آفاق حرة
بقلم: الدكتور محمد سيف الإسلام بـوفلاقـــــة
كلية الآداب واللُّغات ، جامعة عنابة، الجزائر
تتركز فعالية الأديب والباحث الإماراتي سلطان العميمي على محاور متعددة، وهذا ما يبرز مدى عمق، وثراء ثقافته، ومعرفته، فهو الناقد،والقاص،والروائي،والشاعر،والباحث في التراث الشعبي الإماراتي،والشعر الفصيح…
وقد لعب هذا الأديب الإماراتي المتميز دوراً حاسماً في تألق الأدب الإماراتي،وازدهار الصحافة الأدبية من خلال مساهماته المتنوعة في كتابة مجموعة من الأعمدة في الصحافة الخليجية،ومن خلال المسؤوليات التي تقلدها مثل: عضوية لجنة تحكيم مسابقة شاعر المليون للشعر النبطي منذ موسمها الأول في عام 2006م،وإدارة أكاديمية الشعر العربي التابعة لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وهي أول أكاديمية تخصصية من نوعها على مستوى العالم العربي.
ولا ريب في أن كتابات الأديب والباحث سلطان العميمي تعكس ألواناً من قراءاته الجمة،وضروباً من مطالعاته المتنوعة،فقد أهدى المكتبة العربية مجموعة متميزة من المؤلفات الإبداعية، والنقدية، ومن دراساته النقدية،وأبحاثه في مجال التراث الأدبي الإماراتي نذكر:«سالم الجمري : حياته وقراءة في قصائده»،و« علي بن قنبر : حياته وشعره»،و «سالم بن علي العويس : حياته وأشعاره النبطية» ،و« الماجدي بن ظاهر : سيرته وأشعاره وقصائد تنشر لأول مرة»، و«سفرجل الأشعار النبطية للشاعر راشد الخضر»،و« يعقوب الحاتمي: حياته وأشعاره»،و« خمسون شاعراً من الإمارات»،و«أحمد بوسنيدة: حياته وأشعاره» ،و«شعراء آل نهيان»،و« ديوان رشيد بن ثاني : حياته وأشعاره».
ومن إسهاماته الإبداعية:«الصفحة79من مذكراتي»،و«تفاحة الدخول إلى الجنة» ،و«ص ب:1003 ».
وقد حظيت كتابات الأديب الإماراتي سلطان العميمي باهتمام عدد من الدارسين والنقاد في الوطن العربي،من بينهم الناقد الجزائري المعروف الدكتور عبد الملك مرتاض، الذي أصدر مؤخراً دراسة ثمينة حلل فيها مجموعة الأديب سلطان العميمي القصصية الموسومة ب: «تفاحة الدخول إلى الجنة»،تحت عنوان: «شعرية القصّ وسيمائية النص-تحليل مجهري لمجموعة( تفاحة الدخول إلى الجنة)»لسلطان العميمي.
إن الهدف الذي نسعى إليه من خلال هذه الورقة هو التركيز على تجليات الأديب الإماراتي سلطان العميمي في ميزان النقد العربي،وذلك من خلال التركيز على منظور الناقد الكبير الدكتور عبد الملك مرتاض، وعلى تحليله المجهري لمجموعة القاص سلطان العميمي القصصية المتميزة،فقد قدم الدكتور مرتاض دراسة مستفيضة دخل فيها بعمق إلى عالم الأديب سلطان العميمي القصصي،ففن القص الذي مارسه الأديب الإماراتي سلطان العميمي يمثل شكلاً سردياً له « قالب منطقي يستعمله الإنسان للتعبير عن مفهومه للحياة،وعن تصوراته في علاقته بالكون،لذا فهو يمثل الوسيلة المثلى لإدراك تحولات الشرط الوجودي للجماعات البشرية.ومن هنا يصبح لزاماً على علم الاجتماع،وعلم النفس أن يوليا عناية خاصة بفنّ القص في أي مجتمع من المجتمعات باعتباره حاملاً لمجموعة من القيم،والتصورات،يسعى الدارس لإدراكها من خلال ظهورها في النص القصصي»)1(.
تشكل القراءة السيمائية«موضوعاً للدراسة من خلاله تستنبط الدلائل التي تنحصر في العلامات التالية:
الإيقون: علامة تدل بنفسها على نفسها حتى وإن لم يوجد موضوعها.
الرمز:علامة تدل بنفسها على شيء من جنسها أو ما يمكن أن يفهم منها.
الإشارة: علامة تحيل إلى موضوع يدل على موضوع آخر.
الخط:علامة كتابية متموضعة على شكل خطي.
العدد:علامة واصفة لقيمة عددية تحيل إلى قيمة أخرى تنتجها.
الكلمة المفردة:علامة دالة على نفسها وتحيل إلى شيء آخر باقترانها بمفردة مجاورة لها،أي بعد أن تتجسد كدليل.
