لصحيفة آفاق حرة
**************
كتب : علي أحمد عبده قاسم.( اليمن).
ق .ق . ج
((انتفاضة
ضاقت به الحياة، راودته فكرة الانتحار، أخذ سكيناً؛ طعن فكرته.))
العنوان في القصة القصيرة جدا بشكل خاص أولوه النقاد كثيرا من الاهتمام وفي النص الأدبي عموما وقد جاء مصدرا نكرة ملفتا ء(( انتفاضة )) يفتح الكثير من آفاق التاويل فمن حيث المعاني اللغوية يأتي بالمعاني التالية: ((انتفاضة انتِفاضة
وباختصار يأتي جذر العنوان اللغوي من الفعل(( نفض، وانتفض بمعنى
(( هاج وارتعش واضطرب وثار))
الانتفاضة كمفهوم(( هي : من يعملون بدأْبٍ ونشاط وسرعة وقوّة من أجل إشعال روح المقاومة ضدّ قوى الإحتلال)):
ولها مفهوم آخر:(( “مقاومة مستمرة، ومواجهة حضارية شاملة، بكافة الوسائل المدنية أو العنيفة أو كلاهما معاً، تجمع بين التصاعد والخبو؛ من جماعة إنسانية أو أفراد؛ لظلم أو فساد أو منكر أو تخلف أو تبعية أو وهن ؛ وقع عليهم من قوة داخلية مستبدة، تعمل لصالح أهوائها وبقائها في السلطة؛ أو من قوة قمع خارجية استعمارية أكثر قوة، تهيمن على مصير هذه الجماعة أو هؤلاء الأفراد، فتسعى إلى سلب إرادتهم وطمس هويتهم واستغلال أرضهم ونهب ثرواتهم أو النيل من مقدساتهم، أو إبادتهم واستبدالهم بجماعة أخرى؛ لكن هذه الجماعة وهؤلاء الأفراد ينجحون في التخلص منهما والتحرر بقوة إرادتهم وتضحياتهم وصبرهم”
وبالنظر بالدلالات أن الانتفاضة:
حركة تمرد حتى في الروح
فحركة التمرد في النص كانت بالانتحار ولاندري مانوع الانتحار أهو أزهاق النفس بالحياة وقتلها وهذه لاتعبر عن قوة بل ضعف واستسلام وبلوغ الذات حالة من اليأس والضيق فهي انتفاضة انتهت لديها كل الحلول.
-والانتفاضة قوة إرادة وصبر وفي النص في البداية كانت ضعف وليست إرادة وصبر بل هناك اسنسلام وهزيمة لكن المفارقة أن فوة الإرادة تأتي أخيرا. وهي مفارفة بين اليأس والأمل وبين ضعف الإرادة وقوتها.
– الانتفاضة مواجهة بجميع الطاقات لتحربر الذات وأظن أن الذات كانت في النص مستسلمة أولا ثم عادت للمواجهة أخيرا وتحرير الذات بقتل الفكرة.
– الانتفاضة تضحية من الآخرين وربما كانت انتفاضة النص تضحية لسعادة الآخرين.
– الانتفاضة تخلص من الآخر لتتحرر الذات الجمعية وانتفاضة النص كانت بداية للنخلص من الذات ثم عادت لقتل الفكرة لتتحرر الذات من الآخر سواء كان إنسانا فكرا أو مشاعر.
– الانتفاضة التخلص من الوهن والضعف لتتحقق القوة وكانت انتفاضة النص فيها بدابة الوهن واستعادة قوتها بعد أن كانت على حافة الخطر.
– الانتفاضة تأتي لاستعادة الحقوق المسلوبة وخاصة الحق في الحياة الكريمة وكانت الذات تنتوي الانتحار التخلص من الحق في الحياة تضحية للأخرين أو أن الانتحار تعبير مجازي للمجازفة غي خوض تجربة ما.
– الاننفاضة التخلص من التعبية وكانت انتفاضة النص إصرار – بداية – البقاء مع تابعة حتى في حالة الموت أو
الإخفاق بعدم الوصول للحلم
عموما العنوان مكثف عميق التأويل ويستحق الإشادة ففي آخر الدلالات انتصرت قوة الإرادة وقوة الذات أمام كل مايحيط بها من يأس وإخفاق ووهن واستسلام.
فالمفارقات مع العنوان ودلالاته ومفاهيمه صادمة جدا وساخرة وارتباطها بدلالات النص والرسالة.
أما من ناحية المتن فقد جاء النص سريعا خاطفا سريعا فالقاص استخدم ثلاث جمل سردية
(( ضاقت به الحياة)) وليكون النص والنهاية صادمة كان المفترض أن يستخدم جملة وبداية أخرى كمثل (( توفيت أحلامه)) فهناك من اليائسين من تضيق بهم الحياة ويصلون للانتحار وموت الأحلام قضية الجميع
يتصاعد بجذب وياتي بجملة أخرى(( راودته فكرة الانتحار)) وهذه حالة بين الياس والأمل بل اليأس القاتل ليؤزم الأحداث في(( أخذ سكينا)) مما يجعل المتلقي يتساءل ماالذي سيجري ويحدث وهو استباق مدهش ليأتي المصير النهائي للأحداث(( طعن الفكرة)) فالمفارقة جاءت مشهدية درتكية بينة حالة اليأس والامل والضعف والقوة والطيش والحكمة بنهاية تعود بالمتلقي للعقلانية والالتزام الديني والخلقي.وفي نهاية القراءة يمكن استخلاص مايلي:
– العنوان مكثف صادم خلق مفارقات بين مفهوم (( الانتفاضة )) ودلالتها المعجمية والسياسية ورسالة النص من حيث الضعف والقوة والحكمة والعقلانية والطيش والاتزان.
– جاء بناء النص منصاعد جذاب من البداية والنهاية والوسط والنهاية
– لاحشو ولازيادات في النص بل جاء مرتبا متصاعد ومكثفا وكل جملة تتسع لكثير من التأويل.
– النص جاء بقضية اليأس والأمل والحكمة والعقلانية والعودة من حالة الضعف القوة ومن حالة الياس للأمل.