حلم المحبة في فضاء الطفولة رؤية لمسرحية”طيور الحمام”للكاتب ضاهر العيطة

إعداد : نوّار الشاطر

نصٌ تربوي موجه للأطفال، ينبض بقيم السلام والانتماء، ويعبر عن الحلم الإنساني بلغة شاعرية تخاطب خيال الصغار.

 

_ العنوان والرمزية :
يحمل عنوان “طيور الحمام” دلالات عالمية تنسجم مع روح النص فهو رمز للمحبة والحرية والصفاء، ورسول روحي في بعض الثقافات . جعله الكاتب صلة بين أطفال روما وأطفال سورية ، كأنهم يتشاركون حلماً واحداً محلقاً في فضاءات مختلفة، لكنه متشابه في وجدانهم الطفولي.

_ المضمون والفكرة الدرامية :
تتمحور المسرحية حول طفلين من روما، لوليتا وإيغو، وعلاقتهما بطيور الحمام حيث يجدان حجراً أثرياً يحمل رسالة غامضة حلّلها العالم جيرار ، مشيراً إلى أن كاتبها هو المهندس الدمشقي العبقري أبولودور، الذي حلم ببناء صروح للمحبة في كل الأرض.
ينتقل الأطفال في مغامرة عبر البحر إلى اللاذقية ويلتقيان بنوار وأبي نوار اللذين يرحبا بضيوف البحر ثم يسافرون جميعاً إلى دمشق لحل لغز الرسالة ، ويواجهون قاتل الحمام، اللصّ الباحث عن كنز أثري ، بمساعدة أطفال دمشق وأبوابها العتيقة، وبفضل طيور الحمام، يكشفون الرسالة الحقيقية ويقررون تحقيق حلم أبولودور الدمشقي في ” بناء صروح المحبة ! …وفي جميع نواحي الأرض !..” .
وذلك باستخدام جهاز الكمبيوتر الذي جعل العالم قرية صغيرة فيباشرون في نشر رسائل المحبة من خلاله إلى كل أطفال البلدان .

_ اللغة والأسلوب :

يعتمد الكاتب على لغة شاعرية رقيقة ، تتسم بالبساطة والرمزية. الحوار ينساب بعفوية ويتميز بالرشاقة الإيقاعية ، ويعبر عن المشاعر والتصورات بعمق . استخدم الكاتب صور بلاغية مؤثرة، خاصة في الشخصيات غير الحية مثل طيف البحر وطيف قلعة دمشق، مما أضفى بعداً درامياً خصباً ودفع بخيال الطفل ليشارك في صناعة الحلم .

_الشخصيات والرمزية :
تمثل طيور الحمام الحلم المسافر في مخيلة الأطفال ، وتنقل الرسالة الإنسانية التي كتبها أبولودور منذ آلاف السنين.
الأطفال هم المحرك الرئيسي للأحداث، أبطال يسعون وراء الأمل بشجاعة ونقاء، ليجسدوا فعلياً رسالة المسرحية.

_ البنية الدرامية :
النص يتبع البناء الكلاسيكي (مقدمة، تصاعد، ذروة، حل) ، ويغلفه حوار وجداني مشحون بالعاطفة ، إلى جانب أغان ٍ تعزز التناغم الدرامي والموسيقي وتخلق جواً من الإثارة والحميمية.

_ القيم والدلالات :
يسعى العيطة من خلال هذا النص إلى ترسيخ ثقافة السلام بين الأطفال في مختلف أنحاء العالم ، مبرزاً دور سوريا كموطن للإبداع الإنساني الذي يتخطى الحدود.
كما يعزز انتماء الطفل إلى وطنه بوصفه جزءاً من تاريخ حي، لا ينفصل فيه الماضي عن الحاضر، بل يجتمعان على أرض من المحبة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!