هذه العلامات تشتغل بالتداول، ولا يمكن أن تكون العلامة مكتفية بنفسها بل يتطلب أن ينتج هناك سياق خاص لتنتظم العلامة ضمنه وتطرح دلالتها بحسب خصوصية الموضوع المعين لها،وتطرح السيميائية نفسها على أنها نظرية متكاملة لا تتصل بموضوع أحادي و لا بقيمة جمالية أحادية،ولكنها تتخذ من النص وصاحبه ومقصديته والشروط الاجتماعية والثقافية التي أوجدت النص خاصة لازبة في قراءة واعية ومنتجة تتعدى حدود الدرس الأحادي لتقدم قراءة لوضع وظرف خاص،إنها بحث عن الدلائل التي تحيل إلى مقاصدها الحقيقية وماذا يتوخى القارئ منها،في ظل وضع ثقافي واجتماعي خاص»)2(.
انطلاقاً من هذا المنظور،ارتأينا أن نركز على رؤى الناقد عبد الملك مرتاض التحليلية لمجموعة«تفاحة الدخول إلى الجنة»للأديب الإماراتي سلطان العميمي ،والتي أبرزت بشكل رئيس ودقيق سيمائية النص،وشعرية القصّ.
في المقدمة التي كتبها الناقد عبد الملك مرتاض إشارات وافية إلى الأسباب التي دعته إلى القيام بهذه الدراسة التي تغوص في عوالم الأديب الإماراتي سلطان العميمي القصصية، حيث يقول: «لم يلبث القاصون العرب أن انبروا يكتبون القصة بمعاييرها الفنية الحديثة،ثم الجديدة،بل ذات النزعة الأجدّ،كما جاء ذلك الأديب الإماراتي سلطان العميمي الذي طالعنا بأول مجموعة قصصية جميلة له،وعنوانها:(تفاحة الدخول إلى الجنة).وقد اشتملت على خمسة وثلاثين عملاً قصصياً:وذلك ما بين قصة،أو أقصوصة،وما بين ما يمكن أن نطلق عليه(الأقصوصة التغريدة)،بلغة التواصل الإلكتروني على عهدنا هذا،أو (الأقصوصة البرقية)،بحيث نجد كثيراً هذا النوع من القصص في مجموعة القاص سلطان العميمي…
ولعل من الطريف أن أذكر للقارئ الكريم أن الأديب سلطان العميمي كان ربما قرأ لي طائفة من هذه القصص،وهي لا تزال طرية الحبر،جديدة النشء،مخطوطة الكتب،حين أختلف إلى مدينة أبو ظبي،فكنت لا أزال أبدي إعجاباً صادقاً بهن،وأستحثه على الإسراع بطبعهن،ليستمتع بقراءتهن القراء الهاوون لجنس القصة،كما كنت أستمتع،وذلك ما فعل،ولم أكن قط أفكر في أني سأكتب مقالةً يوماً عن هذه القصص الجميلة السلطانية،بله كتاباً تحليلياً لها كاملاً أنافت كلماته عن إحدى وأربعين ألفاً مما يعُدون،وقد تقرر ذلك في ذهني حين أهداني هذه المجموعة مطبوعة طبعاً أنيقاً وأنا بأبو ظبي…،ولما كان من العسير أن نتناول كل قصص هذه المجموعة بالقراءة التحليلية المجهرية،وذلك مخافة أن يُفضي سعينا هذا إلى صناعة كتاب ضخم،ارتأينا أن نجتزئ بتحليل أربعة أعمال منها…»)3(.
قسم الناقد الدكتور عبد الملك مرتاض تحليله المستوياتي لمجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»،إلى خمسة مستويات رئيسة:
المستوى الأول:شعرية اللغة وكثافتها.
المستوى الثاني:سيمائية الشخصية وحركاتها.
المستوى الثالث:تحليل البناء الحدثي وتدويره.
المستوى الرابع:بناء الحيز وتدويره.
المستوى الخامس:مسار الزمن وبتره.
