أصغي إليك
ينكتم الصوت في فمي
أنا التي أدمنت انتظارك
منذ أن تركتَ رائحة المطر في يدي
تعلمتُ أنْ أُقَشّر رتابة الوقت
وأملأ مقاعد الغرفة
بفائض الدقائق اللزجة
الدقائق التي ألْقت نحيبها على خوان التوجس
لا شغف يعادل متعة الانتظار
حين تتسع مسافات الرحيل
وحين تقتل الريح نشيجا
رددته غصون اللحظات المتسارعة
شاسع فضاء الأماني
وضيق أفق البلاد التي تربي الحزن فينا
أنا لا أحب صوت انكسار الندى
على رمال خضبت خطوي
وصوتك يبتلع صمت الظلال
صمتك المدفون في ضوء الخريف
وفي عتمة ليالي القاحلة
وفي ازهرار النرجس البري
وحدي أستطيع كشف جفاف المسافة
المسافة بين شجرة وظلها
بين موجة وارتطامها الشاهق
على الشاطئ يحتفل بالنوارس
كلّ الطُّيور تُدَوْزِن بهجتها
على بوادر الربيع
وانا أغرق في توهج من صميم اللهفة
أترك لي مسافة أمان وجيزة
كي أدخل برجك العاجي
أطرز حاضرك بالغناء .