قد وتحليل لفيلم نوار جديد مذهل وطريف ومتناغم بلا ثغرات

بقلم الباحث السينمائي “مهند النابلسي”

 سينما النوار المنسية عربيا بالرغم من جاذبيتها اللافتة وارتباطها الوثيق بسينما الجريمة البوليسية الشيقة :

*فهذا هو تشارلي سويفت (بيرس بروسنان)، المعروف أيضًا باسم “تشارلي السريع“، يعالج مشكلة: حيث الهدف الذي ضربه للتو فقد رأسه. وعليه أن يثبت أنه الهدف المقصود للرجل الذي دفع ثمن الضربة – علما بأنه أحد أبرز رجال العصابات في نيو أورليانز وأكثرهم قسوة،بعد المسمى بالمتسول ميركادو (غبينجا أكيناجبي).ثم يستعين تشارلي بالمحنطة البارعة مارسي كرامر (مورينا باكارين)، زوجة الضحية السابقة وامرأة جميلة هادئة تتمتع بمجموعة من المهارات التي يحتاجها تشارلي. إن سحب مارسي مرة أخرى إلى الماضي الذي كانت مصممة على الهروب منه، يرسلهما في رحلة جامحة وغير متوقعة مسلية بشكل غير متوقع، وكاشفة ومليئة بالإثارةوالمواقف الشيقة، لكنها في النهاية صادقة وواقعية. ثم على طول الطريق، يقاتل تشارلي ومارسي معا لحماية إرث أفضل صديق ومعلم لتشارلي، ستان مولين (المبدع جيمس كان في أدائه الأخير اللافت)، بينما يقومان بإسقاط العميل بيجار وعمليته بأكملها بلا رحمة وبسرعة قياسية.

*

*إنه فيلم غريب بعض الشيء، وهو ارتداد كوميدي/ساخر لا يعرف تمامًا ما يريد أن يكون. ومع ذلك، فإن هذا يبشر بالخير بالنسبة لمرحلة بيرس بروسنان الجديدة كنجم حركة ذو شعر رمادي يذكرنا بأدواره الجامحة في مسلسل أفلام “جيمس بوند” الشهير؟.

*يتمتع بيرس بروسنان بروح الدعابة الساخرة في هذه القطعة الرائعة والعنيفة من الترفيه اللطيف.

مع ارتداد المخرج فيليب نويس المحنك والملطخ بالدماء والمتقن، في رحلة سلسة محكمة بلا ثغرات في 90 دقيقة سريعة شيقة وبعيدة عن الملل!.

*فهذا نموذج لفيلم “نوير” غريب يحتوي على العديد من التبادلات التي حتى عندما تراها قادمة تندهش مأخوذا بما تشاهده على الشاشة علما بأن نوادي السينما العربية طالما تجاهلت بقصد هذا النمط السينمائي الجماهيري الجذاب ولا اعرف حقا السبب؟!

*هذا هو أبعد ما يمكنك تخيله في السماء السينمائية عن تغيير العالم المضطرب ، ولكن كترفيه مسائي، سيكون أكثر من مجرد تسلية عابرة.

*فالمحرك الحقيقي الذي يدعم Fast Charlie طوال فترة عرضه البالغة 90 دقيقة هو الإرادة والمواجهة والحب الصامت– وتوقع أنهم لن لن يفعلوها – فالرومانسية جلية وصامتة بين بروسنان وباكارين، وكلاهما ممثلان بارعين يزرعان إحساسًا واضحًا بالحميمية والمغزى.

*تستخدم قصة الجريمة هذه العديد من العناصر المألوفة اضافة لمواقع الحدث الغريبة اللافتة، ولكنها تحت إشراف المخرج فيليب نويس، حيث تبدو القصة واضحة وسريعة الحركة ومليئة بالحيوية والتناغم، مما يضفي لمسة قوية ومسلية على فيلم من درجة الدرجة الثانية يكاد ينافس أفلام الدرجة الاولى.

