لا شك ان الحنين يجعلنا نؤوب الى أرض الذاكرة ، هي حياتنا التي نعيشها عن اختيار ونعيش نقيضها في آن واحد ، فدينامية الخيال تعشعش في ذاكرة الراوي العليم .. ذاكرة المكان في عمشيت وجبيل والقلعة تلك العروس الحارسة للبحر ولذاكرة محمد صوالحة حيث تولد لغة شعرية مشحونة بالتداعي والحنين الذي يوصف تفاصيل المكان ويفجر جمر الاسئلة في زمن اللقاء المشتبك مع المكان ولونا وانجيليا بدقة متناهية تشهد على لحظة وجدانية وتاريخية تتداخل فيها المسافات والازمكانية ولعبة الصور المشهدية والذاكرة المستعارة بخيال واحلام الراوي عبر احتدام مع وسائل الميديا وخاصة الفيس بوك والمسنجر بوصفهما عناصر مؤثرة في خيال السرد وحوارات الذات مع شخصيات السرد وخاصة لونا وذلك لتزيين عجلات الحكي بوقائع ومنعطفات ومشاغبات وجنونيات صوالحة التي تتسارع بنبض متقد وتصوغ ايقاع متوتر وخافق وهذه الرسائل الافتراضية عبر الماسنجر مع لونا تشكل فضاءً روائيا موازيا ومادة خام لتطريز اللغة بحرير اللحظة الراهنة واشتعال الترقب مع الزمن والمكان المحدد بدقة وتفصيل ووصف بليغ وصورة مجازية وتشبيهات في منتهى البلاغة والحكمة لجهة التلاقي والاحتراق عبر لغة الهلوسة التي تتسم بها فضاءات صوالحة موظفا اليات سرد حديثة لجهة الكتابة والشاعرية في استدراج الجملة البليغة والمراوغة والمربكة والمتشابكة مع ذائقة المتلقي الذي اشركه الكاتب في ثيمة السرد وتفاصيلة الدقيقة .