تحليل للرواية
بقلم الكاتبة البحرينية فاطمة النهام
اسلوب الكاتب السردي سهل وسلسل، واضح ومباشر, مخزونه اللغوي قليل جداً وأجمل ما يميزه أنه كان يتكلم بلسان المرأة وارتدائه لزي المرأة وإتقانه القوي في التعبير الدقيق عن مشاعر البطلة كالغيرة والحسد والانانية والحقد والرغبة في الانتقام، وبراعته الواضحة في وصف هذه المشاعر.
في البداية اخذت احداث الرواية تسير بشكل طبيعي، حيث تحكي عن فتاة سعودية اسمها فجر كانت ضحيةً لطلاق والديها ثم وفاة الأب وإهمال الأم لها وجفافها العاطفي تجاهها، زواج الأم الثاني ومعاملة زوج الأم السيئة لها وتباعد أخوتها الثلاثة ذكور من زوج الأم اثر عدم تقبله لها، فقدانها واحتياجها للأب وتذكير والدتها لها الممتعض والمستمر (كلما أرى وجهك أتذكر وجه والدك).
ومع تصاعد وتيرة الأحداث انتقل بنا الكاتب إلى المشكلة الأكثر تعقيداً وهي مرور البطلة بتجربة قاسية فقدت على اثرها شرفها نتاج خداعها واستغلالها والتغرير بها من قبل اربعة رجال انعدمت منهم الانسانية من خلال لعبتهم القذره التي استغلوا بها سذاجتها وقلة خبرتها في التعامل مع الناس، هذه التجربة كانت أقسى تجربة مرت بها فجر على الاطلاق ونتيجة لها تخلي اسرتها وخطيبها عنها مما سبب لها الصدمة والاحباط والخذلان.
صدمة تخلي خطيبها وزوج المستقبل عنها والذي ارتبطت به منذ فترة وجيزة من خلال زواج تقليدي سرعان ما كانت تنسج وترسم أحلامها معه في البدء بحياة زوجية يسودها الحب والسعادة والاستقرار والتي لم تجدهم في منزل امها.
بعد مرور فجر بهذه الحادثة المؤلمة حدثت نقطة التحول الجذرية في حياتها حيث تحولت من فتاة ساذجة مسكينة إلى اداة للتدمير والانتقام وأي انتقام، ووسيلة تسعى إلى استغلال الفرص للتدمير دون اية رحمة او شفقة تجاه أي رجل تصادفه في حياتها، الرجل في نظرها الذي يتلاعب بمشاعر ضحيته، الرجل الأناني الذي يستغل ضعف المرأة في بعض المواقف وحاجتها اليه، وهو في نظرها الذكر ولكن الذي يفتقد إلى الرجولة الحقيقية في الأفعال والمواقف والذي يستحق التأديب والعقاب والتشهير، كما سعت إلى تدمير النساء الضعيفات دون الشعور تجاههن بالشفقة والرأفة لأنهن في نظرها ضعيفات لا يستحقين السعادة في الحياة.
هناك ملاحظة حول عنوان الرواية، العنوان ليس له علاقه بمجريات احداثها وكان يفضل أن يختار الكاتب عنواناً آخراً أنسب، فمثلاً سارقة السعادة أو سارقة راحة البال كانت افضل من عنوان سارقة الأزواج والذي يأخذ بذهن وخيال القارئ إلى منحناً آخر مختلف عن فحوى أحداث الرواية.