أولاً: شعرية اللغة وكثافتها في مجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»
يُقصد عادة بالشعرية كل ما من شأنه أن يُساهم في التأسيس للآليات التي تجعل من عمل ما عملاً أدبياً،وقد حظيت قضايا الشعرية،وشعرية اللغة في السنوات الأخيرة بعناية فائقة من قبل الباحثين والدارسين،فأفردت لها دراسات ورسائل جامعية ضمن دراسات الأدب القديم والحديث،ومفهوم«الشعرية أو الشعريات الذي لقي اهتماماً كبيراً في الفترة المتأخرة،سواء في النقد العربي أم النقد الأجنبي له جذور تراثية قديمة، وآفاق غربية معاصرة،وهذا الاستخدام بوصفه مصدراً صناعياً لا على صيغة النسب هو ما يعطيه طرافته وطزاجته النقدية،وإلا فالكلمة مبتذلة وشائعة،ومنذ أرسطو كان يتحدث عن جوهر الشعر الحقيقي وما يلتبس به من المحاكاة و التخييل ،واستخدمه بهذا المعنى عدد من نقاد العرب بنفس الصيغة مثل حازم القرطاجني(ت 684هـ)،وشراح أرسطو من فلاسفة الإسلام كالفارابي، وابن سينا ،وابن رشد.وظهر مصطلح( poetics)في النقد الغربي الحديث كوريث شرعي للبنيوية، والأسلوبية ،ليردها إلى الوظيفة الشعرية في الخطاب اللغوي بعد أن تعاظم الاهتمام في المناهج السابقة(بالشفرة)اللغوية، وكيف انبثقت إلى الوجود؟أي باللغة نفسها بوصفها دالاً،لا لما تحمله من مدلولات،وهناك عدد من المصطلحات العربية التي ترجم إليها المصطلح مثل:(الإنشائية)،و(الأدبية) وغيرها…
وتبحث الشعرية عن قوانين الخطاب الأدبي،وعن الخصائص المجردة التي تصنع فرادة العمل الأدبي،أي بصورة أخرى ما الذي يجعل من الرسالة اللغوية عملاً أدبياً(شعرياً)،ثم أخذت معنى أوسع لتعني ذلك الإحساس الجمالي الخاص الناتج عن القصيدة أو عن نص أدبي،أي بعبارة أخرى قدرة العمل على إيقاظ المشاعر الجمالية،وإثارة الدهشة، وخلق الحسن بالمفارقة،والانزياح عن المألوف… »)4(.
إن البحث في مفهوم«الشعرية»قد يبدو أمراً ميسوراً«إذ الظاهر أن هذا المفهوم قد قُتل درساً،وقُضي منه الوطر عند كثير من نقاد الأدب،فالباحث سيجد لا محالة مقالات متنوعة في الموضوع،وكتباً هنا وهناك تناقش المفهوم وتتفنن في عرض أصوله وامتداداته،أو طرائق اشتغاله.
وقد يسارع البعض عندما يُسأل:ما الشعرية؟إلى القول إنها علم الأدب،أو قوانين الخطاب الأدبي،أو إنها نظرية عامة للأشكال الأدبية.
ولكن عند التعمق في البحث في هذا المفهوم،سيبدو أن الظاهر غير الباطن،وأن الرائي غير السامع،إذ البحث في قوانين الخطاب الأدبي من السهل الممتنع،فأن تسمع به أهون من أن تراه،أو تُكابد عناء البحث فيه،فالأدب كائن متجدد يفرض دائماً تجدد قوانينه، وتحيينها،مما يجعل تفسير تلك القوانين في كل مرحلة أدبية، أو في كل جنس أدبي،أمراً بالغ الصعوبة وبعيد المنال»)5(.
لقد اهتم الدكتور عبد الملك مرتاض في المستوى الأول من تحليله بإيضاح قضايا تتصل بتحليل مجموعة الأصوات المعبرة التي تشكلت منها لغة الكتابة للمجموعة القصصية التي صدرت بعنوان: «تفاحة الدخول إلى الجنة»،وقد عزم على قراءتها بطريقة التحليل السيميائي، فتساءل: ما شأن هذه اللغة في هذه المجموعة؟ وما خصائصها السردية،والفنية،والشعرية معاً؟ وهل هي ذات أحمال من الشعرية الكثيفة حقاً؟وبماذا تستميز عن غيرها من آلاف الكتابات الأخرى؟أي ما السمة التي تسمُها فتختصها بالتفرد والتميز عن سوائها فتجعلها لغة سلطانية يُعرف بها صاحبها،وتعرف هي به؟وكيف كانت تقوم إزاء الحالات السردية،والمواقف الدرامية في هذه السرود التي اشتملت عليها هذه المجموعة؟
عندما ركز الناقد مرتاض على العنوان الذي انتقاه الأديب الإماراتي سلطان العميمي لمجموعته القصصية التي وسمها ب«تفاحة الدخول إلى الجنة»، أبدى إعجابه الشديد بالعنوان،حيث يقول في هذا الصدد: «فهذا العنوان يبدو لنا طافحاً بالجمال الغامر،إذ التفاح من أفضل الفواكه،وأشهرها تداولاً على موائد البشرية منذ الأزل إلى يومنا هذا،مذاقاً وشماً،ومنظراً،فكأن لفظة التفاحة هنا بشيرة بلحاق ألفاظ أخرى تستعمل في العنوان جميلة حتى تتلاءم معها،وتليق بها، ولو جاء ذكر التفاح مستعملاً في حال جمع لانتفت منه عناصر كثيرة من الجمال،ولكنه حين استعمل مفرداً اغتدى حاملاً لسمة الرمز الخاص المفضي إلى نيل شيء ثمين،وعزيز معاً…»)6(.
