لآفاق حرة
ليس كلّ كتابة قصّة.
من حين لآخر تُعرَضُ علي مسودات مجموعات قصصية.
أولا : قصد الاطلاع عليها و إبداء بعض الملاحظات..
ثانيا: أن أضع لها تصديرًا / مقدمة.
فالذي يحدث بعد الاطلاع :
ــ إمّا أن أجد نصوصا ضمن المجموعة ضعيفة. و لا تجاري النّسق الأسلوبي العام.
ــ و إمّا أجد معظم النّصوص في حاجة إلى إعادة صياغتها.
ــ و إمّا أن تكون المجموعة تستحق تقديمًا، و إن كانت بعض النّصوص القليلة و القليلة حدًا في حاجة لإعادة النّظر، لما فيها من تقريرية أو من غموض أو إبهام..
وهذا الصّنف الأخير .كتابُه قلَّة ، بينما الصنفان الأوّل و الثانّي يشكلان الأكثرية. لهذا كنت أعتذر بعد الاطلاع أن أضع تقديمًا. و قد أصرّ أحدهم على التّقديم. و راسلني قي شأن ذلك مرارًا. فقلت له : سأضع تقديمًا للنّصوص، و لكن لما هي عليه، أي: شذرات، و منمنمات لا لأنّها قصص قصبرة جدًا.. فوافق، فأضعت وقتا ثمينا في إعداد تقديم لمنمنماته، و شذراته، على أنّها إبداعٌ نثري فنّي . دون ذكرٍ أو إشارةٍ إلى ال ( ق ق ج).
و نُشرت المجموعة بعد أشهر قليلة، و لكن بدون تقديمي، بل بتقديم شخص آخر، و قد اعتبرها مجموعة قصصية، و صنَّفها في إطار القصّة القصيرة جدًا.. و هي بَراء من هذا التّصنيف. براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
بعد ذلك راسلت كاتب المقدمة، و هو صديق من قطر عربي، فسألته :
ــ هل أنت واثق مما كتبت كمقدمة للمجموعة (؟)
فلم يرد، و ها قد مرّت سنة كاملة عن عدم الرّد.
السّؤال: لماذا نخادع أنفسنا و نخادع الآخر. و نكتب كلاماً غير مَنطقي و لا مسؤول..وكتابة بيضاء (White Writing ) قد تخدع باقي القرّاء و بخاصّة منهم المبتدئين؟ الذين ــ مع الأسف ــ سيعتبرون اللا قصّة بأنها قصّة، و ينسجون على منوالها ، فتتكرّر الأخطاء و السّلبيات، و تتراكم النقائص و الهفوات..
لا أملكُ إلا أن أشدّ على يدي ثلة اعتذرتُ عن عدم تقديم أعمالهم بعد الاطلاع عليها ،إلا بعد أن يُعيدوا فيها النّطر. فتفهّموا الأمر، و القصدَ الشّريف. و تقبّلوا الملاحظات، و أعادوا الصّياغة… فكتب بعضهم الأفضل و الأحسن مما كتب سابقا. أمّا الذين أخذتهم العزَّة بالخطإ، و قلّة المعرفة، و ركوب العناد و المُكابرة.. فغضبوا و لم يهتموا بالملاحظات.. بل قاطعوا الاتصال و التّواصل .. فذاك شأنهم . و لن يصحَّ إلا الصَّحيح. و إن كنت ألتمس لهم العذر، لأنّهم ضحايا اللا نقد، و ردود المجاملة الكاذبة، و تصنيفات المسابقات المزيفة اللاموضوعية، و شواهد التّقدير اللا تفديرية …