*يتكون فيلم “Fast Charlie” بالكامل من الاستهزاء والتنهدات، وبعض الحكم الدالة وهو عبارة عن محاولة مثيرة للشفقة وتصفية الحسابات مع تداعيات الماضي وتدور أحداثها في أعماق الجنوب الرطب.

*حيث هناك هذه الفكاهة الماكرة التي تقيّم بشكل حاد انعدام الأخلاق في أراضي الغوغاء الاجرامية الجنوبية.

*يمكن للكوميديا السوداء في Fast Charlie أن تصبح مشبوهة وغريبة بعض الشيء، لكن فيلم الجريمة هذا يتمتع بأداء رابح من بيرس بروسنان باعتباره قاتلًا مرهقًا من العالم النمطي. إنه فيلم عنيف انسيابي لا يأخذ نفسه على محمل الجد ويحتوي على بعض المفاجآت المضحكة والساخرة.

*مع وجود السيد بروسنان في مقعد السائق، يعد Fast Charlie بمثابة ارتداد رائع، مليء بالحركة وأسلوب الحياة الحاد لكونه قاتلًا محترفًا.

*فهذا فيلم B رائع يمكن مشاهدته إذا كنت تشعر بالملل في ليلة الجمعة دون وجود حفلات وندوات للذهاب إليها. وامتياز محتمل كذلك إذا كان يكسب المال ويجذب الجمهور.

FAST CHARLIE

2023, Action/Mystery & thriller, 1h 30m

83%

TOMATOMETER29 Reviews

87%

AUDIENCE SCORE

*”شريط إبداعي/شيق. لا تستطيع أن تتجنبه”:

*يرد قائلاً عندما يهديها حيوان ميت ناقم بنظرة عينيه/ربما لسرقة بلوطة الصنوبر التي تخصه/ لتحنطه: “إنه سميث الراكون”، وهو منطقي في طرحه الساخر؟.

*وهكذا تسير الأمور طوال الوقت. نتعامل أيضًا مع شارون جليس باعتبارها حماتها المبتذلة بشكل مذهل (التي تدفع خمسين الف دولار مقابل ثديين صناعيين ضخمين، وقد ضيعت على كنتها فرصة تحسين حياتها باستغلال المبلغ الكبير في الدراسة والاقامة)، ومما يجعلك تنسى كم كانت مهذبة وراقية هذه الممثلة ذاتها في فيلم آخر مشهور لها حيث من الواضح أنك تستاء من دورها المحبط اللامسؤول هنا؟. وبالطبع، فمن ناحية أخرى، فلولا “سيولة” المخرج نويس  الابداعية وتعمقه وذوقه السينمائي الرفيغ، لكان من الممكن أن يُترك هذا الممثل الجذاب للغاية/بروسنان/ ليتخبط بدلاً من الوصول إلى النتيجة المرضية تمامًا التي تقدمها هذه الحكاية الإجرامية المتداخلة. فهذا هو أبعد ما يمكنك تخيله في السماء السينمائية هنا عن تغيير العالم الحقيقي جديا، ولكنه كترفيه مسائي عابر، فسيكون أكثر من مجرد تسلية؟

*حيث طاقم تشارلي الداعم في غاية الهدوء بينما يذهب المجرمون. في واقع الأمر ويتبجحون بجنون الغوغاء ولامبالاتهم، وحيث يعاني ستان، رئيس تشارلي المباشر، من مرض الزهايمر، ويعتني به تشارلي بإخلاص نادر. ويلعب هنا جيمس كان دور ستان في آخر دور له في السينما، وهو مؤثر وساحر ولا يذكرنا أبدا بدوره الاستقوائي الشبابي في تحقة العراب الشهيرة/1972/!. ثم تبدأ مشكلة جديدة في الظهور عندما يطلب ما يسمى “المتسول” الطموح مقابلة ستان، وبعد أن يتم رفضه، يقوم بانقلاب إجرامي دموي غير متوقع!.