ويعتقد الناقد عبد الملك مرتاض أن التفاحة كما وظفها الأديب الإماراتي المتميز سلطان العميمي في عنوانه،هي سمة دالة على مظاهر الجمال،والحب،والسعادة،فمن شاء أن يدخل الجنة،جنة السعادة،فعليه أن يفكر أولاً في امتلاك هذه التفاحة، التي هي بمثابة الجواز إليها،كما يعتقد في السياق ذاته أن القاصّ سلطان العميمي وظف فاكهة التفاح ليرقى بها من مجرد فاكهة عادية تباع في الأسواق،وتقدم على الموائد ليطعمها الناس،إلى رمز أسطوري،وسحري،وروحيّ،بفضله يستطيع المرء أن يتنقل من حال الشقاء،والعناء،إلى حال النعيم،والمتاع العظيم.
كما حاول الناقد مرتاض أن يفسر استعمال الأديب العميمي للفظ(الدخول) بعد( تفاحة)،فلاحظ أن سمة(الدخول)هي أفضل أبداً في مواطن السعادة من سمة(الخروج)،إذ أن التفاح هو رمزٌ للأمل،والخير،والمحبة،فكيف يعقبه لفظ كالخروج مثلاً؟،لذلك كان منتظراً أن يقع التشاكل اللفظي،ومن ثم المعنوي،بين سمات هذا العنوان الذي لا يعدم عجائبية، فالسعادة الماثلة، أو المنشودة-كما يرى الناقد مرتاض- إنما نشأت عن امتلاك التفاحة أولاً،وإلا فلا دخول إلى الجنة،التي تمثل قمة الدلالة السيمائية لهذا العنوان،إذ هي القصد من وراء حركة اللغة السيمائية بعد ذكر التفاحة،والدخول…
انطلق الدكتور عبد الملك مرتاض من اللغة الموظفة فنياً في سرد قصص المجموعة،فعلى سبيل المثال لاحظ أن اللغة التي وظفت في أقصوصة(تفاصيل صغيرة) تميزت بالتكثيف العالي،ومن مظاهر التكثيف اللغوي في القصّ عبر مجموعة«تفاحة الدخول إلى الجنة»،بعامة،وفي الأقاصيص/البرقيات،ومنها هذه بخاصة التعمية على الحدث باصطناع عبارات موقرة بالدلالة، إلى حد أنها يمكن أن تُقرأ قراءات متعددة.
ويذهب الناقد مرتاض لدى تحليله لشعرية اللغة في أقصوصة(صد…مات)إلى أن الناص لا يجتزئ بتكثيف اللغة فيها،فيجعل اللفظة الواحدة تنوء بما قد لا تتحمله من أثقال دلالية ذات ظلال ضاربة في الامتداد،بل يسعى إلى تعمد اللعب باللغة فيها أيضاً،فعلى سبيل المثال أن تركيب(ص د م ا ت) يمكن أن يُقرأ على أنه اسم جمع لصدمة،وعلى أنه في الوقت نفسه،فعلان يتم النهوض من خلال أولهما بالصد،وهو الدفاع الشديد عن النفس في شر يراد بها ،أو مؤامرة دُبرت بليلٍ لها ، وحينئذ تنقلب سيرته من اسم جمع إلى فعلين اثنين متتابعين: (صدَّ) ،و(مات)،وفي الحال الأولى تقتضي لغة القص تعرّض الشخصية القصصية لضربات عنيفة متتابعة،إما حسية جسدية بصرية معاً،وإما مجردة معنوية تتمثٌل في صدمة تعقبها صدمة أخرى،وفي الحال الثانية استسلام هذه الشخصية للأمر الواقع بعد الإلحاح عليها بالصدمات العنيفة المتتالية.
كما نبه في تحليله لشعرية اللغة إلى أن لغة عنوان هذه القصة تحمل مخادعة عجيبة للقارئ،إذ يعتقد،لدى الشروع في قراءة بدايتها أن الأمر ينصرف إلى شخصية بشرية فعلاً،فإذا الأمر لدى نهايتها يتكشف له أنه لم يكن كذلك في شيء…
وقد تبدى للناقد عبد الملك مرتاض لدى تحليله لشعرية اللغة في قصة: (أنفاس) أن في عنوان هذه القصة شعرية طافحة،ودلالات كثيفة غامرة،فالنفس-من حيث معناه-منذ كان في العربية،وخصوصاً في الاستعمالات الأدبية الحديثة لا يكاد يصطنع إلا في المعاني الشعرية،والجمالية،والحسية الدالة على اللذة،والأنس،والمتاع،فالنفس هي معادل للحياة وطفوحها، وتجليها في أبهى جمالها، وأرق حميميتها، ثم إن النص الذي كتبه الأديب سلطان العميمي لم يستعمل هذا اللفظ(النفس)في صورته المفردة فيدل على شأن واحد من معناه فلا يعدوه،ولكنه استعمله في حالة الجمع،مما جعله لفظة مفتوحة المعاني بالتجدد،والتعدد كلما قُرئت،وقد ينشأ عنها تعدد في كل شيء:في العلاقات،وفي الوجدان،وفي المقادير،وفي كل ما يقال،وما لا يقال،فعنوان الأقصوصة-كما يرى الناقد عبد الملك مرتاض-متجدد المعاني،ومتعدد القراءات،وكثيف الدلالات،فهو يضرب بإشاراته في جملة من المتجهات،وكل متجه ينحو منحى قراءة سيميائية لا تماثل أختها.
