بقلم : الأديب والناقد مقبل الفقيه
جَولة أخطبوطية في عَرين الشاعرة فلورا المطر
خارج قوس الحضور الطَلَلي _للمثقفة اللبنانية والعربية إجمالا _ ذي النكهة الكاريكاتورية المندغمة بنفحة آلية تقنية والمُسيّجة بلغة جنائزية فلكلورية ناجزة …خارج هذا القوس تحفر _فلورا كإنسانة وكشاعرة _ بحثا عن الأنفاق السريّة لسفوح المُطلَق ,كتوطئة لإنزال جوهراني خلف خطوط المستحيل , مُدججة بلطخة الفجيعة المبكرة التي ارتطمتْ بها طفولتها والتي استودعتها أذيالَها الحافزة الخلاقة ..
لهذا السبب وغيره جاءتْ روحها الشعرية منبتة الصلة عن أرضيتها ,فاردة قلبها لكيان موسيقي محض يَتموضع بتبختر آخّاذ ,,
من مفازة جرحها النبيل في صباها _وهو فقد مجد الدفء الأسري واليُتم الفاقع _ اشتقتْ معالمَ تجربتها الإبداعية ,مُدركة دورها المركزي في قلب السطوع الإنساني , الأمر الذي يُبرر امتلاكها لغة قياسية ويَشفع لكثرة المُتشيّعين لها ..
بالسهل الممتنع تحتفي أجواءُ قصائدها وتأتي منسابة ببوح يكسر التقاليد الشعرية الموبوءة بالإستاتيكية _دون أن يعني هذا أنها منبتة الصلة تماما عن جذورها الراسخة _ ..منفتحة على مناخات وفضاءات وأصوات مستحدثة وممكنة ومحتملَة .. وهى بهذا تغرز نفسَها عميقا في مسار القصيدة العربية ,تأثرا وتأثيرا _ والتي تلعب _ضمن ضروب الثقافة العربية الأخرى _ دورا حاسما في صياغة البصمة الخاصة للحضور العربي الحضاري الإنساني ..
لمْ يكن الوجع الإنساني المبكر لهذه الشاعرة ليمنعها من الإسترسال العنيد في أحلامها اليوتوبية فاسحة المجال في شعرها لاقتناص تميمة الخلاص وروشتة الخلود .. مبتعدة عن دهاليز الفجائعية وكهوف الحزن المجاني الجاف الذي يَخترق قصائدَ المرأة العربية تحديدا …
وبلغة شعرية ضافية وصور جمالية مبتكرة تؤنسن الجماد و تحقق المفارقة و تدهشك بانقطاع مسارها الصوتي _على نحو مبهر مُفاجِئ:وتؤسس لتيمة تراسل الحواس في القصيدة العربية , تكون الشاعرة _فلورا _ قد وضعتْ نفسَها في قلب التجربة الحداثية العربية بماهي فضاءات من اللامحدود