محمد فتحي المقداد

كتب محمد فتحي المقداد. أوقات السَّرقة المُفضلة (مقالة)

لآفاق حرة

أوقات السرقة المُفضَّلة
بقلم. محمد فتحي المقداد

يقولون: (اللَّيل ستَّار العُيوب)، و السَّرقة ليلًا على رأي من قال: (لا من شاف, ولا من درى)، بتساؤل بسيط ومشروع وبلا حرج: هل فعلًا بأنَّ اللَّيل هو الوقت المِثاليُّ للسرَّاقين والحراميَّة، لممارسة فعاليَّاتهم؟. والدَّافع لهكذا سؤال، عندما ظهرت حالات السَّرقة جهارًا نهارًا في عزِّ الظَّهيرة، ولا أحد يعترض سبيلهم أو إيقافهم أو منعهم.
إذ سهَّل الأمر على الحراميَّة والسرَّاقين أيَّة مهمة سيقومون بها، من الاِحْتياطات التقليديَّة المعروفة على مدار التَّاريخ، من التخفِّي والتخوُّف والحذر والتنكُّر. وفي مقام آخر قيل: (موتُ الكلاب فرجٌ للحراميَّة), حين نفقت الكلاب وتناقصت أعدادها خاصَّة في المُدن، التي اقتصرت تربية الكلاب على أصحاب الهوايات، وأصحاب المناصب وذوي رؤوس الأموال والعائلات ذات المستوى الماديِّ العالي؛ فأصبحت موضة وفدت إلينا من بلاد الأجانب، يمشون وكلبهم مربوط بسلسلة ويمشي أمامهم بمسافة، بقدر ما يسمح به طول السلسلة ما بين المتر إلى متريْن.
وافتقاد المناطق النائية لكلاب الحراسة في كثير من المواقع والبيوت والممتلكات، ليأتي دور التقدُّم التقني والحضاري، لتأخذ كاميرات المُراقبة المُثبَّتة في الزوايا الخفيَّة والظَّاهرة، والمرتبطة بالهواتف النقَّالة وأجهزة الكمبيوتر، ليتمكَّن أصحاب الأعمال من مراقبة أعمالهم وأرزاقهم عن بُعد على مدار السَّاعة، ومهما تخفَّى الحرامي فإنَّ الكاميرات تُسجِّل كلَّ حركة تلتقطها في مداها المُجدي. وتحتفظ بما تلتقطه ويمكن الرَّجوع إليه عند الضَّرورة إذا ما دعت الحاجة لذلك.
ـــــا 22\ 4\ 2025

عن محمد فتحي المقداد

كاتب وروائي. فاز بجائزة (محمد إقبال حرب) للرواية العربية لعام 2021م. الروايات المطبوعة هي تشكيل لرباعية الثورة السورية. -(دوامة الأوغاد/الطريق إلى الزعتري/فوق الأرض/خلف الباب). ورواية (خيمة في قصر بعبدا)، المخطوطات: رواية (بين بوابتين) ورواية (تراجانا) ورواية (دع الأزهار تتفتح). رواية (بنسيون الشارع الخلفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!