ثانياً: سيمائية الشخصية وحركاتها في مجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»
لا شك في أن القراءة السيميائية تسعى إلى التركيز على الدلالات،والعلامات،وقد نبه الناقد عبد الملك مرتاض في مستهل دراسته لسيمائية الشخصية إلى أنه قد يقع الخلط لدى بعض محللي الخطاب السردي من النقاد العرب المعاصرين فيما يتصل بالشخص الذي هو كائن بشري،و مفهوم الشخصية،ذلك أن الشخصية الإبداعية ليست إلا شبيهاً بالمماثل للشخص البشري،تدل عليه دون أن تكونه،فالشخص هو من قبيل الواقع التاريخي،في حين أن الشخصية هي من قبيل الإبداع الخيالي،أي من قبيل السيماء..
لقد اختار الناقد عبد الملك مرتاض أن يستهل دراسته لسيمائية الشخصية بمجموعة من المساءلات ،حيث يقول في هذا الشأن: «سننطلق من البحث في أمر الشخصية القصصية من عنوان هذه المجموعة نفسه،أو نفسها،بحيث نلحظ فيه،أو فيها،حركة الشخصية ووجودها،ولا أحد يستطيع إنكار ذلك علينا،وإن لم تُذكر بالاسم،وإن لم تحدد بالرسم،وإلا فمن هذا الذي دخل،أو من هذه التي دخلت إلى الجنة؟وهل يدخل إلى الجنة،أو غير الجنة،غير كائن حي مؤمن بالله،إن كان يراد بالجنة إلى حقيقة معناها؟إن معنى الدخول، ولو جاء بالمصدر لا بالفعل الدال على حركية الحدث،فإنه يستوجب،على سبيل الحتمية،وجود شخصية ما تدخل هذه الجنة،وسبيلها في ذلك تفاحتها التي تحملها في يدها،وهي بمثابة الجواز السحري للدخول إليها.
ثم إنه لا حرج على الذهن في أن ينصرف إلى التفكير في مثل:من غرس شجرة التفاح هذه،وتعهدها بالسقي ،والرعاية،وهو شخصية غير مرئية بالعين في مشهد النص؟ثم في:من قطف هذه التفاحة من شجرتها،وهو شخصية،قبل أن يحملها فيتقدم لينال بها دخول الجنة؟وعلى أنه لا يستبعد من الذهن أيضاً،أن يتصور أمر قاطف التفاحة على أنه ليس بالضرورة الشخصية التي تدخل الجنة،فقد يكون هو مجرد واسطة بينه وبين من وُعد بالدخول إلى هذه الجنة:فتتعدد الشخصيات،إذن،بين الغارس، والقاطف،والحامل،والدّاخل إلى الجنة.فكأن السمات اللفظية لهذا العنوان هي بمثابة مماثلات ازدواجية الدلالة:حاضرها يدل على غائبها، و منطوقها يدل على مضمونها»)7(.
وقد تبدى من تحليل الناقد عبد الملك مرتاض لملامح الشخصية وحركتها في قصة:«في غمزة عين» أنها تبدو واضحة المعالم إلا على أنها شخصية ذكرً،أما الملامح السيمائية للشخصية في أقصوصة(صد..مات) فلا تبدو واضحة المعالم،وتظهر على أنها تصارع قوة عاتية تسلطت عليها،فلم تُذعن لها،بل صدتها عن سبيلها،وحاولت منعها من إيذائها،ولكن سدى،ولذلك لم تستطع هذه الشخصية الذكر نفسها التي تقاوم بفعل الصد والرد،في الحقيقة،الصد طويلاً،فانتهى صدها،أو مقاومتها العاتية،بالاستسلام للأمر الواقع فقضت نحبها.
