عرض وتحليل:
عبدالفتاح إسماعيل
-عن الروائي:
الكاتب السوفيتي(الروسي) يوري بونداريف من مواليد1924م أحد مؤلفي سيناريو الملحمة السينمائية ذات الحلقات الخمس(التحرير) التي طافت شاشات أكثر من مائة بلد في العالم، وحصلت على جائزة لينين. وللكاتب أيضاََ روايات شهيرة منها: (الكتائب تطلب النار) و (الطلقات الأخيرة) و(السكون) و(الشاطئ).
حين اندلعت الحرب الوطنية العظمى للشعب السوفيتي ضد الفاشية كان يوري بونداريف في السابعة عشرة. فالتحق بالجبهة وقد انغرزت في ذاكرته وانطبعت في شغاف قلبه طرق القتال الصعبة التي كان على المدفعي الشاب أن يسير فيها، وسط الحرائق والخراب والدم ومصرع الرفاق.
-عن الرواية:
ديسمبر1942م الشعب السوفيتي يدافع عن وطنه ضد المغتصبين الفاشيت منذ أكثر من عام. حينما كانت الدبابات الألمانية المدرعة تندفع الى ستالينغراد لفك الحصار المطبق على الجيش الألماني، كانت فرق جيش الحرس الثاني السوفيتية بقيادة الجنرال بيسونوف تقطع الكيلومترات الطويلة بأقصى سرعة دون توقف بنفس الاتجاه…
تلك هي حبكة رواية”الثلج الحار” التي تحكي البطولة المنقطعة النظير التي أبداها الجنود السوفيت أيام معركة ستالينغراد.
فالتاريخ الإنساني لم يعرف معركة تشابه نطاقها الذي أتخذته المعركة من أجل ستالينغراد التي استمرت ستة أشهر ونصف، من تموز 1942حتى شباط 1943م، فقد أشترك من كلا الجانبين في مرحلتها الأخيرة فقط، أكثر من مليوني شخص، و26ألف مدفع وهاون، وأكثر من ألفي دبابة وألفي طائرة…لو أن أحداََ من الناس أحصى عدد القذائف والالغام والقنابل والرصاص، وعدَ ألوف الأطنان من المعدن المميت الذي ألقي على أرض ستالينغراد المعذبة الممزقة المحروقة فإنه سيحصل بالتأكيد على أرقام فلكية. إن المدينة الكبيرة التي يعيش فيها قبل الحرب نصف مليون إنسان، لم تعد فيها منزل واحد سليم، أكثر من 90بالمائة من الأبنية قد سويت بالأرض خلال المعارك.