قراءة في كتاب بعنوان ” سنابل ” للكاتب الفلسطيني : المهندس حسام جميل حمدان

إصدار: كندا جاسم الدندشي
الأردن جفرا ناشرون وموزعون
في أحد الأمسيات الثقافية أهديت هذا الكتاب من إحدى الزميلات المثقفات ، و هو متوسط الحجم و سهل القراءة ، وضعته جانبا إلى أن وجدت وقتا مناسبا لقراءته ، لفتت نظري صفاء و نقاء ألوان صفحة الغلاف المتدرجة بلون أزرق سماوي بين الغامق والفاتح ، و تظهر تلبد الغيوم في وسطها ونقاء السماء المحيط في أعلاها ، ونباتات قصب السكر التي يقوم مجموعة من الحصادين الذين يحملون أدوات خاصة بحصاد محصولها، مرتدين ملابس زاهية الألوان و هي الزهري و الأبيض و الأحمر و الأصفر ، لكن جذبتني كلمة نصوص نثرية و بدأت بقراءته عندما توفر لي الوقت المناسب لتأمل محتواه الغني بالعبارت التراثية .
بدأ الكاتب المهندس حسام حمدان بإهداء لوالديه وكل أهله و أصدقائه و إلى قرية كفر راعي و مدينة بوسطن بأمريكا التي أتاحت له الفرصة والمجال للعيش و كسب الخبرة وشكر للسيد مراد سارة على التوثيق و إعداد و طبع و نشر هذا الكتاب مقرنا اسمه بكفر راعي / بوسطن ومؤرخا كل صفحة من صفحاته بدقة تامة .
بدأ بعنوان “لمعة نحاس ” في صفحة رقم خمسة ، خاتما إياه بجملة ” التراث قبس و مقياس “. و من هنا استمريت في القراءة ، لأجد في كل صفحة صورة ملتقطة بعناية لمخطوطة بخط يد المهندس الكاتب حسام حمدان ، و التي طبعت أسفلها ذات النصوص ، و كل مخطوطة مصورة كتبت بخط يده معبرة عن مشاعره الصادقة ، و صورت مدى صبره و سعة صدره و ثقته بنفسه ، فالخط اليدوي واضح جدا و مقروء الحروف مع حرص تام على أن يشكل حروفه بكل ما يلزم من حركات ، تساعد القارئ على أن يألف صورة الكتابة اليدوية بالتكرار اللامعهود ، و نطق صوت الحرف كما ينطقه الكاتب بلهجته العامية ، و عندما خشي الكاتب من أن لا ينطق الحرف كما يجب ، استعان بحروف اللغة الإنجليزية سي و ها ليمكن القاريء من صوت ” شي” بالعربية .
تساءلت مالذي يدع الكاتب المهندس حسام حمدان أن يحرص على نشر هذه المخطوطات اليدوية ذات السطور المتوازية و التي كتب عليها باتزان حروفه دون أن يحيد عن السطر ، تبين لي أنه يرسم لوحة تراثية بكلماته الموجزة ، و يحرص على انتقاء عناوين جاذبة مثل ” تشتري وقت ، تقشير اللوز ، السر ضاع مفتاحه ، كمامة الحياة …. الخ ” ، لأجدها مائة و ثمانين عتبة لنصوصه دون تكرار .
و من هنا جذبني كل عنوان للاستمرار في قراءته لأجد كما هائلا من القيم الإيجابية والوطنية والحياتية والايمان بالله والحرص على صلاة الجمعة وعلى سبيل المثال في صفحة (17) مرسال ، ما أجمل الدنيا عندما تتيسر الأمور ، وصفحة (33) تفضل جيرة الله عليك ، و في صفحة (67) مطبل السحور ، و في صفحة (76) لا تقلي أنت مين .. إنت وين قلي …. مين حواليك ، وفي صفحة (97) ترف ، شاور العقل و القلب قبل الكلامي ، أمر المترف حنث بخمار الدماري ، و في صفحة (112) ريد و ريد ، هناك رجال إذا أرادوا أراد الله و في صفحة (170) أغنى شيء بالعلاقة هي الثقة ، حيث أنها لا تعطي و لكن تكسب ، الثقة درجة من الإيمان تؤدي إلى سكينة و اطمئنان ، فالتوكل على الله ثقة …. ما غنى إلا غنى النفس .و في صفحة ( 136) جدران ….جد اجدودي بعرفني أصلي من هون ، وفي صفحة (137) قهوتي سادة .. السكر يحركني من الواحد أحد ، قهوتي سادة حتى لا أسيد على أو أسيء لأحد “.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!