك البهاء.
المخيلة الجامحة. احتقار لحظات الحياة الفارغة وتجنب نقلها للعمل الأدبي. ويستعمل المشهد كعنصر أولى للتأليف الروائي. يغويك إبراهيم اسحق في قصصه بالتجاوب معه. يعلى القيم الإنسانية ويغوص في الزمان سالفة والراهن. يلامس الجذور الإنسانية في أعماقنا مهما تباعدت المسافات الزمنية والمكانية.
شخوص إبراهيم اسحق ليسوا هم مثل سحابة تمر دون أن تخلف أثرا لمرورها. ودائما ماتحس بأن هناك قطا مخبأ في قصصه. وبما أن اقتناص النحل لايتم بالخل وإنما بالعسل هانحن نحاول الولوج إلى عوالمه. القصص عنده تحكي عن المهمشين. يستخدم اللغة العامية لحيويتها وواقعيتها وتوصيل الرسالة.
قدم إبراهيم اسحق إضاءات كاشفه لناس دارفور.
لإبراهيم اسحق تجربة واسعة وثرية ويسيطر على حكاياته بلغة مدهشة وعميقة. وله مذاق متميز. مما جعلنا فخورين به.
معتزين بامتلأ ونضارة. رواياته التي تدعم المشهد السوداني بخواصة الممتلئة بالرمز والصوفية والتسامح هناك سعة الأفق وجذور رؤية موحدة للإنسانية وكونية في آن معا. لقد قرأ إبراهيم اسحق الأدب الغربي والانجليزي بشكل خاص. واستوعب تكنيك الرواية الغربية كما ابحر في التراث السوداني ولديه عقل كبير ومبادئ إبداعية انطلقت منها رؤاه الإبداعية للعالم.
لقد سدت كلتوم الفجوة في حوشها وهاهو السودان الآن يحاول أن يسد الفجوات كلها.
لقد سجل إبراهيم اسحق إضافة للوطن بقصصه القصيرة ورواياته. سجل إضافة حقيقية للإبداع السوداني. كتابة مغايرة لاتتكرر ابدا. وكشف محطات كثيرة لها قيمة نوعية عالية ومغزي كبير. وهو أكثر اتساقا مع روح عوالمه ويتبع منهجيه مستقلة ومهنيه في حدوسه وتأملاته وتأويلاته.
محاولة الدخول إلى عالم إبراهيم اسحق مغامرة…
لديه عاطفة جياشة وفكر مشتعل. عندما نقرأ إبراهيم اسحق كأنما نقرأ أرواحنا. الصور المركبة لواقع دارفور. شكل خلفية لوحة غنية وفواره.
لأعمال إبراهيم اسحق.و أعطت مشروعه الأدبي مشروعيته ومعناه. كل اختلافات الطبيعة وشرور الإنسان واستغلاله. تمرد إبراهيم اسحق عليها بالكتابة. وانحاز للناس البسطاء في حياتهم القاسية. وضع هذه المشاهد في تطور رؤيته لمجتمعه القى الضوء على عدة زوايا بلغة متميزة في طعمها ونكهتها المحلية. لواقع يرفد تجربته التي كرست حياته كلها للإبداع. صور البيئة في لهجة دارفور الأفريقية وينحت من عنده لغة شديدة النصاعة في حفر موفق. تقنية السرد مختزلة ومكثفة. والأسلوب عنده جاذب. مجازي وفعال.
بعضهم يقول ان لغة إبراهيم صعبة على الفهم. ولكن لدية قوة التأثير والأبهار. ليس هناك مسافة بين الروى والكلمات المروية. القصة المتخيلة خدعة تقوم على التحكم لتصير مقنعة. وهي في اتقانها تمحو المسافة تلك.
الشخصيات والأشياء تمثل وحدة لاتنفصم والوصف عنده يهزك بجرأته وغرابته. الاستعارات غير المتوقعة. ان تكون وفيا للإبداع تلك مسألة جمالية. الأسلوب عنده وافر ومتدفق ومشذب ومنفتح على التعابير والأمثلة الشعبية. والأسلوب يجري بتلقائية. القصص عند اسحق يمكن تصديق حدوثها. رائعة ومؤثرة. والأدب خدعة لكن الفنان الكبير من يخفى ذلك ويجعلنا نصدق
قصصه ونحبها.
لقد وجد اسلوبه الخاص المليء بالديني. الأسطوري والملحمي القادر على بث الحياة في آل كباشي والدكة.
الكتابة ثم التقنية الجيدة الموصلة للمعنى ذلك مايجعل القصة جيدة. ثم يأتي الراوي. المكان والزمان وذالك الألق ومستوى الواقع المشوب بالخيال.
الراوي قد يكشف
نفسه وقد يختفي والراوي عند إبراهيم اسحق لايعرف عنه إذا ماكان يروي داخل العالم المروري ام من خارجه.
هناك زمن متسلسل وزمن نفسي يختلف عندما ننفعل أو نستمتع تصبح فيه الثواني دقائق والدقائق ساعات.
شخصيات متعددة ضمن سياق اجتماعي معين والمادة معلومات رابطة ومتواصلة مما اكسب إبداع إبراهيم اسحق حيوية قصوى. جعل السرد عنده يتقدم ويقفز قفزات عاليةالي الأمام. فهو من الماضي… ويخاطب المستقبل ويشتغل على الراهن. وكأنه يتنبأ بالمستقبل مبلغه بذلك عن خلفيات إنسانية من دارفور
تكابد في معيشتها
ولفها الراوي فى أزمنة حية ومتعددة.