كما ظهر للناقد عبد الملك مرتاض بعض سمات هذه الشخصية،فتجلت من خلال رؤيته التحليلية على أنها قوية ،وتتميز بالعناد ،وتقاوم بشدة، وصرامة،لأنها لا تأبى الذلة والهون،وفي حالة قراءة عنوان الأقصوصة على أن (صدمات) هي اسم جمع ل(صدمة)،فإن الشخصية يضعف وجودها،وتذبل نضارتها،فلا تكاد تبين،على الرغم من أن هذه الصدمات التي تقع، لا مناص لها من أن تقع لشخصية،أو لشخصيات ما،إذ يعسر تصور وقوع فعل الصدمات بمعزل عن الذي يتولى تنفيذ هذه الصدمات،أو الذي تقع عليه من حيث لا يريد،فوجود الشخصية ماثل في الذهن على نحو ما…
ثالثاً: تحليل البناء الحدثيّ وتدويره في مجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»
تميز المستوى الثالث في تحليل الناقد الدكتور عبد الملك مرتاض بالاشتغال على العنصر السردي الذي يحتوي على جميع الأنشطة التي تنهض بها عامة المكونات السردية،وهو ما يسمى بالحدث،ولعل أبرز ما لفت انتباه الناقد مرتاض في تحليله للبناء الحدثي هو أن الحدث في المجموعة القصصية«تفاحة الدخول إلى الجنة»للقاص الإماراتي سلطان العميمي ،يتبوأ فيها مكانة ذات بال،فقول الأديب سلطان العميمي«الدخول إلى الجنة» هو حدث أريد به الإخبار السردي عن شبكة من الأحداث،والوقائع،والخطوب،والعلاقات، والقيم المفضية،لدى نهاية أمرها،إلى حدث سعيد،لأن الداخل إلى الجنة لابد له أن يتمتع بجملة من المتع الحسية،والروحية معاً،تجعله في النعيم،إذ ما بعد نيل سعادة الجنة شيء،ولقد يُقصد من حدث«الدخول إلى الجنة» وقوع الحظ الوفير لهذه الشخصية الداخلة،أو لهذه الشخصيات الداخلة إليها،حيث عبرت لغة القصّ بالمصدر الذي يمثل حدثاً محايداً لا زمن فيه…
وقد تجلى له في تحليله للحدث في أقصوصة«تفاصيل صغيرة»أنه يبتدئ من السمة اللفظية الأولى في النصيص القصصي،وهي قوله:«أخبرته»،فالإخبار هنا حدث كبير،أو صغير يتكون في ذهن المتلقي،وهو يقرأ،أو يسمع قول الراوي«أخبرته»فليس الإخبار من بعض وجوه حقيقته إلا معادلاً موضوعياً للإتيان،أو التبشير برسالة سردية تالية،وقد نهض الحدث على سرد خيبة يائسة،برزت في شقين اثنين:أولهما إخبار الشخصية الأنثى لصنوها-الشخصية الذكر-بأن التفاصيل الصغيرة للأشياء قد تكون مُشغلة عن الأشياء الكبيرة،وآخرها استكشاف الشخصية الثانية،المذكرة،بعد مضي زمن طويل بأنه كان فعلاً،شيئاً كبيراً في حياتها.بيد أن استكشاف هذا الحدث جاء بعد فوات الأوان،أو بعد مرور أحداث كأن الوعي بمعناها كان ينقصها.
وقد اتسم الحدث-كما يرى الناقد عبد الملك مرتاض- بأنه مكثف مثل اللغة السردية،حيث إن الإخبار الذي تم لا بد من أن يكون«قد سُبق،في سلسلة الأحداث السردية الخلفية،أو الضمنية،بمحاورات وصراعات،أي نشوء علاقات متوترة أو سعيدة بين الشخصيتين،إذ استكشاف الشخصية الأخرى أنها كانت ذات مكانة مكينة في نفس الشخصية الأولى،يعني مرور زمن طويل على ذلك قبل هذا الاستكشاف الذي كان في حد ذاته حدثاً مُذهلاً،إذ الحدث هنا يغتدي معادلاً لتكشّف الحقيقة التي ظلت غائبة، أو مجهولة طوال عدد من السنين.ولكن لا ريب في أن هذا الحدث قد جرت أحداثٌ قبله وقعت في الجهة الخلفية غير المرئية لأحداث هذه الأقصوصة»)8(.
ويبدو من الرؤى التي قدمها المفكر الناقد عبد الملك مرتاض أن الحدث لم يمض سريعاً في هذه الأقصوصة،على الرغم من أن الأديب سلطان العميمي اصطنع ما يدلّ على سرعة حركة حدوثه من خلال استعمال فعلين اثنين: «أخبرته»،و«اكتشف»،حيث إن هذا التوظيف يبرز في مألوف العادة سرعة جريان الحدث السردي،و يبين رشاقة حركته.
