كيف يصبح الانتقاد هواية الفاشل/بقلم:فايز أبو عيد

يقول أحد الخبراء في الموارد البشرية وعلم الاجتماع: إن في النقد خط رفيع ما بين الصراحة والوقاحة، الأولى تستثير عقل الشخص. الثانية تستثير مشاعر الشخص”، في حين رأى أحد الكتاب البريطانيين بأن تكون ناقداً أسهل بكثير من أن تكون على صواب.

وبناء على المقولات السابقة نستشف إن الطريق السهل دائما هو نقد الآخرين، والطريق الصعب هو نقد الذات، وفي هذا العالم الذي يعج بالإنجازات والاختراعات اليومية وبالأشخاص المميزين والمتفوقين والناجحين، نجد بالمقابل أن هناك فئة أشبه بأشباح، لا تكاد تراهم إلا وهم متربعون على عرش الانتقاد، لا يستثمرون وقتهم في بناء أنفسهم أو تتبع حلمهم، بل ينفقونه في تدمير جهود الآخرين التي أقاموها بالجهد والعمل الدؤوب، والتحريض عليهم من أجل الحاق الضرر بهم واقصائهم، ومن أجل أن تساوى الجميع في الضعة بعد أن عجز هؤلاء اعن ارتقاء مدارج العزة.

يمكن وصف هؤلاء بأنهم كالذين يقفون ويراقبون المشهد وكأنه عرض مسرحي غريب، يرمقون من يثابر ويعمل وينجز بنظرات مليئة بالحقد والغيرة والتهكم، وكأن الإنجاز والعمل جريمة يعاقب عليها القانون.

لا تجد بينهم من يشمر عن يديه للعمل، أو زرع بذرة في حقل حياته، لأن جل تفكيرهم يرتكز على توجيه النقد المستمر كأنه هواية ممتعة تطفي شعور النرجسية لديه، هم ذوو اللغة السامة التي تجيد العزف على أوتار حساسة، تزرع بذور الشك والريبة بين الناس، ويستمتعون بالتحريض واثارة التفرقة والفتنة.

غريب أمركم يا رعاة القيل والقال، أن ترفضوا الحديث عن ذاتكم، كأنما الإنجاز سيُقيدكم ويجعلكم عبيدًا للنجاح، وأن النقد هو ملجأ الفاشلين المختبئين خلف جدران اللامبالاة.

فهل من ينتقدون دون عمل هم أبطال صمت العالم؟ أم مجرد ضيوف ثقيلين لا يعشقون سوى صوتهم العالي؟

وختاماً أقول: لا تنسوا أن من يزرع الشوك يحصده، فلا تكن ناقماً على الغير بلا طائل، ولا تدفن نفسك في ركام السلبية، بل انهض واحفر بصمتك، ففي الضجيج لا يُسمع إلا صدى العمل الحقيقي.

عن محمد صوالحة

من مواليد ديرعلا ( الصوالحة) صدر له : كتاب مذكرات مجنون في مدن مجنونة عام 2018 كتاب كلمات مبتورة عام 2019 مؤسس ورئيس تحرير موقع آفاق حرة الثقافي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!