مواسم الشعر عند الشاعر خالد الدمشقي

(خاص. صحيفة آفاق حرة)

قصائد، ولكنها قلائد من الياسمين الدمشقي، منداة بالطيب، والمحبة، والحسن، تنبعث پألوان مواسمها، من هناك في حضن قاسيون، بكل شجونها ، مثقلة برضاب الغيوم ، وجداول بردى، ورحيق زهور الغوطة، على أجنحة الشوق والعشق والصبابة.

إنه الأديب.. الملك الشاعر ..خالد الدمشقي.. المتأمل، البارع، الحصيف، الذي يتنقل بك في حدائق أشعارة، وبلاغة أقواله وأساطير معانية، لتخطو مسحورا في مدائن الوصال والغرام والعشق ، وتطوف في رياض من الحسن، وتعلو شرفات الجنان في أسمى الاحاسيس، وأقصى، العواطف، مستغرقا في نشوى الخواطر، وجمالية التخيل، والتشكيل ، مايفوق المشاهدة، بتجسيده الخيال ، وتجريده ، مجددا للمعاني، بصدق تعابيره ، وحسن اسلوبه ،وذوقه، وأخلاقه، وابداعه، في إثارة الحقيقة، بصور شعرية متدفقة، من رصيد فكري متوهج، منساب خال من التكلف، والشطط، والتقليد.
وارفة عذبة ، بكر معانيها، تغازل الديم في جنان الشام، وتعلو، لتهدي الانام، شموخا ، وتحمل خطاها نحو السمو ، والرقي، بهاء، ونقاء ومجدا، ولحنا . تغرده على أيك العروبة، والمحبة والانسانية ، صانعا الدهشة، والروعة، على جيد الزمان فرحا، وعيدا، وعشقا ، وشروقا متجددا، وامسيات، هادئة، مزركشا ليلها بهالات النجوم، وبريق الأقمار، ووجه مختلف يتفرد به من شاردات الكلام، والحروف، ينداح ، بكل اسرار الرقة ، والروعة، والجمال.
الأديب ..خالد الدمشقي..ذو ملكة ، ترسخت في ذاته الإنسانية، نادد، بها ، وطاول السالفين، والمعاصرين، بتنوع موضوعاته ، وغزارة أشعاره، وتعدد الوانها ، بفكر ذكي ومشاعر واحاسيس بما يحرك النفوس، ويأخذ بها الى عوالم من الجمال، والمتعة، والحكمة ، بأسلوب ولغة، ضمنها صور الحياة ، ومعانيها، أخذت من حسن حروفه، ظلالها، وألوانها وموسيقاها ، التى تغنى بها المشتاق، والصب، والباحث عن روحه ، في أروقة المحبة، والانسانية، والفضائل، والاخلاق والعشق ، والأدب.
لقد مضى الأديب الشاعر خالد الدمشقى..في رسم صوره الشعرية، بمزيج من المعاناة، والأمل، وكثيرا ماكانت التساؤلات، تأخذ حيزا مهما في أشعاره

— في حزن هذي الأرض
ثمة مسأله
كل الحلول لحلها في مشكله

وترى كلاما صامتا
..وعيونه
أثواب حلم بالدموع مبلله
ما إن تحاور دمعة
ما حزنها
تأتيك أوجاع القلوب، معلله

— ثم الى …
ياقطار الشوق قف بي هاهنا
في ضلال وكروم من رحيق

خطها في العشق قلب حالم
يشتهي الأزهار والعزف الرقيق

يا حكايا الأمس هيا واذكري
بلبلا قد ضاع في ذاك الطريق

أنت التي
يحتاجها وطنا
قلبي الذي من غربة ملا
وتكسرت أضلاعه
تعبا
من غفوة المجروح كم ذلا
وعلى عيون بيانه
طفقت
طعنات قلب ظنه خلا
….

ثم يعود ليخاطب حروفه
..
إني أريدك يا قصيدة
دمعة
وردية من بحر عشق تنضح
معجونة بالكحل
والنارنج في
أفيائها يلقي المسا ويصبٌح
ورغيف خبز
للفقير ورحمة
ومحبة في نورها تتفسح
..موال فلاح
….بٱخر يومه
ونشيد طفل في صباحك يصدح
أخشاب نوح
…..للغريق بحزنه
وصدى لجرح صامت يترنح
وصديقة وحبيبة وبريئة
من سحرها
…..أعتى الأماسي تنزح
أنا لا أريدك في دفاترنا رؤى
فلتنزلي
بالعين حلما نلمح
…..هل رأيت أجمل من هذا الذي يتمثل كل الفضائل وماتحمله الانسانية ، من محبة، وعاطفة ولطف، ورحمة.
..
أيها الشاعر الحر ( خالد الدمشقي ) إن لم تكن أنت لتمنى الشعر شبيهك؟
..
— ونكذب الأوجاع إلا أننا
نغفو بحضن الٱه لا نتكلم

– ونشابه الدمعات في أحزانها
لكن حزن الدمع قد يتبسم

من أنت أيه النسيم الدمشقي بكل ياسمينه والنوار والنرجس الغافي على ثغر الورى
،،،
النرجس الغافي يثير فضولنا
نمضي حفاة نحوه نتبسم

فينا من الماضين
جين تصوف
وجنوننا المحموم نار يضرم
ومعتقون
بصبرنا وجراحنا
لكن نتوه بهمس ثغر يبسم
أما العيون وسحرها
تلقي عصاها كلنا يتأسلم
والشال يهطل
فتنة وتعففا
فنموسق الإحساس أو نتلعثم
الله ياهذا الغرام جماله
وعذابه لما النوى يتحكم
…..
وتنوعت قصائده، وموضوعاتها بتعابير ابداعية، نوعية منحازة دائما إلى الحياة الاجتماعية، وما فيها من فضائل، وحس انساني ووجداني، وبلغ غاية مايريده من معنى، بقليل من اللفظ محققا تميزا رائدا في الساحة الأدبية، التى طاول بها كبار الادباء ، من أنداده فكان علما على قمم المجد والعلاء في رياض الأدب والأمة..
فكل الاحترام لهذه القامة العالية …الأديب الشاعر الانسان الحر، المنافح عن الأمة، والإنسانية، والضمير، والوجدان..
الشاعر. …خالد الدمشقي…وكل التقدير؟
________

بقلم – محمد الحراكي/ ابن العابدين
درعا/ سوريا

About هشام شمسان

هشام سعيد شمسان أديب وكاتب يمني مهتم بالنقد الثقافي والأدبي ، ويكتب القصة القصيرة والشعر . له عددمن المؤلفات النقدية والسردية والشعرية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!