كما خص الناقد عبد الملك مرتاض أقصوصة(صدمات)بتحليل حدثها،وقد ذهب من خلال تحليله المجهري،ورؤيته التطبيقية إلى أن الحدث يتجلى فيها بشكل قصير،ويمثُل شديداً عنيفاً،ولعل الذي يجسد ظهور الحدث المكثف المعنف هو قول القاص سلطان العميمي(كان)،فكأن الكينونة هنا تامة،وغير ناقصة،وهي تحيل على شبكة من الأحداث ظلت غائبة على مسرح الحدث المرئي،بيد أنها تظل قائمة على مسرح الحدث المحبوك خارج المسرح المشهود،فليس الحاضر كما تبدى من خلال هذه الأقصوصة إلا دلالة على الغائب،إذ أن قوله(كان)يمثل صلب الحدث،لأنه يُحيل على سلسلة من الأحداث الاحتمالية الغائبة عن مسرح الحدث،والحاضرة على مسرح الفعل،وهذه الأحداث-كما يرى الناقد مرتاض-يمكن أن تكون وقعت للشخصية القصصية،بيد أنها تظل مجهولة على النحو الدقيق،وفي الآن ذاته فهي قائمة وماثلة في أذهاننا،ونحن نتلقى الخبر :خبر الصدمات،وقد تحملت الشخصية من عنف المواقف،وقسوة الوقائع،ما جعلها في الأخير تستسلم للممات،فالحدث في قصة الأديب سلطان العميمي ،بعد أن ابتدأ كثيفاً غامضاً مشتبكاً يُحيل على شبكة متشابكة من القيم،والأخبار،والصراعات،والتوترات،وبعد أن صار عنيفاً واصلت الشخصية القصصية مكابدتها بكلّ ما أوتيت من قوة إرادتها،وقد انتهى الموقف إلى اليأس الذي حمل الشخصية القصصية على الاستسلام،وذلك بوقوعها تحت مصيبة الموت الذي كان سببه التصارع نفسه.
رابعاً: بناء الحيز وتدويره في مجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»
لقد تناول الناقد الدكتور عبد الملك مرتاض في المستوى الرابع من الكتاب «بناء الحيز وتدويره»بالدراسة والتحليل،حيث نبه في مستهل التحليل أن الحيز السيمائي يُطالعنا انطلاقاً من عنوان المجموعة القصصية التي أبدعها الأديب الإماراتي سلطان العميمي،ووسمها ب«تفاحة الدخول إلى الجنة»ففي هذا العنوان الحيز الخلفيّ أو الضمني،والحيز الأمامي الصريح،وقد أوضح الناقد مرتاض هذا الأمر في قوله: «فأما الحيز الصريح فيكمن في قوله: (إلى الجنة).ويتميز هذا الحيز بالجمالية الطافحة،والسعادة العارمة،والنعيم المقيم،سواء أقرأنا سمة الجنة قراءة دينية خاصة،أي:على أنها الجنة التي وعد الله بها المتقين من عباده،وهذا مستبعد من سياق هذه السمة،أم قرأناها قراءة معجمية خالصة فتكون على أنها الجنان بكل ما فيها من اخضرار،ومياه،وأزهار،وثمار،أم قرأناها قراءة أدبية فتكون بمعنى السعادة الدنيوية الطافحة.وإنه بمجرد ذكر سمة الجنة يتمثل في ذهن المتلقي،في أي لغة بشرية،ما يناقضها من معنى قبيح،وهي الجحيم.
وأما الحيز الخلفي أو الغائب الدال عليه الحاضرات من السمات،فيكمن في قوله:(تفاحة)،حيث إن التفاحة يجب أن تكون مقطوفة من شجرة مخضرة،وهذه الشجرة لا تنبت في السماء،ولا في مياه بحر لجي،ولكنها تنبت على حيز من الأرض.وإذن،فسمة التفاحة مظنة لنشاط حيزي خصيب يمكن أن يمثل في مخيلة المتلقي،لأن شجرة التفاح قد لا تكون منفردة في حيز معزول،ولكنها تكون في دأب العادة،من بين مجموعة من الأشجار تكون حديقة التفاح،ولا يكون ذلك الحيز معزولاً عن الماء الذي تُسقى به،أو منه،ولا عن نوعية التربة الخصبة التي تغرس فيها…
كما يمثُل الحيز الخلفي أيضاً في قوله:(الدخول)وهو الحيز الذي جاء واسطة بين الحيز الخلفي الأول (تفاحة)،وبين الحيز الأمامي أو الصريح (الجنة)…،وأما سمة الدخول الواردة في عنوان هذه المجموعة فهي الدخول الحركي القائم على التحول من حيز خارجي إلى حيز آخر داخلي،فكانت التفاحة بمثابة العلة التي أفضت إلى حركة الدخول إلى حيز آخر محبب جميل»)9(.
ومن بين ما أبرزه الناقد عبد الملك مرتاض عندما خص قصة«أنفاس»بتحليل حيزها أن الحيز اتسم بالحركية،والعنف،والغموض،وسوء النية.