*ثم في مرحلة ما من الفيلم، تقدم شخصية بروسنان هدية “صيد” لباكرين تتمثل براكون ميت “مستاء النظرات ومحبط” (بغرض تحنيطه). وعندما تسأل عن اسمها. يجيب بمغزى: “روكي”!

*أما فريق تشارلي فيبدو في غاية الهدوء عندما يعود ستان في الواقع لاصدار الأوامر، وحيث يسترجع ستان، رئيس تشارلي أحيانا ذاكرته “المافيوزية”، مقاوما مرض الزهايمر اللئيم، وحيث يعتني به تشارلي بإخلاص نموذجي “غير متوقع”. وقد لعب جيمس دور ستان في دوره الأخير في الفيلم، بشكل مؤثر وساحر بالرغم من قلة ظهوره. ثم لتبدأ مشكلة جديدة في الظهور عندما يطلب “المتسول” الطموح مقابلة ستان، وبعد أن يتم رفضه، يقوم بانقلاب إجرامي دموي.

*لم أقرأ الكتاب الذي يستند إليه هذا الفيلم، ولكنه يستند لمستوى عالٍ من الحوار الذكي، فهو مثال للفوضى المضحكة المعبرة. وفي مرحلة ما من الفيلم، ثم يقدم بروسنان هدية لباكرين على شكل راكون ميتً. تسأل عن اسمها. فيجيب بسخرية: “روكي”.!

*ثم جاء الأمر على هذا النحو: حيث يتم في البداية القضاء على رجل يُدعى رولو، بناءً على طلب من اثنين من رؤسائه، “سول وستان”، اللذين يحاولان مساعدة شاب صاعد طموح يُدعى “المتسول”. في هذه الوظيفة، حيث يعمل تشارلي بداية مع مراهق أحمق، يُلقب بـ “Blade” بسبب أداته المفضلة للقتل، على الرغم من أن تحول الأحداث بطريقة تهكمية مما جعل تشارلي يعيد تسمية المراهق بـ “Donut”/لأنه وضع في الدونت متفجرات للاغتيال/، وهو ما لا يحبه. وحيث نتائج الضربة المفاجئة تجبر تشارلي على زيارة حبيبة رولو السابقة، وهي امراة جذابة حساسة ذكية متخصصة في التحنيط وتدعى :مورينا باكارين.

*في هذه الحالة، لن تؤدي الألفة بالضرورة إلى توليد الازدراء والتعود بقدر ما تولد المتعة والود، والكثير من ذلك له علاقة بالتمثيل البارع والتقمص العميق للدور حيث يلعب بيرس بروسنان دور عميل الغوغاء تشارلي سويفت المقيم في بيلوكسي، وهو يستخدم لهجة جنوبية أوسع من نهر المسيسيبي في أوسع نطاقه، وهو يجعلك تحبها. ثم في افتتاح الفيلم، كان في ساحة للخردة، وأُمر بالتعري، ويقول في تعليق صوتي: “اعتقدت دائمًا أن حياتي ستنتهي على هذا النحو، في مكان مهجور، من رصاصة لم أتوقعها قادمة”. لكنني لم أعتقد أبدًا أنني سأهتم.” ما يلي ذلك يخبرنا بالتفاصيل عن سبب اهتمامه.:

*خطرت في بالي هذه الفكرة بعد قليل بينما كنت أشاهد فيلمًا جديدًا من إخراج فيليب نويس، من سيناريو لريتشارد وينك، مقتبس من رواية لفيكتور جيشلر. حيث يسير سيناريو فيلم “Fast Charlie” على أرض متهالكة ومنسية للغاية. ومن باب الذكاء، يضطر أحد رجال العصابات الذين يتلاعبون بالتقاعد إلى التعامل مع بعض عمليات إعادة التنظيم الإجرامية التي من المحتمل جدًا أن تخرجه من الخدمة بطريقة لا يحبها. والأجدى هنا هو معرفة أن مُصلح الغوغاء، في هذه الحالة هو شخصية “شارلي السريع”، الواسع الحيلة وعديم الرحمة والطريف السلوك بما يكفي ليتغلب على معضلاته ويتفوق عليها.

