***حوار الروح ***
******************
تلك المخبأة وراء القمر
تستحي الخطا…
كلما تعثرت الأحلام
كلما مالت كفة الميزان
خسئت بها السماء
فاض كأس الربا ….
طارت رغم انكسار الجناح
تفصدتها الأمطار
اقتلع الريش رغم الفرار.
لحقت سرب القطا…
تُكسر المسافات
وشحت وسام الأمان
كوني ماشئت …
دقي جدران الخزان
كسري كهف الأوهام
اخلعي اللُبَان والخلخال
هدي اللبنة الهشة في الأطلال
بعثري اهات الرماد
المستترة تحت الرمال
شدي تلابيب الوصال
كوني ماشئت …
اسبحي في الملكوت
مدي ناصيتك للمدد
فكي نفاثات العقد
ازيحي حبلا يلتف
حول الروح بالمسد
ابعدي النجم الثاقب
عبدي الزلل في الجسد
كوني ماشئت …
ابني سدا للمعاني
ترتوي منه العابرات
من.دهاليز الاماني
كوني …*السيدة الحرة*
تتلألا نورا كنجمة غرة
سطعت في الأعالي
وبريق صيتها شاع بالمجد
كوني ماشئت.. أو لن تكوني
خديجة عثمان فبراير 2018
القراءة التحليلية
*******************
تلك المخبأة وراء القمر.. وأمامها شمس الحقيقة تصرخ أن لا تستحي الخطا خلف خط
الإنطلاق ..ذي وقفتك الأولى أمام مرآة الروح لما أثقلتها حمولة اللبان وأدمت كاحلها فضة خلخال آسر .. كم هو صعب أن يصبح السجن بحجم الكون الذي يأوينا ، وتصبح الحياة حدا من حدود عدالة جائرة ..نتجرعها ولا نستسيغ لها طعما ..
حديث الروح هذا إشراقة خلف سحب الصبر تنذر كل من يحمل صليب المعاناة بما أفتاه الشاعر أبو القاسم الشابي ذات قصيد :
إذا الشعب يوما أراد الحياة..فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ..ولا بد للقيد أن ينكسر
إن الذات الشاعرة وهي تخاطب الأنا ترسل إشارات لكل العابرات أن حان وقت التغيير ، حان وقت الخروج من شرنقة الإنصات الى منصة القول ، ومن قمقم المتفرجة الى ركح المبادرة وصهوة الإنطلاق ..لكن النص على الرغم من نبرة التحررالتي توحي بها عبارة كوني ما شئت، يطغى عليه صوت الحكمة والتبصر فنجد الشاعرة تستدعي السيدة الحرة لتجعل منها نموذجا لما يمكن أن تكون عليه المرأة الحرة الأبية غير خاضعة ولكن غير مستهترة قوية بعلمها سامية بأعمالها مترفعة بادبها
والشاعرة باستعمالها لشخصية تاريخية تبصم على توجه حضاري يربط الماضي بالحاضر ويستنهض العزائم من دون إفراط ولا تفريط
ومما يلفت النظر أن الشاعرة حفرت في عمق المعجم لتورد الفاظا ذات حمولة رمزية متجدرة في قفافتنا الشعبية من قبيل الحلي التي تتقل كاهل المرأة ، ويلصقها بالموقد والرماد كربت بيت ليس إلا..تقول : بعثري آهات الرماد..كما نجدها تحالرب الخرافات وتدعو تاى التحرر منها :..” فكي نفاتات العقد “..وكلها عبارات تناسب الصورة الشعرية التي ترسمها المبدعة يريشة طائرة في هدوء
هو فعلا حديث الروح يسري الى الأرواح الضمأى لعذوبة الحرف عندما يتكلم بصيغة نون النسوة الحرة كأصالة المرأة الأمازيغية /العربية والتي كانت وما تزال منبع قوة ولين وصلابة ولطف وثقافة وتواضع