خامساً: مسار الزمن وبتره في مجموعة: «تفاحة الدخول إلى الجنة»
انطلق الناقد الدكتور عبد الملك مرتاض في تحليله لمسار الزمن من عنوان المجموعة القصصية التي كتبها الأديب الإماراتي المتميز سلطان العميمي،فتساءل:هل من زمان أدبي يندس في السمات اللفظية لهذا العنوان (تفاحة الدخول إلى الجنة)؟
وبين الباحث الدكتور عبد الملك مرتاض في تحليله للزمن السيميائي في أقصوصة«تفاصيل صغيرة» أنه اتسم بالغموض،والكثافة،شأنه في ذلك شأن اللغة السردية الدالة عليه،حيث نلفيه يحتزئ من الرؤية التقليدية بدلالة الزمن النحوي(الفعل الماضي)،وهي دلالة محدودة وبسيطة،إلا أنه ينتهي في الأخير بالكشف عن طبيعته،فإذا هو يظهر في عدد من السنين لم يحدد النص الأقصوصي كم كان مداها؟ غير أن هذا العدد من السنين يظل قائماً في الذهن على كل حال،فالمدة قدرت بالسنين،و ليس بالشهور،ولا الأسابيع ،ولا الأيام…
كما تبين للناقد الدكتور عبد الملك مرتاض عندما حلل الزمن في أقصوصة«صد…مات» أن الزمن السيميائي لا يظهر بشكل جلي،حيث إنه لا يقوم على وجود سمات صريحة تدل عليه،ولكنه يقوم على تأويله،وذلك من خلال السمات اللفظية التي لا ريب في أنها تدل عليه،ولا يحتاج هذا الأمر لكي يستقر في ذهن المتلقي إلا بعد التأمل.
فذلكة:
وفي الختام بقي أن نقول إن كتاب«شعرية القصّ وسيمائية النص-تحليل مجهري لمجموعة(تفاحة الدخول إلى الجنة)» يعد واحداً من أهم الكتب النقدية التي حللت بعمق تجربة الأديب الإماراتي المتميز سلطان العميمي في مجال كتابة القصة القصيرة،حيث حلل المؤلف باستفاضة ودقة هذه المجموعة القصصية، وشرح عوالمها،فيما يتصل بشعرية اللغة وكثافتها ،وسيمائية الشخصية وحركاتها، كما درس برؤية نقدية سليمة ومنهجية البناء الحدثي وتدويره،وكشف النقاب عن بناء الحيز وتدويره،ومسار الزمن وبتره.
واختيار الدكتور عبد الملك مرتاض لدراسة تجربة الأديب الإماراتي الجاد سلطان العميمي، يعد خطوة جريئة وشجاعة بذل من خلالها جهداً كبيراً،وتطلبت منه الدأب والصبر والروية،وقد انتهت تلك الجهود إلى تقديم خدمة جليلة للباحثين في ميدان الأدب الإماراتي ،فقد جاءت دراسة الدكتور مرتاض غنية في أفكارها،وسلسة في أسلوبها،وجديدة في مضامينها،فالمسائل التي أجلت عنها الغموض جعلتها دعامة لأبحاث لاحقة،وفيها يلفي الباحث ما يُشبع فضوله.
إن هذا الكتاب يمكن أن ندرجه ضمن واحد من الدراسات النقدية الثمينة التي سلطت الضوء على تجربة أديب إماراتي متميز،ما يزال يستحق الكثير من الدراسة،والبحث.
الهوامش:
(1)د.عبد الحميد بورايو:البعد الاجتماعي والنفسي في الأدب الشعبي الجزائري،منشورات بونة للبحوث والدراسات، الجزائر ،1429 هـ-2008م،ص:5.
(2)د.عقاب بلخير:نسقية المصطلح وبدائله المعرفية-دراسة نقدية-،منشورات دار الأوطان للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة،الجزائر،2011م،ص:23-24.
(3)د.عبد الملك مرتاض:شعرية القصّ وسيمائية النص-تحليل مجهري لمجموعة (تفاحة الدخول إلى الجنة)،منشورات البصائر الجديدة،الجزائر،2014م،ص:4 وما بعدها.
(4)د.إبراهيم عبد المنعم إبراهيم:بحوث في الشعرية وتطبيقاتها عند المتنبي،مكتبة الآداب،القاهرة،2008م،ص:02.
(5)د.حميد حماموشي:آليات الشعرية بين التأصيل والتحديث-مقاربة تشريحية لرسائل ابن خلدون-،منشورات عالم الكتب الحديث،الأردن،2013م،ص:11.
(6)د.عبد الملك مرتاض:شعرية القصّ وسيمائية النص-تحليل مجهري لمجموعة (تفاحة الدخول إلى الجنة)،ص:18.
(7)د.عبد الملك مرتاض:المرجع نفسه،ص:79-80.
(8) المرجع نفسه،ص:116.
(9) المرجع نفسه،ص:154وما بعدها.