من كتاب ملامح الشعر الأردني ( الشاعرة إيمان العمري ) انموذجا للشاعر والناقد الأردني عبد الرحيم جداية .

في كتابه النقدي ملامح الشعر الأردني للشاعر الناقد عبد الرحيم جداية يقدم الشاعر دراسة معمقة عن القصيدة المثقفة وأمية القصيدة برؤية جديدة معنونة ب
القصيدة المثقفة وأمية القصيدة

الشاعرة ايمان العمري أنموذجا
..يقول الناقد في دراسته أن القصيدة بتكامل عناصرها لا يكتبها الا قلة من الشعراء أما القصيدة المثقفة لا يكتبها الا النخبة من الشعراء الذين تشكل الفكر نهجا في حياتهم وتمركز في قلب القصيدة التي حملت قضية المفكر والشاعر ولكن ليس على حساب فنيات وجماليات القصيدة فالقصيدة المثقفة تعكس رؤيا كاتبها وتعكس مخزونه واتجاهاته الفكرية والأيدولوجية وتعكس قضاياه المجتمعية ولا يكتبها الا من قدم المصالح العامة على المصالح الشخصية الضيقة ..
القصيدة المثقفة غير القصيدة الأمية التي تحمل أدوات الشاعر الفنية بعيدا عن عن حاجات المجتمع الأساسية القصيدة الأمية لا تحمل غير اللذة والزهو والاكتفاء بالجمال قالبا ووعيا ومصيرا
القصيدة المثقفة تنهل من ثقافة الشاعر وفكره ورؤاه
وقد حمل القصيدة شعراء كبار كما حمل القصيدة العربيه شعراء كبار لكن القصيدة المثقفة استفادت من التقنيات الجديدة وطورتها بما يتناسب مع مفهوم الحداثة
الشاعرة ايمان العمري صاحبة ديواني في سجدتي وتوضأ بالندى ومخطوط ديوان عندما تبكي السماء ..حيث تقرأ فيها شخصية ايمان العمري ببعدها الفكري والنقابي وبحثها الاصلاحي المنطلق من رسالة الاسلام حيث العقيدة راسخة والنظرة ثاقبة لهنات وتكسرات وشروخ المجتمع …فيها فيض من ذكاء تمزج سكر الدعابة لتقدم قصيدتها ضمن مفارقة الفهم الخاطىء للدين وتعاليمه وتدلل ايمان العمري بوعيها تلعميق للدين على هذا الفهم الخاطىء بقولها
“عندما سمع ويل للمصلين
ظنها ليل المصلين
فتغنى بحب الصلاة طوال الليل
وعندما أذن الفجر
نام”
ويقدم لنا جديد ايمان العمري الشعري تأكيدا على احتفاء الشاعرة بالفكرة والمضمون على حساب النمط الشعري حيث قولبت الأوزان بما يتناسب مع فكرتها وقضيتها التي استفادت من ثلاثية أكاديمية ..اللغة العربية والعلوم السياسية واكملت زوايا المثلث بشهادتها الجامعية الثالثة في الدراسات الاسلامية حيث رسمت الهرم وأعلت بناءه ولايمان العمري دراسة مشتركة في ارهاصات النبوة وبحث في أزمة الفكر التربوي المعاصر حيث تشكل هذه الأبحاث العمق المعرفس والثقافي في قصيدتها بديواني في سجدتي وتوضأ بالندى وهذا يذكرنا بأدونيس الشاعر المثقف الموسوعي المعرفة بالمجتمع والدين والسياسة
فهل القصيدة المثقفة عودة لموسوعية المعرفة
وهل الأيدولوجيا حارسا حافظا للقصيدة المثقفة وامتدادا شرعيا لأصحاب الحوليات وشعراء الصنعة
ولأن الشهادة للشاعرة ايمان العمري سأدرج الشواهد المثقفة في قصيدتها
رسالة جنين ص 77 من ديوان توضأ بالندى

أماه يا ثكلى
أو ما استفتيتي في سقط الجنين
فقد يكون السقط في هذا الزمان عبادة
أماه يا ثكلى 
دعيني في جدار رحمك ملتصقا
لا تلقيني لهذا الزمان
أسمعيني نداء الأذان
وأقيمي في رحمك
صلاة الجنازة

ومن قصيدة رسالة الى ابنتي ملاك ص70

تبتلي يا حبيبتي
اقذفي في قلبك الرجاء
فنحن النساء
نصنع الرجال
نفتح الكون
بسورة النور والاسراء

ومن نقدها الاجتماعي الناتج عن الفهم الخاطىء للدين

ظل الخطيب يلقي فضل السلام
قلت أصاحبه
فهذا حمامة سلام
مر بنا أحدهم
تجهم صاحبي
قلت ما بك؟
قال
هذا جاري أغضبني ذات عام!؟

في وعي الطفولة بمخطوط عندما تبكي السماء
مذ كنا صغارا
عشقنا القمح والحلوى
اذ كنا نقايض القمح
من البيدر الى الدكان
فكان أن السنبلة
لطفولتي هي الأوطان”

وتقول
تحوم الكناري 
ذات مساء
يراودها حبها للبقاء
تقف على الأسلاك الشائكة
تصعقها الكهرباء!

الأدباء اصحاب الأيدولوجيات هم من حفظوا الأدب وقاموا عليه
كالأيدولوجيات الاشتراكية في روسيا التي انتجت الواقعية والايدولوجية البراجماتية الأمريكية التي نحت بالأدب منحى آخر

“سر الحياة عظيم
أخبركم فيه
حين وفاتي”

في هذه القراءة المعمقة للشاعرة ايمان العمري صاحبة التجربة الشعرية المعمقة بقدرتها على فتح مغاليق المعاني والمفردات السائدة في بناء قصيدتها لتأخذ صورة بنائية طورت قصيدتها وثقفتها كلمة طاهرة وقصيدة مثقفة تحمل التأويل في الثنايا

About محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!