*لقد قرات بالصدفة فكرة المخرج كوينتن تارانتينو البديهية القائلة بأن اختيار الممثلين يمثل 90 بالمائة من صناعة الأفلام. وقال ربما هذه مبالغة. ولكن ربما كان ذلك صحيحًا بنسبة 80 بالمائة.كما ثبت في هذا الشريط الحركي الاجرامي الشيق!

*خطرت في بالي هذه الفكرة بعد قليل بينما كنت أشاهد فيلمًا جديدًا من إخراج فيليب نويس، من سيناريو لريتشارد وينك، مقتبس من رواية لفيكتور جيشلر. يسير سيناريو فيلم “Fast Charlie” على أرض متهالكة ومنسية للغاية. من باب الذكاء، يضطر أحد رجال العصابات الذين يتلاعبون بالتقاعد إلى التعامل مع بعض عمليات إعادة التنظيم الإجرامية التي من المحتمل جدًا أن تخرجه من الخدمة بطريقة لا يحبها. فالافتراض عند مواجهة هذا النوع من المواقف هو معرفة أن مُصلح الغوغاء، في هذه الحالة يتماثل تماما مع شخصية العنوان Fast Charlie، فهو واسع الحيلة وعديم الرحمة بما يكفي ليتغلب على معضلاته ويتفوق عليها.وقد أعجبني حفا الوفاء والاخلاص وتكريس الشخصية للالتزام بهذه الصفات الانسانية الراقية حتى في عالم “الجريمة والغوغاء”،من التزام شارلي برعاية العجوز ستان في آخر أيامه، لالتزام “غوغائي بسيط أسمر” وظهوره المباغت فجاة مرتين لحماية شارلي واطلاق النار عل خصومه بدون أن ينتظر الامتنان والأوامر وكأن هذه مهمته الحصرية!!  

*كتائب “القسام” تقتل جنديا إسرائيليا وتستهدف دبابة “ميركافا” بعبوة “شواظ” في مدينة خان يونس.. وعشرات الشهداء بمجازر جديدة للاحتلال بغزة…

*الجيش الإسرائيلي يكشف عن حصيلة جديدة لقتلاه منذ الـ7 من أكتوبر الماضي.. وتضرر مبنى بإيلات في هجوم بطائرة مُسيرة

*آلاف يتظاهرون قرب السفارة الإسرائيلية في عمان مجددا للمطالبة بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل دعما لغزة

*وقال النائب تيم والبيرغ (جمهوري من ميشيغان) إن النزاع في غزة يجب أن ينتهي بسرعة “مثل ناغازاكي وهيروشيما”، ويجب أن تمتنع الولايات المتحدة عن إرسال أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر، بينما يستمر العدوان الإسرائيلي الدموي على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.

*وكتب: “باعتباري طفلاً نشأ في حقبة الحرب الباردة، فإن آخر شيء أدافع عنه هو استخدام الأسلحة النووية”. “في مقطع قصير، استخدمت استعارة للتعبير عن حاجة كل من إسرائيل وأوكرانيا للفوز في حروبهما في أسرع وقت ممكن، دون تعريض القوات الأمريكية للأذى.

*وقال مراقبون إن الرئيس بايدن يكذب أكثر مما يتنفس عندما يتعلق الأمر بالحرب الإسرائيلية على غزة فهو يردد الكثير من المزاعم عن مشاعر الاحباط من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولكنه في نفس الوقت يسارع إلى تقديم أي مساعدة عسكرية ممكنة لدعم الحرب الإسرائيلية الدموية على غزة.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!